على مرّ العقود، ظلت سيارة رولز-رويس كورنيش Rolls-Royce Corniche رمزًا خالدًا للفخامة البريطانية الأصيلة. واليوم، تُعيد ورشة نيلس فان روي ديزاين Niels van Roij Design الهولندية إحياء تلك السيارة العريقة في ثوبٍ جديد، عبر مشروع جريء يجمع بين الحنين إلى الماضي وروح الابتكار الحديثة.
تعود قصة هذه السيارة المذهلة المسماة "هنري" إلى عام 1981، حين كانت ضمن ممتلكات عائلة واحدة لأكثر من أربعين عامًا. لكن المالك الجديد لم يرغب في ترميمها فحسب، بل إعادة تصورها بالكامل لتصبح سيارة قادرة على حمل دراجتين مخصصتين للسباقات الثلاثية. هذا الطلب الفريد أطلق شرارة سلسلة من النقاشات الإبداعية بين الورشة والمالك، أسفرت عن مئات الرسومات التخطيطية قبل الوصول إلى النتيجة النهائية: "هنري 2"، قطعة هندسية تجمع بين الأصالة والجرأة.
Niels van Roij Design
Niels van Roij Design
من النظرة الأولى، قد تبدو النسخة الجديدة وفية لروحها الأصلية، خصوصًا من المقدمة التي تحافظ على ملامحها الكلاسيكية الأنيقة. غير أن الانتقال إلى الجوانب يكشف عن تحول شامل في الهندسة، إذ أُعيد تصميم كل ما بعد الدعامة B حتى الخلف، مع سقف ممتد ودعائم C عريضة نُفذت يدويًا بالكامل، لتمنح السيارة حضورًا أكثر هيبة واتزانًا. أما اللمسة الجمالية، فجاءت عبر طلاء باللون الأخضر البريطاني، ليعكس فخامة لا تخطئها العين، مع تشطيبات كرومية لامعة، وحامل إلكتروني أنيق للدراجات يُثبّت في الخلف بانسيابية تامة.
Niels van Roij Design
في الداخل، تكشف المقصورة عن عالمٍ من الحرفية البريطانية الخالصة. المقاعد الأمامية تكتسي بجلد فاخر بلون البيج يعبّر عن الدفء والرقي، فيما أعيد تشطيب لوحة القيادة بأخشاب مصقولة بعناية فائقة، يتوسطها كونسول مركزي جديد يضم أدوات قيادة للراليات وجيوبًا مخصصة للخرائط. أما في الخلف، فقد اختار المالك تحويل المقعد الخلفي إلى مساحة تخزين رحبة عبر تصميم يُتيح طيّه بالكامل، ما أضفى طابعًا وظيفيًا متكاملاً من دون المساس بجوهر الفخامة. ولتعزيز الانسجام البصري، أُضيفت مجموعة حقائب مصممة على نحو خاص تتناغم مع ألوان المقصورة وتفاصيلها الدقيقة.
Niels van Roij Design
Niels van Roij Design
على عكس ما قد يُتوقع من قطعة فنية بهذا المستوى، لن تبقى "هنري 2" حبيسة المعارض أو المرائب الخاصة. فقد أكدت ورشة نيلس فان روي ديزاين أنها ستشارك فعليًا في عدد من الراليات التاريخية القادمة، لتبرهن أن الفخامة لا تعني السكون، بل يمكن أن تنبض بالحركة والشغف.




