منذ أواخر القرن التاسع عشر، كانت دار هيرميس تكتب فصولاً من الأناقة بجلدها الفاخر وحرفييها الذين حوّلوا العمل اليدوي إلى لغة خالدة. وفي عام 1892، ولد أحد أعظم أعمالها التاريخية: حقيبة هوت آ كوروا Haut à Courroies، التي خُلقت لترافق الفرسان والنبلاء في أسفارهم، وتحمل معهم ما يحتاجون إليه من لوازم الفروسية والأناقة على حد سواء.
واليوم، وبعد أكثر من قرن من ميلادها، تعود واحدة من حقائب هوت آ كوروا إلى دائرة الضوء من جديد. ففي السادس من نوفمبر، تحتضن دار كريستيز في باريس مزادها المخصص للحقائب والكماليات الفاخرة، لتعرض واحدة من القطع الأكثر رمزية في تاريخ الموضة: حقيبة هوت آ كوروا التي كانت رفيقة حياة الثنائي الشهير جين بيركن وسيرج غينسبورغ. وتقدّر الدار سعر هذه القطعة الاستثنائية بسعر يراوح بين 108 آلاف دولار و216 ألف دولار أمريكي، قيمة تعبّر عن مكانتها بوصفها رمزًا خالدًا في ذاكرة الأناقة الباريسية.
Christie’s
ارتبطت هذه الحقيبة بذكريات وصور شكلت جزءًا من شخصية بيركن وغينسبورغ.
فقد كانت ترافقهما في الرحلات والعطلات، وغالبًا ما شوهد غينسبورغ يحملها بنفسه في لحظات من العفوية والحرية التي ميّزت سبعينيات القرن الماضي. لقد جسّدت حقيبة هوت آ كوروا في حياتهما أكثر من مجرد إكسسوار، بل كانت رمزًا لعصر كامل اتسم بالجرأة والموسيقى والأناقة غير المتكلفة. ومن تلك العلاقة الخاصة وُلدت فكرة حقيبة بيركن الشهيرة عام 1984، التي استلهمت من هوت آ كورو روحها وشكلها ومتانة صنعها.
Christie’s
وقد يكون أجمل ما يختتم سيرة هذه القطعة الأسطورية هو أن جين بيركن نفسها اختارت في عام 2019 أن
تتبرّع بالحقيبة في مزاد خيري دعمًا لمنظمة أطباء العالم، في خطوةٍ تعكس ما كانت تؤمن به دائمًا، وهو أن الفخامة لا تكتمل إلا حين تُترجم إلى عمل إنساني.







