أعلنت مجموعة كيرينغ الفرنسية الفاخرة عن تعيين فرانشيسكا بيليتيني في منصب الرئيس التنفيذي لدار غوتشي، خلفًا لستيفانو كانتينو الذي غادر بعد تسعة أشهر فقط من توليه القيادة في دار الأزياء الإيطالية.

ويُعد هذا القرار أول خطوة كبرى يتخذها الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة لوكا دي ميو منذ توليه المنصب، إذ أعطيت بيليتيني المسؤولية المباشرة لقيادة غوتشي بعدما كانت تشرف عليها من باريس في إطار مهامها السابقة نائبة للرئيس التنفيذي لكيرينغ.

منذ عام 2023، شغلت بيليتيني منصب نائبة الرئيس التنفيذي المسؤولة عن تطوير العلامات التجارية إلى جانب جان-مارك دوبليه، الذي سيواصل عمله مديرًا للعمليات بالمجموعة، دعمًا للوكا دي ميو في تطوير كيرينغ وإدارة هيكليتها التنظيمية. واعتبر المحللون أن وجود منصبين متوازيين على مستوى الإدارة أحدث قدرًا من الالتباس، وبعد وصول دي ميو وبدء عملية إعادة الهيكلة أصبحا غير ضروريين. ولذلك أعلنت المجموعة عن إلغاء هذين المنصبين.

وقال لوكا دي ميو في بيان رسمي: "في هذه اللحظة المفصلية، أعتزم بناء هيكل تنظيمي أكثر بساطة ووضوحًا، تقوده أفضل الكفاءات لدفع دورنا الفاخرة نحو الأمام. وباعتبار غوتشي العلامة الأيقونية الأبرز في مجموعتنا، فهي تستحق أقصى درجات التركيز، وفرانشيسكا، كونها واحدة من القيادات الخبيرة في قطاعنا، ستجلب معها أسلوب لقيادة والتنفيذ المتقن اللازمين لإعادة العلامة إلى مكانتها المستحقة".

بيليتيني، التي بدأت مسيرتها المهنية في قطاع البنوك قبل أن تتجه تدريجيًا إلي عالم الأزياء، فإنها تتولى اليوم قيادة ومعالجة التحديات التي تواجه العلامة الأبرز لمجموعة كيرينغ.

كيرينغ تُعين فرانشيسكا بيليتيني رئيسة تنفيذية لغوتشي

kering

في عام 2022، بلغت غوتشي ذروتها، عندما حققت مبيعات سنوية تجاوزت 11.85 مليار دولار. لكن العامين الماضيين لم يكونا على الوتيرة نفسها، إذ شهدا تراجعًا ملحوظًا في المبيعات بسبب تغييرات على مستوى الإدارة والمصممين، بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 25% في الربع الأخير وحده.

وقد أدت بيليتيني دورًا محوريًا في العديد من القرارات المفصلية الأخيرة للدار، من بينها تعيين المدير السابق في لويس فويتون، التابعة لمجموعة إلي في إم إتش، ستيفانو كانتينو رئيسًا تنفيذيًا لغوتشي، إضافة إلى اختيار المصمم الجورجي ديمنا مديرًا إبداعيًا جديدًا للدار.

وسيُقدم ديمنا أول عرض أزياء له في ربيع العام المقبل، غير أن بعض منتجاته ستصل إلى متاجر مُختارة من غوتشي مباشرة بعد قدّم مجموعته الأولى في فيلم عُرض ضمن فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو في 23 سبتمبر. وقد شكل هذا الظهور جزءًا من عملية إعادة هيكلة أوسع في صناعة السلع الفاخرة التي تُقدّر قيمتها بنحو 400 مليار دولار، إذ سيجري تعيين مصممين جدد على رأس علامات بارزة مثل شانيل وديور، فضلًا عن منافسين أصغر من بينهم سيلين وبالنسياغا وفيرساتشي.

وتُعَد بيليتيني واحدة من أبرز الأسماء في قطاع الأزياء، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها مرشحة داخلية محتملة لخلافة منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينغ، وهو ما جعل مستقبلها موضوعًا لتكهنات عديدة في الآونة الأخيرة.

وقد صرّحت فرانشيسكا بيليتيني قائلةً: "يشرفني حقًا أن أتولى المسؤولية المباشرة عن غوتشي، وهي واحدة من أعرق دور الأزياء الفاخرة في العالم. وأتطلع للعمل تحت قيادة لوكا دي ميو، الذي تلهمنا رؤيته المبتكرة والمتجددة لتجاوز الحدود. أنا متحمسة لخوض هذا التحدي الجديد مع فريق غوتشي بأكمله، جنبًا إلى جنب مع ديمنا الذي لطالما أعجبت بإبداعه".

في الوقت نفسه، يواصل دي ميو سعيه لإعادة كيرينغ إلى مسارها الصحيح، إذ أكد في اجتماع للمساهمين أنه سيتخذ أولى قراراته الاستراتيجية قبل نهاية العام، مضيفًا: "هذه القرارات لن تكون سهلة دائمًا".

هذا وقد أعلنت المجموعة في وقت سابق أيضًا عن تأجيل صفقة الاستحواذ المحتملة على دار فالنتينو، في خطوة أخرى تعكس الضغوط  والتحديات المستمرة التي تواجه كيرينغ في هذه المرحلة.