منذ اقتناء إيلون ماسك أول طائرة خاصة في مطلع الألفية، حرص على بناء أسطول جوي يعكس رؤيته للسرعة، والكفاءة، والاستقلالية، ويواكب تنقّلاته المتسارعة بين العواصم والبلدان.
من طائرات متوسطة المدى بثلاثة محركات، إلى أحدث طرز غلفستريم المجهزة بتقنيات قيادة استباقية، يروي هذا الأسطول قصة استثمار طويل الأمد في أرفع معايير الطيران الخاص.
نستعرض في ما يأتي أبرز الطائرات التي شكّلت ملامح أسطول ماسك الجوي، من الطرز الفعالة التي ما زالت في الخدمة، إلى النماذج المتقدمة المنتظرة.
غلفستريم G550.. بداية أسطول ماسك الجوي
رغم امتلاكه لرخصة طيار، إلا أن إيلون ماسك اختار أن يُحلّق بفخامة منذ البداية، حين اقتنى في عام 2003 طائرته الخاصة الأولى من طراز غلفستريم Gulfstream G550، والتي حملت رقم التسجيل N502SX، لتكون نقطة انطلاق مسيرته في عالم الطيران الخاص.
تميّز هذا الطراز بكونه نقلة نوعية عن الجيل السابق G-V، مع تحسينات واسعة في المدى وأنظمة الملاحة، ما جعله خيارًا مثاليًا لرحلات ماسك المتكررة بين منشآت تسلا وسبيس إكس، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
على مدى السنوات التالية، خضعت الطائرة لعدة ترقيات بهدف مواكبة أحدث معايير الراحة والتقنية، ولا تزال حتى اليوم إحدى الركائز الأساسية في أسطول ماسك النشط.
من الناحية التقنية، توفّر غلفستريم G550 مدى طيران يبلغ 12,501 كيلومترًا، مع سرعة قصوى تصل إلى 0.885 ماخ فيما تعمل بمحركين توربينيين من طراز Rolls-Royce BR710 يولّد كل منهما قوة دفع تبلغ 15,385 رطلًا.
أما المقصورة الداخلية، فيمكن تهيئتها بما يتناسب مع حاجات العمل أو الراحة، وتتسع لما يصل إلى 20 راكبًا، مع نظام قيادة يضم أربع شاشات LCD بقياس 14 بوصة، إلى جانب نظام رؤية معزّز وشاشة عرض أمامية ما يمنح الطيارين قدرة تحكّم دقيقة حتى في أصعب الظروف.
Gulfstream
داسو فالكون 900B.. استثمار مبكر في الطيران الخاص
بعد عامٍ واحد فقط من اقتنائه لطائرة غلفستريم، وسّع إيلون ماسك أسطوله الخاص عام 2004 بإضافة طائرة من طراز داسو فالكون Dassault Falcon المسجلة برمز N900SX، وذلك في مرحلة مبكرة من مسيرته المهنية، حتى قبل أن يدخل نادي المليارديرات.
تضم الطائرة تكوينًا ثلاثي المحركات، وهي سمة تمنح الطائرة أداءً معزّزًا ودرجة أمان إضافية، خصوصًا في الرحلات متوسطة المدى. وكانت تُستخدم في الغالب للرحلات الإقليمية داخل الولايات المتحدة، إلى جانب عدد محدود من الرحلات الدولية، قبل أن تُحال إلى التقاعد عام 2016.
تتميّز فالكون 900B بمدى طيران يصل إلى 7,408 كيلومترات، وسرعة قصوى تبلغ 0.84 ماخ. كما تتّسع المقصورة لما يصل إلى 19 راكبًا، وتوفّر توازنًا بين المساحة والمرونة.
من الناحية التقنية، تعتمد الطائرة على ثلاثة محركات توربينية من طراز Honeywell TFE731-5BR-1C، يولّد كل منها قوة دفع تبلغ 4,750 رطلاً. وتحتوي قمرة القيادة على منظومة رقمية متقدّمة للملاحة الجوية.
Dassault Falcon
نموذج ثانٍ من غلفستريم G550.. تكريس للثقة في الأداء
في عام 2007، وبعد أربع سنوات من اقتناء أول طائرة من طراز G550، عزّز إيلون ماسك أسطوله بإضافة طائرة ثانية من الطراز نفسه، تحمل رقم التسجيل N272BG. اختيار ماسك لطراز غلفستريم G550 مجددًا لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة لتجربة ناجحة على صعيدي الأداء والراحة. فقد استخدمت الطائرة على نطاق واسع في الرحلات الداخلية والدولية، لا سيّما بين منشآت شركاته.
