قطع نادرة تسرد حكايات من الجمال والتاريخ

من بين الكنوز النادرة التي ستتألق في هذا المزاد، يبرز عقد أوراق الغار المرصّع بأبهى أحجار الياقوت والألماس من دار بوشرون، والذي يقدّر ثمنه بين مليون دولار ومليوني دولار. هذا العقد الفاخر، الذي امتلكته السيدة ماري لويز ماكاي والكونتيسة مونا بيسمارك، يروي من خلال تفاصيله الدقيقة قصة مجد أرستقراطي وأصالة متوارثة عبر الأجيال، متجسدًا في روعة الحِرفية وأناقة لا تضاهى.

كما تجسد قطع أخرى قصة تاريخية فريدة، إذ يأتي مشبك مرصّع بالياقوت الأزرق والألماس من دار بوافان ليعكس بوضوح التأثير الفني العميق للمصممة الأسطورية سوزان بيلبيرون التي تعاونت مع الدار بين عامي 1919 و1932. هذا المشبك الفريد، الذي كان جزءًا من مجموعة ديزي فلووز الشهيرة، يجسّد قصة حية من أناقة القرن العشرين.

لكن هذا المشبك ما هو إلا لمحة من إرث بيلبيرون، إذ يضم المزاد أكثر من عشرين قطعة موقّعة بتصاميمها النحتية الجريئة، التي تحدّت الأطر الجمالية لزمنها، متجاوزة قواعد الآرت ديكو السائدة. فقد عُرفت بيلبيرون بقدرتها على تحويل الذهب من العيارات العالية إلى أعمال فنية تنبض بالحياة، ودمج الأحجار الكريمة مع مواد غير تقليدية، لتبتكر أسلوبًا خاصًا بها، يحتفي بالأنوثة من دون مبالغة. 

ولم يكن تأثيرها محصورًا في عالم الجواهر فحسب، بل امتد إلى مجلات الموضة العالمية مثل فوغ وهاربرز بازار، إذ تصدّرت أعمالها الصفحات، واستقطبت إلى صالونها نُخبة نساء المجتمع والفكر، من إلسا شياباريللي إلى ديانا فريلاند ودوقة وندسور.

ومن بين أبرز أعمالها المعروضة في هذا المزاد، يلفت الأنظار عقد مرن مرصّع بالتوباز الوردي، والأكوامارين، والمورغانيت، والألماس، تُقدّر قيمته بين 250 ألف و350 ألف دولار أمريكي. كما يبرز سوار آخر مصنوع من العقيق الكالسيدوني والجمشت، تُقدّر قيمته ما بين 80 ألف و120 ألف دولار، ويحمل في خطوطه البسيطة قوة تصميمية هادئة، تعكس فلسفتها القائمة على الأناقة الصامتة والتفرّد غير المعلَن.

JAR.. شاعر الجواهر المعاصرة

يشهد المزاد أيضًا حضورًا لافتًا لأكثر من عشر قطع استثنائية من توقيع المصمم الفذ جوئيل آرثر روزنثال، المعروف باسم JAR، الذي أسّس مشغله في ساحة بلاس فاندوم الشهيرة عام 1977، وترك بصمة لا تُمحى في عالم الجواهر الراقية من خلال رؤيته الشعرية المعاصرة، التي تمزج بين الجرأة والأناقة بأسلوب لا يشبه سواه.

من بين أبرز أعماله المعروضة، تبرز أقراط ألماسية متشابكة تُقدّر قيمتها بين 500 ألف دولار و700 ألف دولار، تُحاكي في تصميمها الشاعري الطبيعة الهشّة للجليد، وتُترجمها إلى قطعة تنطق بالحسّ والتوازن. كما تتألق في المزاد ثلاثة مشابك على هيئة زهور برية، تُقدّر قيمتها بين 850 ألف دولار و1.15 مليون دولار، مرصّعة بأحجار ملوّنة نابضة بالحياة، ومُنفّذة بتقنية الرصف الدقيقة التي تُعدّ إحدى البصمات الفنية الأيقونية لعلامة JAR.

ومع استمرار رحلة التألق والتميز في المزاد، يسطع سوار من كارتييه مرصّع بالياقوت والألماس، المتميّز بأسلوب الإعداد الخفي والذي يحمل توقيع ورشة روبيل فرير الباريسية العريقة.

يقدّر هذا السوار الثمين بين 300 ألف دولار و500 ألف دولار أمريكي، ويتألق بجمال انسيابي وتقنية متقدمة، تعكس الروح الابتكارية التي اشتهرت بها دار فان كليف أند آربلز، ليصبح تحفة فنية تجمع بين الفخامة والحرفية الرفيعة.