قلة من الفنادق في العالم تستطيع أن تزعم أنها لا تزال ناشطة منذ أن كان يوليس س. غرانت رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية. لذا فإن عيد التأسيس الخمسين بعد المائة لأي ملكية فندقية يستحق احتفالًا. لكنه لن يكون احتفالاً بسيطًا عندما تكون هذه الملكية فندق فيلا ديستي Villa d’Este.

بدلاً من ذلك، وابتداءً من شهر مارس الفائت، انطلق هذا الملاذ الشهير المنبسط عند ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا في مسيرة احتفالية تستمر عامًا كاملًا وتشمل أحداثًا خاصة، وقوائم طعام مبتكرة، وبرامج للضيوف، وغير ذلك من أنشطة يتوّجها حدث نادر: سيظل الفندق يستقبل زوّاره حتى شهر يناير متيحًا لهم الاحتفال بمطلع العام الجديد في رحابه.

لا شك في أن برنامجاً مهيبًا زاخرًا بالاحتفالات يليق بملكية تكرّس حضورها في قطاع الضيافة على مر 15 عقدًا. كان الفندق طيلة هذه الأعوام خيارًا مفضلاً لكبار الشخصيات، من أفراد العائلات الملكية ورؤساء الدول إلى الرياضيين المحترفين على مستوى العالم ونخبة المشاهير، بما في ذلك كلارك غيبل وغريتا غاربو، وصولاً إلى جورج كلوني الذي يقصد الفندق في غالب الأحيان قادمًا من الفيلا الخاصة به عند ضفاف البحيرة، ومصطحبًا معه في بعض الأحيان أصدقاءه أمثال الرئيس الأسبق باراك أوباما.

يواظب أيضًا المؤلف الموسيقي الأمريكي بروس سبرينغستين على المكوث في هذا الفندق منذ 25 عامًا تقريبًا. هناك أيضًا عُقد حفل زفاف المغني جون ليجيند وعارضة الأزياء كريسي تيغن. لكن ضيوفًا كثيرين آخرين من غير المشاهير مكثوا في فيلا ديستي على مر الأجيال، وغالبًا ما يكون السبب في عودتهم إليها هو مستوى الاهتمام بالتفاصيل الذي يبديه طاقم الموظفين، بما في ذلك الطاهي الذي يعرف كيف يعدّ طبق الريزوتو المفضل عندك.

عندما كان مصمم الأزياء لورينزو ريفا يشغل منصب المدير الإبداعي لدار بالنسياغا في ثمانينيات القرن الفائت، كان يصرّ على أن يعقد اجتماعاته الإدارية في فيلا ديستي بدلاً من باريس. بل إنه نظّم فيها اثنين من عروض أزيائه. وقد أثنى ريفا مؤخرًا على هذه الملكية قائلاً: "إنها أنيقة، وبعيدة عن البهرجة، وتوحي بالسكينة والأمان. كما أنها ملاذ للانعتاق إلى العزلة والخصوصية. عندما تعبر بوّابتها، تترك كل شيء خارج حدودها".

في سياق الإبقاء على هذه الخصوصية التي اشتهرت بها فيلا ديستي، ستتميز الاحتفالات، التي تعيد إحياء ذكرى تحوّلها من منزل خاص من القرن السادس عشر إلى ملكية فندقية، بعنصر الحصرية. أما المناسبة الأبرز، فستكون الحفل الرسمي للذكرى الخمسين بعد المائة الذي سيُنظم بتاريخ 28 يونيو المقبل.

ستشمل الليلة حفل عشاء مهيبًا، وبرنامجًا ترفيهيًا، وبعض المفاجآت، وستكون مخصصة حصريًا للمدعوين من كبار الشخصيات وللضيوف الذين يمكثون في الفندق عندئذ (تبدأ الأسعار من 1,235 دولارًا تقريبًا في الليلة الواحدة لحجرة بسريرين، ويُشترط المكوث في الفندق ثلاث ليال على الأقل في ذلك التاريخ).

أما في شهر أبريل الحالي وفي شهر سبتمبر المقبل، فينظم الفندق حفلات عشاء تدور حول مواضيع محددة، وذلك بالتعاون مع شركة العروض المسرحية Teatro Sociale di Como التي تأسست قبل 190 عامًا.

منزل Mosaic House

Fani Kurti
منزل Mosaic House الآسر في فيلا ديستي، والذي يمكن بلوغه عبر فناء خاص.

في سياق تجارب العشاء، سيتفاعل مقدمو هذه العروض مع الضيوف فيما يسردون حكايات مغنّاة عن فيلا ديستي في المقابل، ستكون بعض الأحداث السنوية التي ينظمها الفندق متاحة أكثر للضيوف. على سبيل المثال، سيظل بمقدور أولئك الذين لا يمتلكون مركبات كلاسيكية للمشاركة في شهر مايو المقبل في مسابقة الأناقة Concorso d’Eleganza بالغة الفخامة، أن يحجزوا برنامج Friend of Concorso (صديق المسابقة) الذي يتيح لهم اختبار تجارب الغداء والعشاء، ومشاهدة مواكب السيارات والتحدث إلى مالكيها.

فضلاً عن ذلك، يمكن للمسافرين أن يبتاعوا، طيلة هذا العام، تذكارات محدودة الإصدار يعرضها متجر الهدايا، وأن يستكشفوا على أرض الملكية لوحات Then and Now (قديمًا واليوم) التي يشتمل كل منها على صور فوتوغرافية، ونص إيضاحي، ورمز استجابة سريع QR code لتسليط الضوء على حادثة مميزة أو حكاية في تاريخ الفندق. كما سيقدم مطعم فيراندا Viranda في فيلا ديستي أطباقًا خاصة مستوحاة من الأصناف الكلاسيكية في مطبخ هذه الملكية.

لكن هذا الموسم الاحتفالي لا ينحصر باستعادة حكايا الماضي. فعلى مدى 150 عامًا، سعى الفندق إلى أن يكون رائدًا في مجال الابتكار، فكان أول من استخدم بركة سباحة عائمة فوق مياه بحيرة كومو، وأول من ركّب على أرضه محطات لشحن القوارب والسيارات الكهربائية. ويبدو أن غايته اليوم الاستمرار في هذه المساعي للأعوام المائة والخمسين المقبلة. يمكن القول إذًا أن هذا الصرح الفندقي قد استحق أمجاده، لكنه لا ينوي أن يركن إليها.