قبل نحو 15 عامًا، قدمّتقدمت دار شوبارد أول ساعة ضمن مجموعة L.U.C تزهو بآلية حركة رنّانة، مثبتة براعتها في تحقيق مشروع كان يُعد آنذاك طموحًا لما ينطوي عليه هذا التعقيد التقني من تحديات غير مضمونة النتائج، ليتحوّل هذا الدأب بمرور السنين إلى إتقان كرّس حضور العلامة على خارطة صنّاع الساعات الرنّانة.

وقد يكفي شاهدًا على ذلك ساعة L.U.C Full Strike التي طرحتها شوبارد أواخر عام 2016 لتكرّس بها أول ساعة بمعيد للدقائق تحمل توقيع العلامة، وعددًا من الإنجازات الريادية في قطاع صناعة الساعات في العالم.

بل إن البناء الهندسي المبتكر لهذه الساعة - التي توثّق برنين أجراسها المشغولة من الكريستال الياقوتي مرور الساعات، وأرباع الساعات، والدقائق – وجودة نغمها، والإتقان في تنفيذ تشطيباتها النهائية التي تحمل دمغة Poinçon de Genève، ضمنت مستوى من التمايز حقق لها الفوز سنة 2017 بجائزة Aiguille d’Or الأعلى تميزًا ضمن جائزة جنيف الكبرى للساعات الراقية Grand Prix d’Horlogerie de Genève.

لكن أولئك الذين يعرفون كارل-فريدريك شوفوليه، الرئيس المشارك في شوبارد، يدركون أنه لا يركن إلى ما تحقق من إنجازات، بل يمضي قدمًا مع فريقه في مصنع الدار على طريق تحقيق ما يلزم "لابتكار صوت متمايز في عالم صناعة الساعات يظل يصدح في السنوات الخمس والعشرين المقبلة وما بعدها" على ما صرّح لنا في سياق حديث خاص منتصف العام الفائت. وفيما يحتفي شوفوليه ومصنعه اليوم بمرور 25 عامًا على إطلاق مجموعة الدار الشهيرة L.U.C، يصدح هذا الصوت في هيئة نغم آسر ينبعث من مأثرة جديدة للصانع.

إنها ساعة L.U.C Strike One التي ينعزف فيها إيقاع الوقت كل ساعة بوساطة نظام جرسي صيغ هذه المرة من كتلة واحدة من الكريستال للياقوتي (وسُجلت براءة اختراعه لشوبارد) ليرقى بآلية الرنين عند مرور كل ساعة Chime in passing إلى مستوى أعلى تميزًا من حيث الجودة الصوتية والأبعاد الجمالية. ففي عام 2018، وفي سياق حضور حفل موسيقي لعازف الكمان رينو كابوسون، أدرك كارل-فريدريك شوفوليه ضرورة أن تُصمم ساعة معيد الدقائق على نسق آلة موسيقية بما يضمن اشتمال رنينها على بعد عاطفي أوضح.

لذا، وبهدف تحسين الأداء الصوتي لنظام الأجراس المصنوع من كتلة واحدة من الكريستال الياقوتي، والمستلهمة من ساعة L.U.C Full Strike، قرر شوفوليه دعوة كابوسون، العازف المبدع والمتخصص أيضًا في علم الصوتيات، ومعه شقيقه غوتييه، عازف التشيلو، للانضمام إلى البروفيسور رومان بولادي، رئيس مختبر الصوتيات التطبيقية في كلية الهندسة (HEPIA) في جنيف، بما يتيح لهم توظيف خبراتهم في مهمة لتحليل الصوت تتخطى المعايير الصوتية القابلة للقياس إلى بعد آخر يتجلى في تمييز الصوت كما يتلقاه المستمع.

عمل الخبراء الثلاثة في غرفة كاتمة للصدى ومعزولة كليًا عن الضجيج الخارجي، ما لبثت أن صدحت فيها آلية شوبارد لمعيد الدقائق بنغم قوي، واضح ومتناسق.

