عندما شرع غوردن موراي بتصميم طراز سبايدر T.33، أدرك الرجل الذي أسهم في تحقيق انتصارات ماكلارين في حقبتها الذهبية، ومن ثم إنتاج أول طُرزها المخصّصة للطرقات وأبرزها، أنه في حال أراد تسويق سيارته الجديدة في مختلف بقاع العالم، بما فيها السوق الأمريكي الأصعب على صعيد شروط السلامة العامة، أدرك أنه ينبغي دفع مبلغ 35 مليون دولار تكلفةً لاختبارات التصادم وبعض التعديلات التي تفرضها الجهات المخولة بإعطاء الترخيص.

هنا وجد نفسه أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر: إما الامتناع عن تسويق T.33 في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم خسارة سوق هو الأبرز على الصعيد العالمي، وإما طلب مبلغ 5 ملايين دولار (حوالي 18 مليون ريال سعودي) مقابل كل نسخة من نسخ السيارة، وهذا ما لن يتقبله الزبائن المحتملون للشركة، أو إنتاج عدد يفوق العدد المقرر إنتاجه، ما يعني المساومة على أحد أهم العناصر المميزة للسيارات بالغة الفخامة، أي محدودية الإنتاج.

وسط هذا الوضع المعقّد، وجد موراي أنّ أفضل حل يمكّنه من زيادة الإنتاج من دون أن يؤثر ذلك على ندرة السيارة هو من خلال توفير نسخة مكشوفة منها يجري تصميمها بالتزامن مع ابتكار السيارة النموذجية، فكانت نسخة T.33 Spider. 

القرار الصعب

لم يكن هذا القرار سهلاً بالنسبة لموراي الذي بنى سمعته على فكرة ابتكار ما يمكن اعتباره آلة القيادة المطلقة، أي السيارة التي تدور في تصميمها حول فكرة توفير تجربة قيادة خالصة للسائق. فالسيارات المكشوفة هي النقيض لهذه الفكرة، إذ إنها أثقل وزنًا وأقل كفاءة على صعيد الأداء الانسيابي، ما يعني أنها تندرج ضمن ما هو محظور في كتاب عرّاب McLaren F1.

ولكن الضرورات تبيح المحظورات، لذا قرر الرجل أن يمضي قدمًا على طريق تطوير سبايدر T.33 التي قد توفر بفضل قدرة مقصورتها على معانقة الهواء، تجربة القيادة المثالية التي يسعى إليها موراي.

يُعد موراي واحدًا من أعظم مصممي السيارات الأحياء في العالم.

Gordon Murray Automotive
يُعد موراي واحدًا من أعظم مصممي السيارات الأحياء في العالم.

لا مجال للمساومات

بدأ غوردن موراي يدرس فكرة هذا الإصدار في مراحل التصميم الأولية، لذا أتت السيارة الخارقة المكشوفة بوزن إضافي لا يزيد على 18 كيلوغرامًا مقارنة بما هو عليه حال شقيقتها الكوبيه ذات السقف الثابت.

فبفضل ألواح البنية المصنوعة من الألياف الفحمية والهيكل الذي عمل فريق موراي على تشكيله بعناية، لم يرتفع وزن تي 33 سبايدر عن حدود 1,108 كيلوغرامات، لكنها ظلت تتمتع بالصلابة الالتوائية نفسها المميزة لنسخة الكوبيه النموذجية.

وبالرغم من أنّ مسار تصميم نسخة الكوبيه انطلق بالتزامن مع تصميم إصدار سبايدر، إلا أنه جرى تغيير كل سطح من أسطح بنية السيارة المكشوفة، من العمود الحامل للزجاج الأمامي إلى الخلف، بالإضافة إلى لوحي السقف اللذين يمكن إزالتهما وتخزينهما في صندوق الأمتعة الذي يبلغ حجمه 115 لترًا.

بفضل ألواح البنية المصنوعة من الألياف الفحمية والهيكل الذي عمل فريق موراي على تشكيله بعناية، لم يرتفع وزن تي 33 سبايدر عن حدود 1,108 كيلوغرامات، لكنها ظلت تتمتع بالصلابة الالتوائية نفسها المميزة لنسخة الكوبيه النموذجية.

