تُثير الهندسة الميكانيكية المتطورة الإعجاب، سواء تجسدت في سيارة فاخرة أو في ساعة حصرية، لذلك ليس من المستغرب أن ينجذب هواة السيارات الفارهة إلى الساعات الفاخرة، والعكس. قد يكون سبب هذا الانجذاب رغبة ملحة في ضبط الزمان والمكان معًا، وهذا ما تحقق في السنوات الأخيرة بفضل التعاون بين القطاعين، ولكن التعاون الأخير بين رولز - رويس وفاشرون كونستانتين، والذي أثمر ساعة Les Cabinotiers Armillary Tourbillon، يرتقي بهذه الرغبة إلى مستوى مغاير.

ما لاقى بين العلامتين كان زبونًا مميزًا، إذ تواصل مع فاشرون كونستانتين من أجل ابتكار ساعة يُمكن تثبيتها على لوحة قيادة سيارة رولز - رويس أميثيست دروبتيل Rolls - Royce Amethyst Droptail التي صُممت خصيصًا على قياس تصوّره. على أن طلبه هذا تَحدّد بمعايير واضحة، في مقدمتها ضرورة اندماج الساعة بسلاسة داخل المقصورة، وقابلية إزالتها، فضلاً عن قدرتها الكبيرة على مقاومة الصدمات.

استجاب قسم Les Cabinotiers في فاشرون كونستانتين لهذا التحدي التقني، فهو في الأخير القسم المسؤول عن تطوير الساعات الفاخرة المُخصّصة لزبائن العلامة المميزين، وكذلك فعل قسم كوتشبيلد في رولز - رويس، المسؤول بدوره عن تجسيد رؤى نخبة الزبائن وقائعَ ملموسة يمكن قيادتها، ومن تعاونهما خرجت ساعة مبتكرة في الشكل والمادة واللون.

ساعة Les Cabinotiers Armillary Tourbillon

Vacheron-Constantin

ساعة مبتكرة

صيغت الساعة في علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بقطر 43.8 ملليمتر، واقترنت بتاج ضخم عند مؤشر الساعة 12، صُمم على هذا النحو لتسهيل عملية التعبئة. ويُحيل شكله هذا إلى أجهزة الكرونوميتر اليدوية العتيقة الطراز.

عبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يستطيع الناظر تبيّن أوجه التناغم بين باطن الساعة وظاهرها المحيط، إذ تتمايز الصفيحة الرئيسة للميناء بلون بنفسجي يُطابق لون مقاعد المقصورة، وتزيد من جاذبيته التشطيبات الدائرية الأنيقة، فيما ترتقي زخارف كوت دو جنيف بجسوره البارزة خلف مؤشرات الساعات المنتظمة على هيئة نصف دائرية. ويكتمل المشهد بعقارب مشغولة من التيتانيوم، يُشير أكبرها إلى مؤشر الدقائق الذي يُحاكي مقاييس السرعة التي كانت تستوطن السيارات التقليدية.

في قاعدة الميناء، تبرز آلية توربيون ثنائي المحور، تتخذ هيئة إسطرلاب كرويّ يُحاكي أجرام السماء، وتتألف من حامليْن يدوران حول محورين مختلفين، ويُكملان دورة واحدة كل 60 ثانية. وقد وقع الاختيار على آلية التوربيون لأنها الآلية القادرة على ضمان ضبط الوقت كيفما يكون الموضع الذي تتخذه الساعة، والذي اتخذ في حالة هذا الابتكار موضعًا رأسيًا.

ساعة Les Cabinotiers Armillary Tourbillon

Vacheron-Constantin

آلية حركة شديدة التعقيد

يدعم آلية الحركة ذاتية التعبئة Calibre 1990 التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 58 ساعة نابض توازن أسطواني، يُعد استخدامه حدثًا نادرًا في صناعة الساعات المعاصرة. ويُسهم استخدام هذا النابض في تثبيت إيقاع آلية التوربيون، ومن ثم زيادة دقة قياس الوقت.

مع أن فاشرون كونستانتين اعتادت بناء آليات حركة شديدة التعقيد، مثل الآلية المذكورة المعززة بخاصية العقارب التراجعية، بيد أن تصميم ساعةٍ يُراد تثبيتها داخل مركبة متحركة كان أمرًا جديدًا كليًا على خبراء العلامة. ومع ذلك، قابلوا تعقيد هذا المطلب بتوسيع نطاق الابتكار، حتى شَمل الحامل الذي احتضن ساعة Les Cabinotiers Armillary Tourbillon.

صيغ الإطار الخارجي لهذا الحامل من الفولاذ المقاوم للصدأ، فيما صيغت اللوحة التي أُلصقت إليها قاعدة الساعة من الذهب الأبيض، وقد ازدانت بزخارف غيوشيه منقوشة يدويًا، فضلاً عن شعار الدار. ويُذكر أن هذا الحامل يُتيح إدارة الساعة ومطالعة مكوناتها من الجزء الخلفي المشغول من البلور الياقوتي، ويُمكن أيضًا إزالته إذا لزم الأمر.

في خاتمة المطاف، لا يسع عشاق الساعات الفاخرة والسيارات الفارهة إلا الانبهار بهذا الابتكار المتفرد، الذي يؤكد أن الرفاهية والدقة يمكن أن يجتمعا في مكان وزمان واحد.