ولا تُعدّ فيلا أرنو مجرّد مسكن، بل هي بيت يحمل في جدرانه طبقات من التاريخ الشخصي والعمارة المحلية. فقد بُنيت في الأصل بوصفها منزلاً شتويًا لطبيب من نيويورك، قبل أن تنتقل إلى ملكية الكيميائي أرنو بير الذي سُميت الفيلا باسمه.

خلال العقود اللاحقة، تعاقب على سكنها مصمم داخلي بارز في ثلاثينيات القرن الماضي، ورئيس تنفيذي سابق لشركة غاز جنوب كاليفورنيا Southern California Gas، ثم الفنان إيرل هيوجنز.

هذا الصرح المعماري الذي أبدعه المهندس ريجينالد ديفيس جونسون قبل أكثر من مئة عام، ارتبط اسمه أخيرًا بالمصمم الأسترالي الشهير ريتشارد تايلر وزوجته ليزا ترافيانتي، اللذين استحواذا على العقار عام 1998 في صفقة فريدة تمثلت في تبادل منزل فاخر في هوليوود هيلز مقابل هذا القصر الفخم في باسادينا. وكان من بين ملاكه السابقين الكيميائي والعالم أرنو بير، الذي أطلقت زوجته اسم "فيلا أرنو" عليه تكريمًا له.

وبفضل هذه السلسلة الغنية من المالكين وشخصياتهم المتميزة، إلى جانب الطابع المعماري الأصيل، أُدرجت الفيلا في عام 1977 ضمن قائمة المعالم الثقافية التراثية، مع أهليتها للإضافة إلى سجل الموارد التاريخية لولاية كاليفورنيا والسجل الوطني للأماكن التاريخية في الولايات المتحدة.

فيلا بطابع كلاسيكي وتفاصيل معاصرة

تقع الفيلا على مساحة تقارب فدانًا كاملاً، وتضم مسكنًا رئيسًا يحتوي على خمس غرف نوم فاخرة، وخمسة حمامات، إلى جانب بيت ضيافة مستقل يتألف من غرفة نوم وحمام خاص.

يُرحب بالزائر عند المدخل بأرضية من البلاط الكلاسيكي باللونين الأبيض والأسود، التي تتسع لتكشف عن صالة جلوس رسمية ومكتبة تتحلّى بأجواء من السكينة والهدوء. يتجلّى الطابع الكلاسيكي في أبواب بالاديا الأصلية، والأسقف العالية، وأخشاب العصور الماضية، في حين يبرز المطبخ العصري بتجهيزاته الحديثة، مع جزيرة خشبية مركزية تضفي روحًا معاصرة على المكان.

في الطابق العلوي، يتربّع جناح النوم الرئيس، ويضم غرفة نوم فسيحة تُجاورها غرفة تبديل ملابس، وخزانة مستقلة، وحمام بتجهيزات فاخرة. وعلى المستوى نفسه، تتوزع غرفتا نوم إضافيتان، تتمتع كل منهما بحمام خاص. 

أمّا الطابق الأرضي، فيحتضن غرفتي نوم أخريين، ما يجعل الفيلا ملائمة لاستضافة العائلات الكبيرة أو الضيوف. 

وتكتمل التجربة مع بيت ضيافة مستقل يشكّل وحدة معيشية متكاملة، يضم مطبخًا خاصًا وصالة جلوس تحتضن مدفأة عالية المستوى، ما يوفّر أجواء دافئة ومريحة بعيدًا عن صخب المسكن الرئيس.

في الخارج،  يمتد حوض السباحة بتناغم مع الطبيعة، تحيط به كراسي الاستلقاء وأكواخ مخصصة، لتأخذ الزوّار إلى أجواء الريفييرا الحالمة. وتكمّل المساحات منطقة تناول الطعام المفتوحة والمجهزة بمدفأة وشواية، وبستان ورد خفيّ ونوافير مياه تنبض بالحركة والانسيابية.