خمسون عامًا تقريبًا قضاها جان كلود بيفر في عالم صناعة الساعات، في مسيرة حافلة تكللت بإنجازات عدة وبصمة إبداعية متفردة طبع بها ساعات الدور التي تعاون معها، مثل أوميغا وهوبلو وتاغ هوير. 

وبعد فترة وجيزة قضاها متقاعدًا، خرج الصانع الاستثنائي من خلوته في العام الماضي للتعاون مع ابنه بيير بيفر. وفي أواخر شهر مارس الحالي أعلنا في بلدة على أطراف جنيف وأمام جمع من ألمع الأسماء في عالم صناعة الساعات الفاخرة عن إطلاق علامة بيفر وكشفا عن إصدارها الأول المتمثل في ساعة Carillon Tourbillon Biver.

قرر الأب جان كلود بيفر وابنه أن يُكرّسا الفصل الأول من هذه القصة التي بدأت للتو لتعقيد ساعاتي عزيز عليهما: معيد الدقائق. وعلى وجه الدقة، تعقيد معيد الدقائق مع آلية توربيون ودوّار صغير. ومن أجل إنجاح هذا المشروع استعانا بأبرز الخبراء والحرفيين في القطاع والتزما بعدد من القواعد الخلقية والجمالية التي أتاحت لهما مد جسور تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. 

يعلم بيفر وابنه قوة العلاقة التي تربط الساعات بمرتديها، ولهذا اختارا أن تكون ساعتهما هذه مليئة برموز تصميمية تزيد من تفردها وترفعها إلى مصاف الساعات المرغوبة بشدة بين الجامعين، وهذا ما يتضح فورًا عند النظر إلى مختلف عناصر الساعة.

ساعة Carillon Tourbillon Biver

Jcbiver

صيغت نماذج الساعة في ثلاث علب مختلفة بقطر 42 ملليمترًا: من التيتانيوم، ومن الذهب الوردي، ومن مزيج من التيتانيوم والذهب الوردي، فيما صيغ الميناء إما من حجر الصوداليت أو من حجر السّبج الفضي. على أن الميناء المشغول من الصوداليت جاء مقوسًا، وهو ما تطلب براعة فائقة من الحرفيين، وذلك بسبب سمك الحجر الدقيق الذي لا يتعدى 0.6 ملليمتر.

إلى جانب استخدام أحجار طبيعية تتسم بمزايا معروفة منذ القدم لصنع الميناء، لجأ بيفر وابنه إلى استخدام مؤشرات ساعات منحنية بطابع حديث وعقارب مصقولة يدويًا من طراز دوفين مشغولة من الذهب الوردي أو الأبيض. 

ساعة Carillon Tourbillon Biver

Jcbiver

تحققت رغبة جان كلود بيفر وابنه في ابتكار ساعة بتعقيد عتيق الطراز أعيد تصميمه ليتماشى مع متطلبات العصر من خلال إضافة مطرقة ثالثة إلى معيد الدقائق، وهذا ما اقتضى تعديلاً دقيقًا للإيقاع كي تكون النغمة مناسبة تمامًا. وكانت النتيجة معيدًا للدقائق بمجموعة أجراس (carillon). 

امتد حس الابتكار المتقن أيضًا إلى آلية التوربيون التي استقرت عند مؤشر الساعة 6. فقد صيغ قفصها من التيتانيوم، وهذا ما جعل الآلية أخف وزنًا، غير أنه صعّب في الوقت نفسه مَهمة زخرفتها. وامتازت الجسور المشغولة من الذهب الأبيض بتصميم عصري وزُخرفت جوانبها السفلى يدويًا على هيئة حبيبات.

جهزت هذه الساعة بآلية الحركة ذاتية التعبئة JCB-001 المشتملة على دوار صغير، وهي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 72 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 مترًا. 

المرجح أن يقتصر عدد نماذج ساعة Carillon Tourbillon Biver على 12 نموذجًا، يبدأ سعرها من 550,000 دولار.