حين يصبح الصيف موعدًا لاكتشاف الرؤى الفنية الأعمق، تنتشر عبر مدن العالم دعوات مفتوحة إلى التأمل، والتفاعل، والانغماس في عوالم بصرية تتجاوز المألوف. من جدة إلى فيينا، ومن بكين إلى مانشستر، يشهد عام 2025 موسمًا فنيًا يستحضر الذاكرة، ويختبر اللغة، ويعيد كتابة الحداثة بمنطق الهامش لا المركز.
في هذا السياق، تنعقد عشرة معارض ستعرض أعمالًا لافتة لا تكتفي بالعرض، بل تقترح طرقًا جديدة لرؤية العالم عبر الضوء، والنسيج، والجسد، والذاكرة الجماعية. نستعرض في ما يأتي محطات نادرة في موسم الفن العالمي لهذا العام، تدعو جمهورها إلى التوقّف، والنظر، وربما إعادة التفكير في العلاقة بين الذات والبيئة، وبين الفن والزمن.

Redrawing the Boundaries: Art Movements and Collectives of the 20th Century Khaleej

من جدة تبدأ الحكاية. في "حي جميل"، تنطلق أولى محطات هذا الموسم الفني بمعرض يحمل عنوان "Redrawing the Boundaries: Art Movements and Collectives of the 20th Century Khaleej" (إعادة رسم الحدود: المجموعات والحركات الفنية التي طبعت الخليج في القرن العشرين) الذي افتُتح في الثاني والعشرين من مايو ويستمر حتى الخامس عشر من أكتوبر، مستعرضًا سردية الحداثة من منظور خليجي يضع الفنانين المحليين في صدارة المشهد. 

لا يقارب المعرض الحداثة بوصفها تيارًا واحدًا، بل يستكشفها بوصفها مشهدًا متعدد الطبقات ينطلق من تجارب محلية في البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. 

من اتجاه "الحروفية"، ذلك المسار الفني الذي استلهم الخط العربي ليمنح الفن الإسلامي تكوينات تجريدية جديدة، إلى أعمال الفنان الكويتي إبراهيم إسماعيل التي توثّق نبض الحياة اليومية في بلاده عبر مشاهد مشحونة باللون والحركة، تقترب أحيانًا من القصيدة البصرية، وبين التجريد والتصوير، تتقاطع الرؤى وتتشكل خريطة فنية تؤكّد أن حداثة الخليج لم تكن يومًا امتدادًا لنماذج مستوردة، بل مشروعًا ثقافيًا أصيلًا، متعدّد الملامح، ينتظر من يقرؤه بلغة العالم.

Redrawing the Boundaries: Art Movements and Collectives of the 20th Century Khaleej

Hayy Jameel

The Honest Eye: Camille Pissarro’s Impressionism

من قلب الخليج إلى قلب أوروبا، تتغيّر الجغرافيا لكن يبقى الفن وسيطًا لإعادة النظر في التاريخ. في مدينة بوتسدام الألمانية، يحتضن متحف باربريني معرضًا مخصصًا للفنان كاميل بيسارو يستمر من الرابع عشر من يونيو حتى الثامن والعشرين من سبتمبر، مسلطًا الضوء على أحد الأسماء البارزة في تاريخ الانطباعية، الذي كثيرًا ما بقي في الظل مقارنةً بأقرانه مثل كلود مونيه وأوغست رينوار.

يضم المعرض مئة عمل فني تتوزع بين مشاهد حضرية ومناظر طبيعية، وتُظهر كيف أن بيسارو لم يكن مجرد ناقل بصري لما يراه، بل مُجسّد بارع لما يُحسّ به، من خلال ضربات لونية نابضة تكاد تترجم اهتزازات الحياة في لحظتها العابرة. هذا النزوع إلى تحويل المشهد إلى انطباع شعوري جعل من بيسارو مصدر إلهام مؤثّر لعدد من أبرز فناني ما بعد الانطباعية، مثل جورج سورا وبول سينيّاك.

لكن المعرض لا يكتفي باستعراض أدوات بيسارو التقنية، بل يعيد قراءة مسيرته من زاوية أكثر اتساعًا، تأخذ في الحسبان توجهاته السياسية الراديكالية وتعامله مع الفن بوصفها مساحة للمقاومة والتجديد. والنتيجة هي عرض يعيد الاعتبار لفنان ظلّ لفترة طويلة في موقع غير مستحق، ويمنحه موقعه الطبيعي بوصفه أحد كبار المجددين في زمنه.

The Honest Eye: Camille Pissarro’s Impressionism

Denver Art Museum

.Anna Maria Maiolino: I am here. Estou aqui

وفيما يعيد متحف باربريني في بوتسدام الاعتبار لصوت ظلّ مهمّشًا في قلب الانطباعية، ينتقل محور الحديث إلى متحف بيكاسو في مدينة برشلونة، حيث تُقدَّم تجربة فنية مختلفة الجذر والمسار، لكنها تتقاطع في جوهرها مع أسئلة الحرية والمقاومة.

