في اكتشاف يعد الأحدث، عثر على لوحة ذاتية للفنان الهولندي فنسنت فان غوخ مخبأة خلف إحدى لوحاته. وبالرغم من أن لوحة "رأس فلاحة" Head of a Peasant Woman، التي رسمها فنسنت فان غوخ قبل 137 عامًا، تعد كنزًا في نفسها، إلا أن خبراء في ترميم الأعمال الفنية من المملكة المتحدة صُدموا لدى اكتشافهم لوحة أخرى مخبأة داخل العمل منذ أكثر من قرن.

كانت اللوحة الذاتية مغطاة بطبقات من الغراء والكرتون لأكثر من قرن، وعثر عليها في الجزء الخلفي من قماش اللوحة الأصلية مخفية بورقة من الورق المقوى، وذلك وفقًا لبيان صحفي صادر عن معرض اسكتلندا الوطني National Galleries of Scotland-NGS.

وقالت ليزلي ستيفنسون، كبيرة قسم ترميم اللوحات في معرض اسكتلندا الوطني: "لقد كان أمرًا مثيرًا للغاية، فبعد استخدام أشعة سينية روتينية ظهرت لوحة أخرى لفان غوخ تحت طبقات من الغراء والكرتون".  ونبهت ستيفنسون إلى أهمية هذا الاكتشاف الذي يمثل إضافة مهمة جدًا لكل ما "نعرفه حقًا عن حياة فان غوخ".

يُظهر الرسم المخفي جلسة رجل ملتح في قبعة ذات حواف ومنديل مربوط بشكل غير محكم عند الحلق. وفيما ينظر الرجل إلى المشاهد، يظل الجانب الأيمن من وجهه في الظل وأذنه اليسرى مرئية بوضوح.

من المعروف أن الفنان الهولندي غالبًا ما قام باستخدام اللوحات القماشية لضيق ذات اليد، ثم كان يقلبها ليقوم بالرسم على الجانب الآخر. وقد اكتشف العديد من هذه اللوحات المخبأة، 5 منها معلقة في متحف فان غوخ بأمستردام وأخرى موجودة في متحف متروبوليتان للفنون ومتحف وادزورث أثينيوم للفنون في كونيتيكت ومتحف كونستميوزيوم دن هاج في لاهاي.

ضُمّت لوحة "رأس فلاحة" إلى مجموعة معرض اسكتلندا الوطني (NGS) عام 1960، وهي جزء من هدية من ألكسندر ميتلاند، المحامي البارز في إدنبرة. تُظهر الصورة امرأة محلية من بلدة نوينين في جنوب هولندا، حيث عاش الفنان من ديسمبر 1883 إلى نوفمبر 1885.

ويُعتقد أن فان غوخ رسم لاحقًا الصورة الذاتية على الجانب الآخر من اللوحة في لحظة حاسمة في حياته المهنية، بعد أن انتقل إلى باريس وتعرض لأعمال الانطباعيين الفرنسيين.

من المقرر أن يقوم الفريق المسؤول عن أعمال الصيانة بترميم اللوحة ليعيدوا لها رونقها عبر إزالة الصمغ والكرتون بشكل دقيق. والجدير بالذكر أنه من المقرر عرض الصورة في معرض سيقام في الفترة من 30 يوليو إلى 13 نوفمبر بعنوان "مذاق الانطباعية" في الأكاديمية الملكية الاسكتلندية.