تستعد دار كريستيز للكشف عن لوحة California - IKB 71 (كاليفورنيا - أزرق كلاين الدولي 71) للفنان الفرنسي إيف كلاين للمرة الأولى في مزادها الباريسي المرتقب، المقرر في 23 أكتوبر المقبل، إذ ستتصدر اللوحة المشهد ضمن أبرز معروضات أسبوع الفن. وتُقدَّر قيمة اللوحة بنحو 29 مليون دولار أمريكي، فيما يتوقع أن تستقطب اهتمامًا واسعًا من كبار جامعي الأعمال الفنية حول العالم.

الأزرق الدولي.. ولادة أيقونة خالدة

في خمسينيات القرن الماضي، استطاع إيف كلاين أن يمنح اللون الأزرق حياة جديدة، بعدما تعاون مع تاجر الألوان الباريسي إدوار آدام على تطوير مادة فريدة من نوعها. هذه التركيبة حافظت على نقاء الصباغ، فأصبح اللون نابضًا بالحيوية ومضيئًا على سطح اللوحات، ليشتهر عالميًا باسم الأزرق الدولي لكلاين International Klein Blue، وهو اللون الذي اعتبره كلاين فضاءً مفتوحًا للحرية واندماجًا كاملاً مع الكون.

من رحم هذا الاكتشاف وُلدت لوحة California - IKB 71 (كاليفورنيا - أزرق كلاين الدولي 71)، الممتدة على مساحة هائلة بعرض 14 قدمًا، لتصبح واحدة من أعظم لوحات كلاين الأحادية الزرقة وأكثرها تأثيرًا في مسيرته القصيرة. فالعمل لا يجسد اللون فحسب، بل يقدمه بوصفه كيانًا بصريًا طافيًا، أقرب إلى مسحوق سماوي متألق منه إلى طلاء ثابت.

دار كريستيز تعرض لوحة "كاليفورنيا" لإيف كلاين بقيمة تتجاوز 29 مليون دولار

Christie’s

لقاء بعد ستة عقود بين الأزرق وموطنه

ما يزيد من رمزية هذا الظهور هو أن اللوحة لم تُطرح للبيع مطلقًا منذ إنجازها، إذ ظلت محفوظة في مجموعة خاصة بنيويورك منذ عام 2005، بعد انتقالها من ملكية جامع الأعمال السويسري جورج مارسي. آخر ظهور علني لها كان في عام 2008 خلال إعارتها طويلة الأمد لمتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. هذه الندرة، إلى جانب قيمتها الفنية، تضعانها في مصاف الأعمال المرشحة لمنافسة الأسعار القياسية التي حققها كلاين سابقًا، وعلى رأسها Fire Color 1 (اللون الناري 1) وأيضًا لوحة Le Rose du bleu (زهري الأزرق).

وصفت كاثرين أرنولد، نائب رئيسة قسم فنون القرن العشرين والحادي والعشرين في كريستيز، هذه اللحظة، قائلة: "إنها عودة كبرى إلى الوطن". فاللوحة ارتبطت بمحطة كلاين الوحيدة في الولايات المتحدة عام 1961، عندما قصد لوس أنجليس بدعوة من داعمته فيرجينيا دوان، لتعود اللوحة بعد أكثر من ستة عقود إلى باريس، المدينة التي شهدت ميلاد الفنان وصعوده، في مشهد يتجاوز الفن ليحمل شاعرية اللقاء بين اللون الأزرق المميز وموطنه الأول.