حطمت لوحة (California (IKB 71 للفنان الفرنسي إيف كلاين الأرقام القياسية في مزاد كريستيز باريس، بعدما بيعت بمبلغ 21.4 مليون دولار أمريكي، لتُسطر فصلاً جديدًا في تاريخ المزادات الفرنسية بوصفها أغلى عمل للفنان يُباع في بلده الأم. تمتد اللوحة على أربعة أمتار من الأزرق الخالص الذي اشتهر به كلاين، لتجسّد رؤيته الفريدة التي جعلت من اللون لغةً للروح وليس للمادة، وتعيد إلى الواجهة أحد الأساليب الفنية الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين.

تنتمي هذه اللوحة إلى مرحلة نضج إيف كلاين الفني، وهي من الأعمال التي تعكس تطور رؤيته الجمالية في التعامل مع اللون والفضاء. منذ عام 2005، خُبئت اللوحة ضمن مجموعة خاصة في نيويورك، بعد أن اقتُنيت من صالة بايس Pace الفنية، إحدى أبرز المؤسسات التي عرضت أعماله في تلك الفترة. وقبل أن تستقر في تلك المجموعة، كانت اللوحة جزءًا من مقتنيات السويسري جورج مارسي، أحد جامعي الفن الذين عرفوا كيف يلتقطون جوهر الحداثة البصرية. وقد أُعيرت لاحقًا إلى متحف المتروبوليتان للفنون بين عامي 2005 و2008، وعُرضت في سياق يليق بمكانتها الفنية، قبل أن تغيب عن الأنظار لسنوات طويلة.

لوحة «الأزرق الخالص» لإيف كلاين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في مزاد كريستيز باريس

Christie’s

اليوم، تعود اللوحة إلى الضوء، محمّلة بتاريخ من الانتقالات بين أيدي المقتنين والمؤسسات، ويُعتقد أنها جاءت من مجموعة جورج ديفيد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة United Technologies، وهي شركة لطالما ارتبط اسمها بدعم الفنون في نيويورك، لا سيما من خلال مساهماتها في معارض بارزة مثل تلك التي خُصصت لـأعمال فان غوخ وجاسبر جونز في المتروبوليتان.

لوحة «الأزرق الخالص» لإيف كلاين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في مزاد كريستيز باريس

Christie’s

العمل الذي يفيض حضوره بعمق اللون الأزرق الشهير، يُعد الأكبر حجمًا ضمن الأسلوب الفريد الذي ابتكره إيف كلاين في مطلع الستينيات، حين حوّل اللون إلى كيان بصري قائم بذاته. ولم يكن عنوان اللوحة مجرد إشارة جغرافية، بل هو تذكير برحلة استثنائية خاضها الفنان إلى الولايات المتحدة عام 1961، حين عرضها أولاً في ولاية كاليفورنيا، بعد توقف قصير في نيويورك، لتُعرض لاحقًا في صالة ليو كاستيلي، أحد التجار الفنيين الأبرز في تلك الحقبة.

برحيله المبكر عام 1962، ترك كلاين إرثًا مختصرًا لكنه أشعل ثورة جمالية في تصور اللون والفضاء. واليوم، تأتي لوحة كاليفورنيا لتؤكد أن الأزرق الذي ابتكره لم يكن مجرد ظلٍّ بصري، بل تجربة حسية تتجاوز حدود الزمن والفن.