خطّت دار كريستيز في لندن فصلًا جديدًا في تاريخ المزادات، حين اعتلت لوحة The Return of the Bucintoro on Ascension Day (عودة البوشنتورو في يوم الصعود) للفنان الإيطالي كاناليتو، صدارة مبيعاته على الإطلاق، بعدما بيعت مقابل 40.6 مليون دولار أمريكي.
بهذا الرقم، تخطت "عودة البوشنتورو" الرقم القياسي السابق لأعمال كاناليتو، والذي كان قد سُجّل في مزاد لدار سوذبيز عام 2005، حين بيعت لوحة The Grand Canal from Palazzo Balbi to the Rialto (القناة الكبرى من قصر بالبي إلى ريالتو) مقابل 23.5 مليون دولار.
لوحة تحتفي بسحر البندقية
رُسمت هذه التحفة الزيتية عام 1732، وهي واحدة من أكبر وأغنى أعمال كاناليتو عن مدينة البندقية، إذ التقط فيها لحظة احتفالية آسرة يصعب مجاراتها من حيث الإتقان البصري والثراء التاريخي. اللوحة أثارت تنافس خمسة مزايدين من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، قبل أن يفوز بها في النهاية مزايد مجهول شارك عبر الهاتف.
Christie's
اللوحة، التي تبلغ أبعادها 86 × 138 سنتيمترًا، خرجت من مجموعة خاصة، وكانت آخر مرة عُرضت فيها في مزاد عام 1993 في باريس، حيث بيعت آنذاك مقابل نحو 11.5 مليون دولار.
لكن المفاجأة الأهم لم تكن في السعر، بل في ما كُشف لاحقًا عن نسبتها إلى رئيس الوزراء البريطاني الأول، السير روبرت والبول، وهو أمر لم يكن معروفًا عند بيعها في التسعينيات.
فقد توصّل المؤرخ الفني أوليفر ميلار، بعد بحث دقيق في سجلات عام 1736، إلى أن هذه اللوحة كانت معلّقة في منزل "داونينغ ستريت" خلال فترة حكم والبول، ما يضيف إلى قيمتها التاريخية بعدًا استثنائيًا يليق بتحفة سافرت عبر الزمن لتبوح بأسرارها في الوقت المناسب.
تُجسّد اللوحة لحظة رمزية من تقاليد البندقية، إذ يظهر فيها قارب البوشنتورو الاحتفالي أمام ساحة بيازيتا، في مشهد يحتفي بيوم الصعود ويزخر بالتفاصيل المعمارية للمعالم الكبرى مثل قصر الدوق وجسر التنهدات وكنيسة سالوتي.
وأشاد أندرو فليتشر، رئيس قسم الأعمال الكلاسيكية عالميًا لدى كريستيز، باللوحة بوصفها "أهم عمل لكاناليتو لا يزال في مجموعة خاصة"، مؤكدًا أن عام تنفيذها (1731 – 1732) يُمثّل ذروة نضج الفنان تقنيًا وتعبيريًا.