في عالم يُعاد فيه تشكيل مشهد الفخامة العالمية من جديد، تتقدّم علامات تاريخية بخطى واثقة نحو مراكز الريادة، فيما تُعيد أخرى رسم حدود قوتها وقيمتها في أذهان الزبائن.
وبينما تحافظ بورشه على صدارتها للسنة الثامنة تواليًا، تُطلّ دار شانيل بوصفها الحصان الأسود الذي قلب المعادلة، متجاوزة لويس فويتون في واحدة من القفزات الأشد إثارة في تصنيفات الفخامة العالمية.
تقرير 2025 الصادر عن شركة براند فاينانس Brand Finance البريطانية المتخصصة في تقييم العلامات التجارية وتحليل أدائها المالي لا يكشف عن الأسماء الأقوى من حيث القيمة السوقية فحسب، بل يقدّم أيضًا قراءة دقيقة لتحوّلات الذوق العالمي، إذ أصبحت القصة، والتميّز الحرفي، والهوية الثقافية عوامل حاسمة لا تقل أهمية عن المبيعات والأرقام.
ومن قلب هذه التحوّلات، برز اسم ديور ليحمل لقب "أقوى علامة فاخرة في العالم"، في تأكيد على أن الفخامة لم تعد تقاس بما يُشترى فحسب، بل بما يُلهم.
العلامات الفرنسية تهيمن على المشهد
تُظهر البيانات أن العلامات الفرنسية لا تزال تهيمن على مشهد الفخامة العالمي، بإجمالي قيمة 154.4 مليار دولار، أي ما يعادل 49% من القيمة الإجمالية لأقوى 50 علامة فاخرة.
جاءت إيطاليا في المرتبة الثانية بفارق كبير بلغ 57.6 مليار دولار. ويظل قطاع الأزياء اللاعب الرئيس في القائمة، باثنتين وثلاثين علامة تولّد ما مجموعه 221 مليار دولار، أي ما يعادل 70% من إجمالي القيمة.
Brand Finance
شانيل: الولاء المحلي والديناميكية العالمية
إلى جانب صعودها المالي، ارتفعت شانيل أيضًا في مؤشر قوة العلامة من المرتبة الخامسة إلى الرابعة، بمجموع نقاط بلغ 89.6 من 100. وفي فرنسا تحديدًا، حققت العلامة تقييمًا مثاليًا في معايير الوعي، والاختيار، ورضا الزبائن.
وتشير براند فاينانس إلى أن "شانيل تتمتّع بصورة قوية وراسخة في أوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا، ما يعكس مكانتها العالمية المرموقة".
وشهد العام الماضي خطوات استراتيجية بارزة لشانيل، منها افتتاح متجر خاص بالجواهر الراقية في نيويورك، وتعيين ماتيو بلايزي مديرًا فنيًا لتجديد الرؤية الإبداعية. وقد ساهمت هذه الخطوات في تعزيز الحضور العالمي للدار وترسيخ ريادتها في قطاع الفخامة.
بورشه وديور: ثبات في الصدارة وتجديد في القوة
رغم التراجع النسبي، لا تزال بورشه تحظى بثقة عالية في مؤشرات الموثوقية، وسمعة العلامة، وقبول الأسعار، مع بقاء حضورها القوي في الأسواق الأوروبية والصينية.
وفي المقابل، صعدت ديور إلى المرتبة الأولى عالميًا في قوة العلامة، مسجلة 93.5 من 100، ما جعلها أيضًا واحدة من أقوى 10 علامات تجارية على مستوى القطاعات عالميًا في 2025.
تضمّن الترتيب المحدث:
- - بورشه
- - شانيل
- - لويس فويتون
- - هيرميس
- - رولكس
- - ديور
- - كارتييه
- - فيراري
- - غوتشي (تراجعت)
- - غيرلان Guerlain (صعدت)
في المقابل، خرجت تيفاني أند كو من قائمة العشر الأوائل بعد تراجعها أمام تقدّم غيرلان اللافت.
Brand Finance
مستقبل الفخامة: التحوّل قادم
بحسب بيرتراند شوفِيه، المدير العام لفرع براند فاينانس في فرنسا: "حقق قطاع الفخامة نموًا بنسبة 43% خلال السنوات الخمس الماضية؛ لكن المرحلة المقبلة ستشهد تباطؤًا ملحوظًا".
وأوضح أن الزبائن باتوا يميلون أكثر إلى التجارب الممتعة والسفر والتواصل الاجتماعي عوضًا عن اقتناء المنتجات المادية، مضيفًا: "انتهى زمن الزيادات السعرية السهلة المدفوعة بالطلب القوي، وعلى العلامات أن تتطوّر لتبقى ذات صلة".
ويعتمد تصنيف براند فاينانس على مقياس مزدوج يجمع بين قوة العلامة (الاستثمارات، أداء السوق، تصوّر الجمهور، المبيعات، ولاء الزبائن) ومعدلات عائد الملكية الفكرية المتوقعة، ما يعطي صورة دقيقة عن القيمة الحقيقية للعلامات في سوق الفخامة العالمية.