في كوكب تمثل المياه 70% من سطحه، لا بد من طائرات مائية وبرمائية توفر الرفاهية وسرعة الانتقال بين السواحل والجزر المختلفة. ومن ثم، شهد قطاع الطيران طفرة في تصميم الطائرات المائية التي تعمل بأنظمة دفع مستدامة تناسب مرحلة الانتقال إلى الانبعاثات الصفرية والضوضاء المنخفضة.
يقدم الجيل الجديد من الطائرات المائية سرعات إبحار مذهلة بآليات مبتكرة مثل التزلج المُزعنف، إلى جانب تصميمات فاخرة تجمع بين فخامة اليخوت وسهولة التنقل جوًا بين المحطات المختلفة، مع القدرة على الوصول إلى مياه محظورة على الطائرات التي تعمل بأنظمة دفع تقليدية.
ورغم أن هذه الطائرات لم تبدأ عملها بعد، إلا أن اختبارات التشغيل الأولية تشير إلى اقتراب حقبة جديدة من الطيران المائي قد تغير من الطرق التقليدية للتنقل بين المسطحات المائية.
Viceroy Seaglider: الأسرع على الماء
بدأت الشركة الأمريكية الناشئة ريجنت Regent أخيرًا اختبارات تشغيل طائرتها المائية Viceroy Seaglider على وضع التزلج المُزعنف، وهو وضع تستخدم فيه الطائرة الفاخرة التي تتسع لنحو 12 راكبًا زعنفتين أفقيتين في المقدمة والمؤخرة للارتفاع عن المياه من 3 أمتار إلى نحو 9 أمتار بدعم من 12 مروحة كهربائية مُثبتة على أجنحة نورسية.
تستطيع Viceroy Seaglider المُقرر تسليم أولى نماذجها في 2027، الطيران في ثلاثة أوضاع: الإبحار على سطح المياه، والتزلج المُزعنف، والطيران. وتصل سرعتها على وضع التزلج المزعنف إلى 93 كيلومترًا في الساعة. وعند الهبوط، تتراجع الأجنحة، ويسمح الهيكل العميق على شكل حرف V للطائرة بالمناورة مثل القارب، وهو أمر مفيد في الممرات المائية الأكثر ازدحامًا.
يصل مدى Viceroy Seaglider حاليًا إلى 290 كيلومترًا لكل شحنة، ولكن تتوقع ريجنت توسيع هذا المدى إلى ما بين 640 كيلومترًا و800 كيلومتر، مع تطور تكنولوجيا البطاريات وتحسن كثافة الطاقة في السنوات والعقود المقبلة.
وفي هذا يقول بيلي ثالهايمر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، في بيان: "إن رؤية نموذجنا الأولي للطائرة يرتفع على الزعانف لأول مرة يمثل إنجازًا كبيرًا بعد سنوات من الابتكار والاجتهاد التي بذلها فريقنا في هذه الرؤية".
Viceroy Seaglider
PHA-ZE 100: اليخت الطائر
بدأت الشركة السويسرية جيكتا Jekta أخيرًا اختبار نموذج مصغر (بمقياس 1:9) من طائرتها البرمائية PHA-ZE 100، المتوقع طرحها في الأسواق بداية من 2030، والتي تتميز بقدرتها على الرسو على الموانئ والشواطئ، بالإضافة إلى الهبوط على المدرجات التقليدية، بفضل عجلاتها القابلة للسحب.
تندفع PHA-ZE 100، ذات الأجنحة المائلة والمزودة بعوامات، بعشر مراوح ثلاثية الشفرات تعمل بمحركات كهربائية بقدرة 200 كيلوواط، ما يمنحها سرعة قصوى تبلغ 250 كيلومترًا في الساعة ومدى يصل إلى 575 كيلومترًا. وتستغرق الطائرة حوالي 45 دقيقة لإعادة الشحن.
وتقدم جيكتا 6 تصميمات داخلية مختلفة لطائرتها PHA-ZE 100، بداية من التصميم الاقتصادي الذي يضم 20 مقعدًا، إلى تصميم VIP الذي يحتضن 6 مقاعد، منها 4 مقاعد فاخرة مستقلة، ومقعدان قابلان للطي، مع نوافذ بانورامية، ومرحاضًا خاصًا، وميزات للتحكم في المقصورة. وستقدم جيكتا كذلك فئة خاصة باسم "الإسعاف" تتسع لنحو 8 أشخاص وتضم 3 نقالات خاصة بالمصابين.
Jekta
Noemi: بديل الحافلات
اختتمت الشركة النرويجية إلفلاي Elfly أخيرًا عملية تصميم طائرتها المائية Noemi بإجراء أول رحلة تجريبية لنموذج مصغر (بمقياس 1:5) على مضيق تونسبيرغ في النرويج، أمام حشد من المتفرجين جمع بين الزبائن المتحمسين والمستثمرين والشركاء.
تحلق طائرة Noemi إحدى أبرز الطائرات المائية عديمة الانبعاثات، المتوقع إطلاقها تجاريًا في 2030، بنظام دفع كهربائي من مروحتين يمكنه الطيران لمدى يصل إلى 170 كيلومترًا على ارتفاع 3.8 كيلومتر، مع سرعة إبحار تبلغ 100 عقدة.
Elfly
وفي هذا يقول إريك ليثون، الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: "هذه الطائرة المائية تصل بالرحلات الخالية من الانبعاثات إلى مستوى لم نشهده من قبل". ويضيف: "إنها منصة جاهزة لمائة عام قادمة من الطيران المستدام، إذ يمكنها العمل كذلك بالمحركات الهجينة والوقود المستدام، حتى الهيدروجين".
تتسع طائرة Noemi لتسعة ركاب وتتميز بمقاعد مريحة ونوافذ بانورامية كبيرة وغيرها من وسائل الراحة. وقد وقعت الشركة الناشئة في كمبوديا VET Airways اتفاقية بقيمة 50 مليون دولار مع إلفلاي تهدف إلى ربط المجتمعات الساحلية في جنوب شرق آسيا باستخدام طائرة Noemi الكهربائية، ليرتفع إجمالي الطلبات إلى 52 طائرة ستستخدمها شركات في الدنمارك واليونان وبنما وإندونيسيا والمملكة المتحدة.