يُعد معرض آنا ماريا مايولينو، الذي افتُتح في الرابع عشر من يونيو ويستمر حتى الحادي والعشرين من سبتمبر تحت عنوان "أنا هنا"، محطة مفصلية في مسيرة فنية لطالما قاومت التصنيف. 

تنتمي مايولينو، ذات الأصول الإيطالية والنشأة البرازيلية، إلى جيل من الفنانات اللواتي وظّفن الجسد بوصفه موقعًا للتعبير والمواجهة، لتصوغ من تجربتها خطابًا فنيًا يلامس السياسي بقدر ما يستدعي الحميمي والنسوي.

لا يُقدَّم هذا العرض بوصفه استعادة تقليدية، بل يُقارب أعمالها بوصفها أطرًا فكرية مفتوحة، تنقّب في الذاكرة، وتُعيد رسم حدود اللغة والمادة. 

من الشرائط الطينية التي شكّلت بها تركيبات بارزة في بينالي البندقية، إلى المطبوعات وأعمال الفيديو والممارسات المفاهيمية، تتعدّد الوسائط لكن يظل الهمّ واحدًا: تحرير الكيان الإنساني من كل قيد رمزي أو جسدي.

هذا المعرض، الذي يضم ما يقارب مئة عمل، لا يكتفي بتكريم مسيرة فنية طويلة، بل يمنح المتلقي فرصة نادرة للتفاعل مع فن يُقاوم الصمت، ويستثير في داخله نداءً للحرية لا يخفت.

.Anna Maria Maiolino: I am here. Estou aqui

Everton Ballardin

Connecting Thin Black Lines 1985–2025

أما في قلب العاصمة البريطانية، فيحتضن معهد الفنون المعاصرة في لندن معرض "Connecting Thin Black Lines 1985–2025" (ربط الخطوط السوداء الدقيقة)، الممتد من الرابع والعشرين من يونيو حتى السابع من سبتمبر، بوصفه شهادة فنية ونقدية على مسيرة امتدت أربعة عقود للفنانة والقيّمة البريطانية لوباينا حِمِد. 

يعود هذا العرض إلى لحظة تأسيسية في عام 1985 حين قدّمت حِمِد معرضها الشهير "الخط الأسود الدقيق"، الذي مثّل آنذاك نقطة تحوّل في تمثيل الفنانات السوداوات داخل المشهد الثقافي البريطاني.

المعرض الحالي لا يقتصر على استعادة تلك اللحظة فحسب، بل يوسّع نطاقها ليُقدّم قراءة بانورامية لعمل حِمِد بوصفه مشروعًا ثقافيًا متكاملاً، ساهم في تشكيل خطاب بصري نقدي داخل المؤسسات الفنية. فهي لا تظهر هنا بوصفها فنانة فحسب، بل صانعة سياقات، ومؤرخة بصرية حفرت حضورًا لفنانات طالما وُضعن خارج الإطار المؤسسي، وأعادت من خلال رؤيتها النظر في آليات العرض والتأريخ والتلقي.

عبر الأعمال المعروضة، والنصوص المصاحبة، والوثائق الأرشيفية التي ترصد تطور تفكيرها الفني والسياسي، يتحوّل المعرض إلى مساحة فكرية حية، تتشابك فيها قضايا العرق والنوع والتمثيل مع جمالية متجددة في الطرح. وبهذا المعنى، لا يبدو هذا العرض مجرد مناسبة احتفالية، بل لحظة تأمل في أثر الفن حين يكون صوتًا وموقفًا واستراتيجية للتغيير.

Connecting Thin Black Lines 1985–2025

Lisson Gallery

Canton Modern: Art and Visual Culture, 1900s–1970s

وكما تُعيد لوباينا حِمِد رسم خطوط التمثيل داخل المؤسسة البريطانية، تُروى الحداثة من جهة الجنوب هذه المرة. في متحف M+ في هونغ كونغ، يقام معرض "Canton Modern: Art and Visual Culture, 1900s–1970s" (حيز الحداثة: ثقافة فنية وبصرية) في الفترة بين الثامن والعشرين من يونيو والخامس من أكتوبر، ليعيد ترتيب مشهد الحداثة الصينية من منظور محلي لا يمرّ عبر البوابة الغربية التقليدية. 

يقدّم المعرض سردية بديلة للفن الحديث في الصين، من خلال تسليط الضوء على الدور المفصلي الذي قامت به مدينتا غوانغجو وهونغ كونغ في تحريك المشهد البصري والثقافي خلال النصف الأول من القرن العشرين حتى سبعينياته.

