في مطلع سبعينيات القرن الفائت، وعندما كان الانطباع السائد هو أن مركبات الدفع الرباعي ليست سوى وسيلة نقل تُستخدم من قبل فرق الصيانة بهدف تنفيذ الأعمال في المناطق الوعرة أو لنقل الجنود بين جبهات القتال، تحدى القيمون على إرث رينج روفر هذه الفكرة عبر ابتكار أول مركبة SUV فاخرة في العالم، جمعت منذ البداية بين القدرات العالية على التنقل بسهولة في المناطق الوعرة والتي كانت تُعرف بها مركبات الصانع، وبين فخامة سيارات السيدان التنفيذية، قبل أن يضيفوا إلى هذا المزيج تصميمًا شبابيًا عصريًا راقيًا يتدثر بجاذبية من الصعب تجاهلها على الطريق.

وإذا كان من السهل على أي صانع سيارات اليوم أن يلاحظ الإقبال الشديد من قبل الزبائن على مركبات الدفع الرباعي الفاخرة، ليعمد إلى السير في هذا الركب موفرًا طرازًا قادرًا على المنافسة، فإنه من الجائز القول إن لاند روفر رينج روفر هي التي أسست للحالة المميزة التي تعيشها اليوم المركبات الرياضية الفاخرة متعددة الاستخدامات مع تحوّل فكرته الجريئة إلى رمز عالمي خالد، يرتبط اسمه بالتصميم البريطاني الراقي، والقوة النقية السلسة، وفلسفة الفخامة الحديثة المتجددة. وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل أجيال رينج روفر المتعاقبة تشهد خلال السنوات الـخمس والخمسين الماضية الكثير من محاولات المنافسة التي قام بها صناع كبار من دون أن تتمكن أي محاولة مع أي طراز من زحزحة رينج روفر عن عرشها.

على أن هذا العام لا يوثّق الاحتفال بتاريخ عريق فحسب، بل يكرّس أيضًا مشروعًا تجديديًا للتأكيد على إرث رينج روفر الريادي ودور العلامة المحوري في رسم ملامح مستقبل التنقّل الفاخر على الطرقات المعبدة أو خارجها. فمنذ إطلاق أول جيل من رينج روفر حتى اليوم، لطالما أعادت هذه السيارة تعريف ما يمكن أن تكون عليه مركبات الدفع الرباعي، مع تطور متواصل في القدرات، ومزايا الراحة، والطابع المتميّز، وكل ذلك بأسلوب متفرّد رسّخ مكانتها.

تُجسد لغة التصميم في رينج روفر قمة الرقي المتقن. فعلى مدى 55 عامًا، اعتمدت العلامة البريطانية فلسفة البساطة الراقية القائمة على التوازن والدقة. يشهد على ذلك سقف عائم، وخط جانبي مستمر، وأسطح منحوتة لا تعبّر عن هوية بصرية متفردة فحسب، بل تعكس رؤية مدروسة تضع الجمال في خدمة الفعالية والطابع الوظيفي العملي. فسيارات رينج روفر تنبض بأناقة غير متكلفة، وتفرض حضورها بهدوء، سواء في قلب المدن أو فوق المسارات الوعرة.

بل إن جماليات التصميم الخارجي تمتد إلى الداخل أيضًا من خلال مقصورة تبدو أقرب إلى ملاذ متكامل صُممت عناصره بدقة متناهية، وباستخدام مواد مختارة بعناية، وتفاصيل هادئة وتقنيات ذكية بديهية، بما يضمن تجربة تجمع بين الطمأنينة والتواصل وتحوّل المركبة إلى مساحة للاسترخاء، ومكان للتفكير، وبيئة تحفّز الإحساس. 

منذ إطلاق أول جيل من رينج روفر حتى اليوم، أعادت هذه السيارة تعريف ما يمكن أن تكون عليه مركبات الدفع الرباعي، مع تطور متواصل في القدرات، ومزايا الراحة، والطابع المتميّز.

Range Rover

منذ إطلاق أول جيل من رينج روفر حتى اليوم، أعادت هذه السيارة تعريف ما يمكن أن تكون عليه مركبات الدفع الرباعي، مع تطور متواصل في القدرات، ومزايا الراحة، والطابع المتميّز.

أما على مستوى الأداء والتقنية، فلطالما قادت رينج روفر عبر رحلتها مسيرة الابتكار في عالم السيارات: كانت أول مركبة SUV مجهّزة بنظام الدفع الرباعي الدائم، وأول طراز قدّم نظام التعليق الهوائي الإلكتروني. بل إن رينج روفر كانت في مقدّمة العلامات التي دمجت أنظمة الدفع الهجينة المتطوّرة في فئة السيارات الرياضية الفاخرة متعددة الاستخدامات. واليوم، تواصل العلامة صون هذه الروح الريادية من خلال طرز هجينة قابلة للشحن توفّر قوة صامتة ومدى كهربائيًا يصل إلى 120 كيلومترًا. ومع اقتراب إطلاق أول سيارة رينج روفر كهربائية بالكامل، تظل العلامة في طليعة روّاد يرسمون ملامح مستقبل يجمع بين الفخامة والاستدامة. فمن رينج روفر إيفوك Range Rover Evoque ذات الطابع الجريء، إلى فيلار Velar التي تعكس رؤية عصرية، مرورًا برينج روفر سبورت Range Rover Sport الديناميكية، وصولاً إلى رينج روفر الرائدة بلا منازع، يضم الأسطول الحالي طرزًا تناسب كل أسلوب حياة، وتتشارك جميعها لغة تصميمية راقية، وروحًا ابتكارية، وحضورًا لا يُضاهى.

في الختام، لا يسعنا سوى التأكيد على أنّ الاحتفال بمرور 55 عامًا على ولادة رينج روفر ليس تحية للماضي فحسب، بل هو لحظة للتأمل في القيم التي جعلت من رينج روفر علامة رائدة عالميًا: التصميم الخالد، والتميّز التكنولوجي، والسعي الدائم نحو مستقبل يلتقي فيه الإتقان بالقوة، وتنسجم فيه الفخامة مع الاستدامة. ويبقى الأبرز في هذا الإرث المستمر هو وفاء العلامة لجذورها عبر تقديم مركبات لا تجمع بين الطابع الجمالي والقدرات فحسب، بل تُجسّد أيضًا رابطًا عميقًا مع من يقودها.