تطفو لوحات الرسام نورمان روكويل من جديد إلى سطح المشهد الفني العالمي، بعد أعوام طويلة أمضتها متوارية خلف جدران البيت الأبيض. السلسلة التصويرية النادرة المكونة من أربع لوحات فنية، والمعنونة So You Want to See The President! (تريد أن ترى الرئيس!)، تستعد لخوض تجربة مزاد دار هيريتدج Heritage Auctions في 14 نوفمبر، بانطلاقة تبدأ من مليوني دولار أمريكي، حاملة بين ألوانها قصة تزاوج الفن بالسياسة وميلاد صورة بصرية خالدة للديمقراطية الأمريكية.
استُلهمت هذه الأعمال الفنية في أوج الحرب العالمية الثانية، حين كلف السكرتير الصحفي للرئيس فرانكلين روزفلت، الفنان المبدع روكويل برسم أجواء غرفة الانتظار في البيت الأبيض، حيث يلتقي المواطنون العاديون بصناع القرار.
Heritage Auctions
بأسلوبه الفني الدقيق، استطاع روكويل أن يلتقط لحظات صامتة لكنها تُظهر التفاعل الإنساني بين القيادة والشعب، بعيدًا عن الرسميات. وقد لاقت هذه الأعمال من القوة والصدق ما جعلها تُنشر في عدد نوفمبر 1943 من مجلة The Saturday Evening Post، لتتحول إلى رمز وطني يعبّر عن الوحدة، ويُجسد كيف يمكن للخطاب السياسي أن يتحول إلى مشهد إنساني بسيط، مليء بالدفء والأمل، في زمن كانت فيه الإنسانية بأمسّ الحاجة إلى لمسة فنية تُعيد لها الثقة.
Heritage Auctions
لم تكن هذه اللوحات مجرد اجتهاد فردي، بل جاءت ضمن مشروع إعلامي أوسع هدف إلى إضفاء الطابع الإنساني على السلطة التنفيذية. ففي تلك المرحلة، ابتكر إيرلي، السكرتير الصحفي للرئيس، مصطلح المحادثات بجانب المدفأة لوصف خطابات روزفلت الإذاعية، وساهمت لوحات روكويل في ترجمة تلك الفكرة بصريًا، لتقرب البيت الأبيض من دفء البيوت الأمريكية.
Heritage Auctions
ورغم جمالها الأخاذ، لم تخلُ الرحلة من النزاع؛ فقد ظلت الأعمال في عهدة عائلة إيرلي حتى عام 1978، حين أعارها الحفيد ويليام إيلام للبيت الأبيض، قبل أن تشتعل خلافات عائلية حول ملكيتها لاحقًا. وبعد سنوات من الجدل، حسم القضاء الأمريكي عام 2023 القضية لصالح ويليام، معتبرًا أن اللوحات كانت هبة من الجد لابنته في أثناء حياته، وليست جزءًا من التركة.