في أروقته، تتجاور أعمال الفنان غوان شانيوه Guan Shanyue، الذي دمج ببراعة بين تقاليد الرسم الصيني الكلاسيكي وحسّ حداثي متجدد، مع صور التوثيق الاجتماعي للمصوّر شا فاي Sha Fei، الذي شكّل بعدسته تصورًا بصريًا لوطن يبحث عن هويته في لحظة تحوّل سياسي وتاريخي. 

ويبلغ العرض ذروته في إعادة إبداع معاصرة للوحة ضخمة من عام 1959 تعود للفنانين فو باوشي Fu Baoshi وغوان، أعاد تشكيلها الفنان داي غوانغيو Dai Guangyu ضمن تركيب يمتد على أكثر من تسعة أمتار، ليعيد الحياة إلى مشهد طبيعي بات جزءًا من الذاكرة الجماعية.

Canton Modern: Art and Visual Culture, 1900s–1970s

Hong Kong Museum of Art

Santiago Yahuarcani: The Beginning of Knowledge

في مانشستر، يحتضن متحف ويتوورث ابتداءً من الرابع من يوليو حتى الرابع من يناير العام المقبل، أول استعادة دولية للفنان البيروفي سانتياغو ياهواركاني، أحد أبرز ممثلي شعب أيميني Aimeni من قبائل أويطوتو Uitoto. 

لا تُعرض لوحات ياهواركاني على قماش تقليدي كما اعتدنا، بل على لحاء "ليانتشاما" المستخلص من شجرة الأمازون، في محاكاة مادية وروحية للطبيعة التي وُلدت منها هذه الحكايات.

في معرض "سانتياغو ياهواركاني: بداية المعرفة"، تنبض الأعمال بعوالم روحية تزخر بالمخلوقات الخارقة والألوان الحارّة، إذ تتحوّل الجدران البيضاء إلى غابة رمزية تسكنها الأسطورة والذاكرة. 

وبين طيف الموروث الشفهي والرمز البصري، يستعيد المعرض سرديات غائبة عن الفنون المعاصرة، ليضع الجمهور أمام فهم بديل للفن، لا ينبع من قاعات الدراسة أو قواعد الذوق المؤسسي، بل من تقاليد الشفاء والطقوس الجماعية التي تناقلها ياهواركاني عن والدَيه وجدّه، جيلاً بعد جيل.

ويأتي المعرض ضمن برنامج مهرجان مانشستر الدولي، ليس بوصفه مناسبة فنية فحسب، بل نافذة على منظومة معرفية كاملة، تتقاطع فيها الحكمة القديمة مع الحضور المعاصر في كل خط مرسوم، وكل خامة طبيعية ناطقة.

Santiago Yahuarcani: The Beginning of Knowledge

CRISIS Gallery

The Magical City: George Morrison’s New York

وفيما يستحضر فنّ ياهواركاني حكمة الأسلاف من قلب الأمازون، يأتي معرض جورج موريسون ، أحد أبرز الأصوات الفنية التي خرجت من الهامش الأمريكي، ليُعيد رسم الحداثة من منظور السكان الأصليين في قلب نيويورك. 

في متحف المتروبوليتان، وابتداءً من السابع عشر من يوليو حتى الحادي والثلاثين من مايو المقبل، يُقام معرض "The Magical City: George Morrison’s New York"، (المدينة السحرية: نيويورك من منظور جورج موريسون) لتسليط الضوء على إحدى مراحل حياته الفنية الأكثر تألقًا: تلك التي عاشها في نيويورك خلال خمسينيات القرن الماضي وستينياته . 

في تلك الحقبة، شكّلت المدينة مصدر إلهام لموريسون، لكنه لم يجسدها بوصفها صرحًا معماريًا صلبًا، بل قدمها كائنًا حيًّا يتنفس ويتحوّل، وهو ما تجلّى في لوحاته الفسيفسائية التي رصفت الألوان في طبقات متداخلة، كأنها خرائط شعورية لمدن داخلية.

اليوم، وبعد عقود من التهميش، يُعاد تقديم جورج موريسون في الموقع الذي يستحقه، إلى جانب أسماء مثل جوان ميتشل وكليفورد ستيل، بوصفه أحد المجدّدين في تاريخ الفن الأمريكي الحديث. ويأتي هذا المعرض بمنزلة اعتراف متأخر، لكنه بالغ الأهمية، بفنان قدّم قراءة بصرية نادرة تُعيد التوازن بين التراث الأصلي والتجريد الحداثي.

The Magical City: George Morrison’s New York

Smithsonian American Art Museum

Brigitte Kowanz: Light Is What We See

وفي فيينا، يعود الضوء إلى واجهة التأمل الجمالي في متحف ألبرتينا، مع أول استعادة شاملة لأعمال الفنانة النمساوية الراحلة بريغيت كوفانتس Brigitte Kowanz في معرض يُقام بين الثامن عشر من يوليو والتاسع من نوفمبر. 

