ما كان يبدو خيالاً بالأمس أصبح اليوم حقيقة واقعة، مع الكشف عن الطائرة الهجينة سيغما Sigma التي طوّرتها شركة ألتوفولو Altovolo، والتي تُعيد رسم حدود التنقّل الشخصي. تُحلّق الطائرة على ارتفاع يبلغ 10 آلاف قدم وتصل سرعتها القصوى إلى 290 ميلاً في الساعة، متجاوزة بذلك قدرات أسرع السيارات الكهربائية. 

ومن المرتقب أن الطائرة تدخل حيّز الإنتاج التجاري خلال السنوات القليلة المقبلة، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذريًا في مشهد الطيران المدني، وتفتح آفاقًا جديدة للطيران الشخصي من أمام المنازل.

بعيدًا عن أوهام السيارات الطائرة، تأتي سيغما بوصفها طرازًا جديدًا كليًا في فئة الطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا، والتي لا تحتاج إلى مدرج إطلاق، بل تعتمد على منظومة دفع تمكنها من الإقلاع مثل الطائرات العمودية، والانطلاق أفقيًا بسرعة الطائرات النفاثة. إنها طائرة مخصصة للجميع، تَعِد بإحداث ثورة في مفهوم التنقل داخل المدن.

الطائرة الهجينة سيغما.. كفاءة هجينة وتجربة طيران سلسة

تعتمد الطائرة الجديدة من ألتوفولو على نظام دفع هجين يجمع بين المحركات الكهربائية للرحلات القصيرة الهادئة داخل المدن، ومحرك احتراق داخلي يمنحها مدى طيران طويلاً وحرية حركة بلا قلق من نفاد البطارية. 

ثورة في السماء: طائرة سيغما الهجينة من ألتوفولو تغيّر مفهوم التنقّل الشخصي

Altovolo

ويشتمل تصميمها على مواد مركّبة خفيفة الوزن ونظام ذكي لإدارة الطاقة، إلى جانب منظومة طيران مؤتمتة تُسهل على المستخدمين غير المحترفين تشغيل الطائرة من خلال شاشة لمسية، من دون الحاجة إلى رخصة طيران للرحلات القصيرة.

أما على صعيد الأمان، فقد أولت ألتوفولو اهتمامًا بالغًا لتوفير تجربة طيران موثوقة وسهلة التشغيل، إذ زُوّدت طائرة سيغما الهجينة بأنظمة مزدوجة للتحكم والسلامة تشمل وضعيات الطيران التلقائي، وآليات توجيه ذكية تضمن استجابة دقيقة في مختلف الظروف الجوية، إلى جانب مظلة إنقاذ بالستية، ونظام دفع موجّه لتعزيز الثبات. 

تتيح هذه التقنية للمستخدمين غير المحترفين خوض تجربة طيران شخصية بأقل قدر من التعقيد، مع الحفاظ على أعلى مستويات الحماية في أثناء الإقلاع، والتحليق، والهبوط.

بدأت الشركة في استقبال الحجوزات المسبقة، فيما تتقدّم بخطى واثقة في المسارات التنظيمية اللازمة لاعتماد الطائرة. ويُنتظر أن يكون روّاد الأعمال ومحبّو التقنية أوّل المتبنين لهذه التكنولوجيا، قبل أن تتاح لعامة الناس مع ازدياد الإنتاج وتراجع الأسعار.

وتَعِد الشركة المصنعة بتوفير منصّات هبوط على أسطح المباني..

 وممرات جوية ذكية، ولوائح جديدة تُنظّم هذا الشكل من الطيران الشخصي الذي سيكون أكثر أمانًا من أي وقت مضى.