إرث رولكس يسطع في المزاد

وسط تألق القطع النادرة في مزاد سوذبيز جنيف، خطفت ساعات رولكس الأنظار بحضورها المتفرّد الذي جذب اهتمام جامعي التحف وعشّاق الساعات حول العالم، كونها تجسّد تزاوجًا فريدًا بين الرمزية التاريخية والدقّة التقنية الرفيعة.

ومن بين القطع التي خطفت الأضواء، جاءت ساعة GMT-Master ‘Pegasus Overland Expedition’ التي تحمل الرقم المرجعي 6542 وتعود إلى عام 1959. وقد وجدت هذه الساعة طريقها إلى أحد جامعي التحف مقابل 102 ألف دولار أمريكي، لتوثق حضور السلسلة التاريخية بوصفها إحدى علامات الزمن الكلاسيكية الأكثر طلبا في عالم المزادات.

غير أن اللحظة التي خطفت أنفاس الحاضرين تجسّدت في ساعة Mercedes Gleitze Oyster المدهشة التي تحمل الرقم المرجعي 34075. إنها قطعة تُجسّد روح الريادة في أدق معانيها، إذ ارتبط اسمها بإنجاز رياضي خالد سجّلته السبّاحة البريطانية مرسيدس جليتس عندما أصبحت من أوائل النساء اللاتي عبرن بحر المانش سباحة في تحدٍ تجاوز حدود الزمن والطبيعة. حملت الساعة بين موانئها نبض تلك المغامرة، لتتحول من أداة مقاومة للماء إلى شاهدٍ على إرادة لا تُقهر.

وقد حققت هذه التحفة التاريخية مبلغًا استثنائيًا بلغ 1.7 مليون دولار أمريكي، لتسجّل واحدة من أعلى نتائج مزادات ساعات رولكس عبر التاريخ، وتضيف فصلاً جديدًا إلى ملحمة الابتكار والإرث التي لطالما ميّزت الدار السويسرية العريقة.

ساعات كارتييه تخطف الأضواء

واصلت دار كارتييه تأكيد حضورها الآسر في عالم الساعات الفاخرة من خلال إبداعات تُجسّد فن التصميم الباريسي في أنقى صوره، متمسكة بفلسفتها التي تمزج بين الرقي الكلاسيكي والتجريب المعاصر. وفي مزاد جنيف الأخير لدار سوذبيز، أثبتت الدار الفرنسية مجددًا أن الأناقة يمكن أن تتخذ شكلاً زمنيًا نابضًا بالحياة من خلال مجموعة متميزة من الساعات التي تجاوزت حدود الابتكار لتصبح قطعًا فنية خالدة.

تصدّر المشهد نموذج من ساعة Baignoire Black أثار إعجاب الحضور بجرأته التصميمية ولمساته الهندسية الدقيقة. يعبّر هذا النموذج عن روح الحداثة التي تعيد تعريف مفاهيم الجمال لدى الدار، إذ يجمع بين هيئة كلاسيكية وحلّة سوداء عصرية تمنحه طابعًا غامضًا وساحرًا في آنٍ واحد. وقد بيعت هذه القطعة مقابل 283 ألف دولار أمريكي، محققة رقمًا قياسيًا عالميًا يعكس استمرار الطلب القوي على ساعات كارتييه التي تخطت حدود الزمان والمكان.

كما برزت أيضًا ساعة Rivière Panthère des Sables من عام 2015، وهي قطعة لافتة بتفاصيلها المستوحاة من عناصر الطبيعة التي طالما ألهمت الدار الفرنسية.

 فأحجارها المتلألئة وخطوطها التي تنبض بالحركة تمنحها بُعدًا نحتيًا يجمع بين الحس الفني والدقة التقنية. وقد حُسمت المزايدة عليها بسعر 172 ألف دولار أمريكي، لتدخل قائمة الأعمال التي تعكس نهج كارتييه في تجسيد الفخامة بأسلوب فني معاصر.