يستعرض معرض "الضوء هو ما نراه" إرثًا فنّيًا امتد لعقود، كرّسته كوفانتس لصياغة لغة بصرية جديدة تتوسّطها الأشعة والانعكاسات، وتعيد مساءلة مفاهيم الإدراك والاتصال.

بعيدًا عن الضوء بوصفه عنصرًا إنشائيًا أو زخرفيًا، استحضرته كوفانتس ليكون وسيطًا مفاهيميًا يعالج أسئلة معقدة حول الزمن، واللغة، والتفاعل الإنساني. 

وقد لجأت إلى أنابيب النيون، والزجاج المعكوس، والفراغ المدروس، لبناء أعمال تتحرك مع حركة الزائر وتُغيّر معناها بتبدّل الزاوية والنظرة. في بعض أعمالها، تحوّلت شفرة مورس إلى ومضات ضوئية تُترجم رسائل مخفية، فيما استُخدمت الكلمات المنعكسة على المرايا لتوليد تواصل صامت لكنه مُكثّف مع المتلقي.

برحيلها عام 2022، غابت كوفانتس جسدًا، لكن مشروعها البصري ما يزال متّقدًا، يُنير مناطق فكرية تقع عند تقاطع الحسّ والتجريد، ويؤكد أن النور ليس مجرد وسيلة للرؤية، بل أداة للتفكير والفهم. 

Brigitte Kowanz: Light Is What We See

Tobias Pilz

Pipilotti Rist: Your Palm is My Universe

أما في بكين، فيحوّل مركز UCCA للفن المعاصر قاعته الكبرى إلى كونٍ غامر تصوغه الفنانة السويسرية بيبيلوتي ريست بوسائطها المفضلة: الفيديو، والضوء، واللون. وذلك في معرض "كفك هو عالمي" الذي ينعقد بين التاسع عشر من يوليو والتاسع عشر من أكتوبر.

تُعرف ريست بإبداعاتها التي تتجاوز حدود الشاشة لتتسلل إلى الجدران والسقوف حتى الأرضيات، لكنها في هذا المعرض تُطلق العنان لتجربة بصرية أشد كثافة، لا يُعرض فيها الجسد بصفته شكلًا، بل بوصفه مجرّة داخلية تتقاطع فيها الطبيعة مع الحواس، والمحيط مع العاطفة.

لا تُقدَّم الصور هنا بوصفها مشاهد، بل بيئات حسّية تستدعي التفاعل التام، فتتلاشى الحدود بين الزائر والعمل، وتصبح الأشجار أطرافًا بشرية، فيما تتخذ البشرة هيئة تربة نابضة بالحياة. في هذا الفضاء الطيفي، يذوب المتلقي داخل التجربة، ولا تعود المشاهدة فعلًا خارجيًا، بل مشاركة كاملة في كون بصري يرفض الانفصال بين الداخل والخارج. 

Pipilotti Rist: Your Palm is My Universe

Pipilotti Rist

Liz Collins: Motherlode

وفي محطة أخرى من هذا الموسم، تُطلّ الفنانة الأمريكية ليز كولينز من مدينة بروفيدنس بمعرضها الاستعادي الجديد "وفرة" الذي ينعقد في متحف RISD بين التاسع عشر من يوليو والحادي عشر من يناير المقبل، مستعرضة مسيرة فنية نسجتها بالخيط والإبرة، لكنها موجّهة إلى صميم القضايا المجتمعية المعاصرة.

في هذا العرض، تستعيد كولينز أعمالًا نسيجية راوحت بين التجريبي والرمزي، من بينها فستان مصنوع من علم أمريكي مهترئ، أعادت خياطته يدويًا ضمن مشروع مشترك مع الفنان غاري غراهام ليغدو قطعة فنية مشحونة بالدلالات السياسية والحميمية. 

Liz Collins: Motherlode

Liz Collins Studio

وتكشف الأعمال عن علاقة معقّدة بين الجسد والهوية، إذ لا تكون الحياكة مجرد تقنية، بل أداة تعبير ومقاومة وإعادة بناء لما تمزّق جسديًا أو رمزيًا.

يتحوّل المعرض إلى مساحة تأمل في مكانة النسيج ضمن تاريخ الفن، ويقترح تجاوز التقسيمات التقليدية بين "الفن الراقي" و"الحرفة"، واضعًا الغرزة في موقع يوازي الكلمة، والخيط في منزلة المعنى. 

ومع مشاركتها الأخيرة في بينالي البندقية، تُرسّخ كولينز مكانتها بوصفها واحدًا من الأصوات الفنية التي تدمج الذاتي بالسياسي، وتعيد كتابة الحكاية من داخل النسيج نفسه.