بالرغم من تطابق الطائرتين من طراز غلفستريم G550 من حيث المنصة الهندسية الأساسية والمواصفات التقنية، بما يشمل مدى طيران يبلغ 12,501 كيلومترًا، وسرعة قصوى تلامس 0.885 ماخ، ومحركين من طراز Rolls-Royce BR710، إلا أن الاختلاف يكمن في التفاصيل التشغيلية والتجهيزات الخاصة.
فالطائرة الأولى التي اقتناها ماسك عام 2003، مثّلت بداية استثماره في الطيران الخاص، وخضعت لاحقًا لتحديثات تقنية لتتماشى مع متطلباته المتغيرة.
أما الثانية، التي أضيفت إلى الأسطول عام 2007، فحصلت منذ البداية على تجهيزات أكثر تطورًا، لاسيما على صعيد أنظمة الاتصال والملاحة، بهدف مواكبة وتيرة العمل المتسارعة لماسك وارتباطاته الدولية.
وفيما حافظ الطرازان على الأداء الفائق نفسه، فإن التباين في تخصيص المقصورة الداخلية، وتقنيات الاتصالات، وربما في الطاقم التشغيلي، يعكس مدى حرص ماسك على مواءمة كل طائرة مع أهداف محددة ضمن جدوله الحافل.
Gulfstream
Gulfstream G650ER.. جوهرة أسطول إيلون ماسك
منذ انضمامها إلى أسطوله عام 2016، باتت طائرة غلفستريم G650ER، والمسجّلة تحت رقم N628TS، الطائرة الأبرز ضمن أسطول الملياردير إيلون ماسك.
فبفضل مداها الفائق ومستوى الرفاهية الذي تقدّمه، باتت الخيار المفضل له في الرحلات الطويلة عبر القارات، سواء كانت ذات طابع مهني أو شخصي.
تتميّز G650ER بقدرتها على التحليق لمسافة تصل إلى 13,890 كيلومترًا. وتُعد هذه الطائرة الأسرع في فئتها، مع سرعة قصوى تبلغ 0.925 ماخ، ما يمنحها قدرة على الجمع بين المدى والزمن بكفاءة استثنائية.
داخل المقصورة، يوفّر التصميم الداخلي أقصى درجات الراحة مع إمكانية استيعاب ما يصل إلى 19 راكبًا، موزّعين على مناطق متعددة تشمل صالة للاجتماعات، ومقصورة نوم خاصة، ومطبخًا متكاملاً لتقديم الخدمة في أثناء الطيران. وحظيت المقصورة بتشطيبات راقية وأنظمة ترفيه واتصال تواكب أحدث تقنيات الطيران الخاص.
وتعتمد الطائرة على محرّكين من طراز Rolls-Royce BR725 يولّد كل منهما 16,900 رطل من قوة الدفع، ما يعزز من أدائها في مختلف الظروف الجوية. أما على صعيد التقنية، فتتميّز G650ER بمنصة قيادة Symmetry من غلفستريم، وتشمل شاشات تعمل باللمس وأذرع تحكّم جانبية نشطة، تُعدّ من بين الأحدث في القطاع.
Global Jet
Gulfstream G700.. التحفة المنتظرة
يواصل إيلون ماسك التزامه بالتفوّق في عالم الطيران الخاص عبر طلبه في عام 2022 طائرة غلفستريم G700، وهي أحدث ما أنتجته الشركة الأمريكية في فئة الطائرات طويلة المدى.
ورغم أن الطائرة لم تُسلّم بعد بسبب تأخّر عمليات الاعتماد، إلا أن انضمامها إلى الأسطول بات متوقعًا خلال عام 2025، وفق تصريحات مارك بيرنز رئيس غلفستريم. عند تسلّمها، من المنتظر أن تصبح G700 الطائرة الرئيسة في أسطول ماسك، لما توفّره من تقنيات متقدّمة ومساحة غير مسبوقة وتجهيزات فاخرة.
Gulfstream
تمتد قدرة الطائرة على التحليق لمسافة 14,353 كيلومترًا، متفوّقة على شقيقتها G650ER، بسرعة قصوى تبلغ 0.935 ماخ. أما المقصورة، فصُمّمت لتضم ما يصل إلى خمس مناطق معيشة مستقلّة تتّسع لنحو 19 راكبًا، بما يشمل مطبخًا واسعًا وجناحًا خاصًا يحتوي على حمّام مجهّز بأحدث التقنيات.
تعتمد G700 على محركين من طراز Rolls-Royce Pearl 700 يولّد كل منهما 18,250 رطلًا من قوة الدفع، في حين تُدار قمرة القيادة عبر منصة Symmetry Flight Deck فائقة الحداثة، تتيح تقنيات الهبوط الاستباقي ومزايا أمان محسّنة.
تبلغ أقصى كتلة إقلاع للطائرة 48,807 كيلوغرامات، فيما تصل سعة الوقود إلى 22,408 كيلوغرامات، ما يجعلها واحدة من الطائرات الأكثر كفاءة واستقلالية في فئتها.