بدأ المزاد بإيقاع تصاعدي مثير حين حقّقت لوحة Shah Abu’l‑Ma’ali of Kashgar (شاه أبو المعالي الكاشغري) للفنان دوست محمد من القرن السادس عشر، مبلغًا مذهلاً بلغ 3.6 مليون دولار أمريكي، متجاوزة بكثير تقديراتها الأولية التي راوحت بين 660 ألف دولار و920 ألف دولار أمريكي. هذه اللوحة النادرة، التي تجسّد ملامح إحدى الشخصيات التاريخية في بلاط آسيا الوسطى، جذبت اهتمامًا واسعًا من جامعي الفن الإسلامي، ما أدى إلى منافسة محتدمة رفعت السعر إلى مستويات غير متوقّعة.

وسرعان ما خطفت الأنظار بعد ذلك  لوحة A Prince Hawking (أمير يصطاد بالصقر)، المنسوبة إلى الفنان محمد علي والمُنجزة في الهند المغولية عام 1610. العمل الذي جمع بين دقّة التعبير الفني ورمزية الصيد الملكي تجاوز سريعًا تقديراته المبدئية بعد موجة من المزايدات النارية، قبل أن يُختتم بسعر بلغ 5.2 مليون دولار أمريكي. بتلك النتيجة، أكد فن المغول من جديد مكانته بوصفه إحدى مدارس التصوير الأرقى في التاريخ الإسلامي.

ومع احتدام المزايدات وتنامي الحماس في القاعة، بلغت المنافسة ذروتها عند ظهور لوحة Maharao Umed Singh and Zalim Singh Hunting Tigers (ماهاراو أوميد سينغ وزاليم سينغ يصطادان النمور) الموقّعة من الفنان شيخ تاجو والمنجَزة في مدينة كوتا بولاية راجستان عام 1781. مشهد الصيد الملكي المفعم بالقوة والعنفوان استحوذ على اهتمام الحضور، ودفع الأسعار إلى التحليق خارج حدود التقدير المبدئي، حتى تجاوزت حاجز 6.72 مليون دولار أمريكي، أي ما يزيد على خمسةٍ وعشرين ضعفًا من قيمتها المتوقعة، لتُعلن لحظة بيعها عن تحول المزاد إلى سباق مفتوح نحو الأرقام القياسية.

غير أن اللحظة التي خُلدت في ذاكرة القاعة وجعلت الأمسية استثنائية بحق جاءت مع ظهور لوحة A Family of Cheetahs in a Rocky Landscape (عائلة من الفهود في منظر صخري)، المنسوبة إلى الفنان المغولي البارز باسوَان والمنفّذة في الهند خلال الفترة بين عامي  1575 و1580.

هذه القطعة الفريدة، التي تمزج بين الدقة التصويرية والحسّ الروحي، تجاوزت تقديراتها المبدئية بأربعة عشر ضعفًا قبل أن تُغلق المزايدة على رقم مبهر بلغ ما يقارب 13.64 مليون دولار أمريكي، لتتوّج بلقب أغلى عمل في المزاد وتُرسّخ مكانتها بوصفها إحدى التحف التي جمعت بين الرقي الفني وعمق الموروث الثقافي.