Gordon Murray Automotive
بفضل ألواح البنية المصنوعة من الألياف الفحمية والهيكل الذي عمل فريق موراي على تشكيله بعناية، لم يرتفع وزن تي 33 سبايدر عن حدود 1,108 كيلوغرامات، لكنها ظلت تتمتع بالصلابة الالتوائية نفسها المميزة لنسخة الكوبيه النموذجية.

الوحش الساكن تحت الخطوط الجذابة

على المستوى الميكانيكي، وعلى ما هو عليه حال سيارة الكوبيه، تأتي تي 33 سبايدر مجهزة بمحرك من تطوير شركة كوزوورث، يتألف من 12 أسطوانة بسعة 3.9 لتر ويعمل بنظام السحب الطبيعي للهواء. ويمكن  لهذا المحرك أن يصل في دورانه إلى  11,100 دورة في الدقيقة (أي أقل بألف دورة من سرعة دوران محرك T.50)، ليولّد قوة 609 أحصنة و451 نيوتن متر من قوة عزم الدوران.

وعلى ما هو عليه الحال مع نسخة كوبيه، يحصل المحرك في النسخة المكشوفة على أغطية كامات صفراء، لتميزه عن المحرك الذي ينبض به قلب طراز T.55، والذي يستخدم أغطية برتقالية. ونظرًا للطلب الهائل الذي ناله خيار علبة التروس اليدوية في نسخة الكوبيه الأصلية، ستُجهز سبايدر قياسيًا وحصرًا بعلبة التروس اليدوية.

لم تطرأ أي تغييرات على المقصورة الداخلية المجهّزة بمقياس تناظري للسرعة وشاشات رقمية تعمل باللمس للتحكم بأنظمة المعلومات والترفيه./ سيارة سبايدر T.33

Gordon Murray Automotive
لم تطرأ أي تغييرات على المقصورة الداخلية المجهّزة بمقياس تناظري للسرعة وشاشات رقمية تعمل باللمس للتحكم بأنظمة المعلومات والترفيه.

البساطة الأنيقة

في ما يخص التصميم، تغيب عن السيارة الأجنحة المثبّتة إلى بنيتها، ومنافذ تبريد الهواء أو تعزيز الأداء الديناميكي. أما السبب في ذلك، فيُعزى إلى رغبة موراي في توفير تصميم يعتمد على مبدأ البساطة الأنيقة، وحرصه على عدم إضافة أي عنصر تصميمي إن لم يكن له دور مجدٍ. بل إن شعار الشركة، المثبّت خلف الزجاج الجانبي، هو في الحقيقة مقبض لفتح الغطاء الخلفي.

وفي سياق متصل، يعمل نظام التعليق المسؤول عن الخمد وعن ضبط حركة السيارة الديناميكية من خلال أذرع تحكم غير متساوية الطول في كل زاوية، جرى تركيبها في الخلف مباشرةً على علبة التروس، بشكلٍ يحاكي ما كان يتوفر في مركبة Ferrari F50.

جُهزت المركبة بمحرك من 12 أسطوانة بسعة 3.9 لتر، يعمل بنظام السحب الطبيعي للهواء وقادر على إنتاج قوة 609 أحصنة و451 نيوتن متر من قوة عزم الدوران./ سيارة سبايدر T.33

Gordon Murray Automotive
جُهزت المركبة بمحرك من 12 أسطوانة بسعة 3.9 لتر، يعمل بنظام السحب الطبيعي للهواء وقادر على إنتاج قوة 609 أحصنة و451 نيوتن متر من قوة عزم الدوران.


وعلى غير ما هو عليه حال السيارات الرياضية الفائقة الأخرى التي أُنتجت في العشرين عامًا الماضية، فإنّ T.33 تعمل بدون مخمدات نشطة، ولا تحتوي على قضيب مانع للالتواء في الخلف.

الأمر لا يخلو من بعض الحلول العملية. وبالإضافة إلى صندوق السيارة الكبير الذي يبلغ حجمه 115 لترًا، ثمة مساحة تخزين إضافية بحجم 180 لترًا مخبأة داخل الرفارف الجانبية الخلفية للسيارة.

ستُنتج سبايدر T.33 في 100 نسخة فقط، بأسعار تبدأ من 6.3 مليون ريال سعودي، وسيجري تصنيع السيارة في مقر الشركة الجديد في بريطانيا، حيث يتوقع فريق الإنتاج أن يكون جاهزًا لتوفير المركبات للزبائن بحلول نهاية العام.