الساعة بالمعيار الحركي L.U.C 96.32-L

Régis Golay
ينبض قلب الساعة بالمعيار الحركي L.U.C 96.32-L ذي التعبئة الأوتوماتيكية الذي يتميز بتقنية خزان الطاقة المزدوج.

هذا التفوق في الأداء الصوتي، الذي أثمرت عنه جهود الخبراء ومعهم كارل – فريدريك شوفوليه، استفادت منه الساعة الجديدة L.U.C Strike One، على ما يظهر من نغمها الثابت إذ تعزف آلية الرنين فيها مرور كل ساعة عند وصول عقرب الدقائق إلى مؤشر الساعة 12. بمعدل 24 مرة في اليوم، تقرع المطرقة الكتلة الجرسية لمرة واحدة فقط، فينبعث الصوت المتفرّد قويًا وواضحًا وبطول موجي مثالي.

أما على مستوى التصميم، فتستعير شوبارد لمأثرتها الجديدة الرموز الجمالية التي ميزت ساعة L.U.C XPS 1860 فتستحضرها، في العلبة المشغولة من الذهب الوردي الخُلقي عيار 18 قيراطًا بقطر 40 ملليمترًا، في ميناء منحوت فيمن الذهب الصلب ومصقول بلون رمادي داكن، فيما تزيّن الزخارف الحلزونية حافته لتتعارض بأناقة مع الزخارف المركزية التي شُكلت على نسق قرص العسل في إيحاء إلى رمز خلية النحل الذي اختاره لويس أوليس شوبارد قديمًا شعارًا لمحترفاته.

كما يكشفت الميناء عند مؤشر الساعة 1 عن المطرقة الفولاذية المصقولة صقلاً لامعًا مثل المرآة، والتي تقرع على الجرس لتوليد الرنين عبر فتحة تتخذ بدورها شكل المطرقة. عبر الإطار الخارجي للميناء، نُقش مسار الدقائق فوق غطاء الساعة المشغول من الكريستال الياقوتي، واحتجب وراء العنصر الحصري في الساعة: الجرس المبني من كتلة أحادية من الكريستال الياقوتي.

تتكوّن آلية الحركة من 275 جزءًا تبدي شوبارد اهتمامًا بالغًا في هندستها وصقلها وزخرفتها

Régis Golay
تتكوّن آلية الحركة من 275 جزءًا تبدي شوبارد اهتمامًا بالغًا في هندستها وصقلها وزخرفتها.

ومقارنة بأول آلية حركة مزوّدة بتعقيد الرنين قدمتها شوبارد سنة 2006، يشي المعيار الحركي الجديد L.U.C 96.32-L  بمساعي الدار المستمرة للتفوق في صناعتها من خلال مجموعة من المزايا المستحدثة التي تشمل دمج الزر الضاغط الذي يتحكم بآلية الرنين في تاج الساعة بعد ما كان في السابق يحتل موقعًا مستقلاً عند مؤشر الساعة 10.

يتيح هذا الزر لصاحب الساعة التبديل بين الوضع الصامت ووضع الرنين اللذين تشير إليها نافذة بإطار ذهبي عند مؤشر الساعة 10. وفيما يتعلق ببنيته الهندسية، فإنها تحاكي ما هو عليه الحال في المعايير المستخدمة لـساعات L.U.C، وتتميز بآلية تعبئة أوتوماتيكي بوساطة دوّار بالغ الصغر نُحت من الذهب الخُلقي عيار 22 قيراطقيراطا. تتيح أيضًا تقنية الخزان المزدوج Chopard Twin من شوبارد توفير احتياطي للطاقة يدوم 65 ساعة حتى عند تشغيل وضع الرنين.

وقد صيغت آلية الحركة L.U.C 96.32-L في بنية أكثر رقة من سابقتها (L.U.C 96.14-L) ما أتاح خفض سماكة العلبة في ساعة L.U.C Strike One بمقدار 10 ملليمترات، لتبلغ 9.86 ملليمترًا.

تطرح شوبارد الساعة، التي تتناسق علبتها مع سوار من جلد التمساح باللون الرمادي، في إصدار محدود يقتصر على 25 نموذجًا