أعلنت دار كريستيز أن إجمالي مبيعاتها في المزادات خلال النصف الأول من عام 2025 بلغ 2.1 مليار دولار. وهذا الرقم مطابق لما حققته الدار في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يشير إلى أن سوق الفن قد يكون بدأ في الاستقرار أخيرًا بعد تراجع حاد بنسبة 22% شهدته الدار خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023 مقارنة بعام 2022، ما يعني أن الاستقرار ربما يكون عند مستوى أدنى بكثير من الذروات التي شهدها السوق أخيرًا.
وفي ظل هذا المشهد المتقلب، حرصت بوني برينان، الرئيسة التنفيذية الجديدة لكريستيز والتي خلفت غيوم سيروتي في فبراير 2025، على تسليط الضوء على مؤشرات إيجابية في أداء الدار.
فقد ارتفعت نسبة البيع في المزادات من 87% إلى 88%، كما ارتفع متوسط السعر النهائي مقارنة بالتقدير الأدنى من 111% إلى 115%، في دلالة واضحة على استمرار الثقة في الدار ومكانتها العالمية، رغم التحديات التي تواجه السوق.
ومن أبرز الإنجازات التي سجلتها كريستيز خلال هذا النصف الأول، بيعها لسبعة من بين أغلى عشرة أعمال فنية في مزادات العالم، تتصدرها لوحة الفنان الهولندي بيت موندريان Composition With Large Red Plane, Bluish Gray, Yellow, Black and Blue لعام 1921، التي بيعت مقابل 47.6 مليون دولار، وجاءت من مجموعة الملياردير ليونارد ريغيو، مؤسس سلسلة بارنز أند نوبل. كما بلغت حصيلة بيع مجموعة ريغيو وحدها 272 مليون دولار.
وعلى الرغم من هذه النجاحات الفردية، إلا أن السوق ككل لا يزال يشهد حالة من التردد، إذ أبدى العديد من جامعي التحف حذرًا في طرح الأعمال الفنية ذات الأسعار المرتفعة في المزادات، ما أدى إلى غياب مجموعات لافتة مثل مجموعة بول ألين التي أذهلت السوق عام 2022، أو مجموعة بيغي وديفيد روكفلر التي أُطلقت في 2018 في وقت أكثر ازدهارًا.
على صعيد آخر، سجّلت فئة المنتجات الفاخرة أداءً لافتًا في كريستيز، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 29٪، بما في ذلك مبيعات السيارات من خلال Goodings Christie’s، والتي استحوذت وحدها على نسبة 12٪ من هذا النمو. وتتطلع الدار إلى أول مزاد يُقام تحت مظلة العلامة الجديدة في بيبل بيتش بشهر أغسطس.
أما في مجال الجواهر فقد باعت كريستيز تسعًا من بين أغلى عشر قطع طُرحت في المزادات، محققة نموًا قدره 25٪.
كما سجلت مبيعات الفن القديم ارتفاعًا بنسبة 15%، فيما شهدت فئة الفن الآسيوي تراجعًا بنسبة 28%، والآثار الكلاسيكية تراجعًا أكثر حدة بنسبة 32%.
أما من حيث توزيع المشترين، فقد تصدرت منطقة الأمريكتين بنسبة 45% من إجمالي المبيعات، تليها أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة 34%، ثم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 21%.
قالت بوني برينان: "في أول ستة أشهر لي في منصب الرئيسة التنفيذية، ركّزت على ضمان الاستمرارية والالتزام العالمي باستراتيجيتنا". يُذكر أن غيوم سيروتي، الرئيس التنفيذي السابق لدار كريستيز، يتولّى حاليًا قيادة شركة أرتيميس Artémis، الشركة القابضة التي تضم علامات الملياردير الفرنسي فرانسوا بينو، مالك دار كريستيز.
ويُتوقَّع استمرار هذا الزخم في النصف الثاني، لا سيّما بعد بيع لوحة كاناليتو في لندن مطلع هذا الشهر مقابل 43.9 مليون دولار، محققة رقمًا قياسيًا.
كما تستعد كريستيز إلى افتتاح معرضها الصيفي في لندن بعنوان "مروان: روح في المنفى"، وإلى انعقاد النسخة العاشرة من قمة "الفن + التكنولوجيا" في قاعة راديو سيتي الموسيقية بمدينة نيويورك.