أتاح قصر فرساي الذي يحتفل هذه السنة بمرور 400 سنة على تأسيسه، للعامة زيارة الجناح الخاص بالملكة ماري أنطوانيت، وهو من مساحات القصر الأكثر سرية. فقد افتتح الجناح الخاص، المخبأ خلف باب سري في غرفة نومها، للجمهور بعد عملية تجديد استغرقت عشر سنوات من البحث والترميم.

العالم الخفي لماري أنطوانيت 

يتمثل العالم الخفي لماري أنطوانيت في غرف نوم ومساحة للضيافة ومكتبة وغرفة بلياردو، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغيرة الحجم والممتدة على طابقين مع حجم إجمالي يبلغ نحو مئة متر مربع، وإطلالة على ساحات داخلية صغيرة.

ويظهر أسلوب حياة الملكة من خلال الأعمال الخشبية وتقنية التذهيب والأقمشة القطنية المطبّعة بالورود والستائر الحريرية المطرزة بأسلوب فاخر، وغير ذلك من قطع الأثاث والأعمال الفنية الثمينة.

 يقال إن هذا الجناح هو المكان الذي اختبأت فيه آخر ملكة لفرنسا لأول مرة خلال مسيرة الشعب إلى فرساي خلال الثورة الفرنسية في عام 1789. استقرت الملكة في هذا الجناح بعيدًا عن الحشود، وفيه لعبت مع أطفالها واستقبلت بعض الأصدقاء قبل أن تعتقل خلال الثورة الفرنسية. 

في الذكرى 400 لتأسيسه.. قصر فرساي يتيح جناح ماري أنطوانيت للزوار

Palace of Versailles

10 سنوات من البحث 

عملية التجديد هي المرحلة الأخيرة من مشروع بمناسبة الذكرى الأربعمائة لقصر فرساي الذي شهد أيضًا ترميم قرية صغيرة من الأكواخ الريفية وقصر بيتي تريانون. أطلقت المرحلة الأولى من الترميم في أكتوبر 2013 وشملت تحديث الزخارف الذهبية والبرونزية، والألواح الخشبية والأرضيات. أما تجديد المكتبة، فاستمر من عام 2017 حتى 2020.

كانت ماري أنطوانيت النمساوية المولد في الرابعة عشرة من عمرها عندما وصلت إلى فرنسا لتتزوج لويس السادس عشر، وقد بدأت في تأثيث الجناح بعد فترة وجيزة من توليها منصب الملكة في عام 1774 واستمرت في ذلك حتى عام 1788. 

تقول كاثرين بيغارد، رئيسة فرساي: "لقد تطلب الأمر مثابرة القيّمين على شاتو دو فرساي على مدى سنوات عديدة لاستعادة هذه الصورة المثالية لها ونسج الروابط بين حياة الملكة العامة والخاصة".

وأضافت أن هذا الجناح، الذي لم يسمح بدخوله سوى لعدد قليل من الأصدقاء والمرافقين المقربين منها، صغير جدًا بحيث لا يمكن مشاهدته إلا من قبل مجموعات مكونة من 10 أشخاص على الأكثر".

في الذكرى 400 لتأسيسه.. قصر فرساي يتيح جناح ماري أنطوانيت للزوار

Palace of Versailles

التاريخ من منظور جديد 

أوضحت بيغارد أن التجديد أعطى"فهمًا جديدًا للتاريخ من خلال تصوير هذا التناقض بين الحياة العامة والحياة الخاصة، وآداب السلوك والعلاقة الشخصية، وهي خلاصة استثنائية للتاريخ تقدم للزوار نظرة ثاقبة جديدة في حياة ماري أنطوانيت في بضعة أمتار مربعة".

أما لوران سالومي، مدير القصر، فقال إن عملية التجديد كانت معقدة بسبب الافتقار إلى السجلات التاريخية، وأضاف أن جناح الملكة الخاص كان "مساحة رائعة لأولئك المهتمين بالمجد الأخير للنظام الملكي الفرنسي".