أما الساعة التي اختصرت عبق التاريخ وسحر الزمن في آن واحد، فهي Crash Pink Gold التي تعود إلى عام 1994، وقد بيعت مقابل 354 ألف دولار أمريكي. هذا الطراز الفريد بمظهره الانسيابي الحرّ يظل رمزًا للتمرّد الإبداعي الذي ميّز الدار منذ ستينيات القرن الماضي، حين أحدثت ثورة في تصور شكل الساعة نفسه، لتصبح منذ ذلك الحين معلمًا في تاريخ التصميم المعاصر.

مبيعات قياسية لباتيك فيليب

تألقت دار باتيك فيليب في مزاد سوذبيز جنيف بمجموعة من التحف الزمنية التي جسدت قمة الدقة الحرفية وجمال التصميم الكلاسيكي الذي يميز الدار السويسرية العريقة.

جاءت ساعة Calatrava التي تحمل الرقم المرجعي 96 والتي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، لتكون ضمن أكثر القطع التي استقطبت اهتمام عشّاق الاقتناء، وقد بيعت بقيمة 204 آلاف دولار أمريكي. تُجسّد هذه الساعة روح البساطة الراقية التي طالما ميّزت تصميمات كالاترافا، حينما يلتقي النقاء الجمالي مع الدقّة التقنية في توازن متقن يجسّد فلسفة الدار.

أما الحدث الأبرز، فتمثل في الساعة النادرة First Series التي تحمل الرقم المرجعي 2499، والتي تصدّرت نتائج المزاد بين ساعات الدار عندما بيعت مقابل 2.4 مليون دولار أمريكي، وهو إنجاز يؤكد مكانة هذه القطعة الاستثنائية بما تحمله من قيمة تاريخية وهندسية، لتبقى واحدة من أبرز المراجع في تاريخ ساعات الكرونوغراف ذات التقويم الدائم.

250 عامًا من بريغيه

شكّل الاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المئتين لتأسيس دار بريغيه لحظة لافتة في مزاد سوذبيز جنيف. فقد كشفت الدار عن مجموعة استثنائية من الساعات التي تختزل إرثها العريق في الابتكار والدقّة، وتترجم إصرارها المتواصل على إعادة تعريف معنى فنّ صناعة الوقت.

ضمن القطع التي حظيت بإقبال واسع، برزت ساعة Type XX التي حصدت 220 ألف دولار أمريكي، مؤكدةً استمرار جاذبية هذا الطراز الشهير الذي يمزج بين التصميم العسكري الكلاسيكي والدقّة الميكانيكية المتفوقة التي تميّز ساعات بريغيه. وقد شكّلت هذه النتيجة دلالةً واضحة على قدرة الدار في الحفاظ على حضورها القوي بين الجامعين رغم تعدّد المنافسين.

أما المفاجأة الأبرز، فكانت في ساعة الجيب التاريخية Montre à Tact التي تحمل الرقم المرجعي 1052، والتي حققت مليون دولار أمريكي، وهي قطعة نادرة تجمع بين جمال التصميم وإبداع الفكرة، إذ تُمكّن مستخدمها من قراءة الوقت عبر لمس العقارب من دون الحاجة إلى النظر إلى الميناء، في ابتكار سبَق زمنه بعقود طويلة.

ولم تقتصر روائع المزاد على الساعات المحمولة فحسب، إذ شهد أيضًا بيع ساعة الطاولة الهيكلية pendule à trois roues بسعر مذهل بلغ 2.3 مليون دولار أمريكي، وهي نموذج مدهش في التوازن بين البساطة البصرية وتعقيد الحركة الداخلية التي تتكوّن من ثلاث عجلات متداخلة تمنحها مشهدًا مدهشًا خلال التشغيل.

وفي تكرار رائع لهذا الرقم، بيعت كذلك ساعة توربيون تحمل الرقم المرجعي 1890 بالقيمة نفسها البالغة 2.3 مليون دولار أمريكي، لتؤكد من جديد تفوّق دار بريغيه في ابتكار الساعات عالية الدقة التي تمزج بين الفخامة التقنية والتاريخ العريق، وتُجسّد فلسفة الدار في تحويل الميكانيكا إلى فنٍّ خالد لا يشيخ مع الزمن.