تراوح القيمة التقديرية للوحة Portrait of a Man as the God Mars، والتي من المقرر طرحها في مزاد لدار سوذبيز نيويورك في شهر مايو المقبل، ما بين 20 مليون إلى 30 مليون دولار، وهي واحدة من أغلى لوحات روبنز التي بيعت في مزاد علني.
تصور اللوحة، التي رسمها بيتر بول روبنز في عام 1620 شخصًا يرتدي درعًا، ويعتمر خوذة كاملة تعلوها ريشة بيضاء، فيما يمتشق رمحًا في يده ويوجّه ناظريه إليك مباشرة.
تبدو مهارة الرسام الفلمنكي بادية في خفة استخدامه للفرشاة وهو يصنع تفاصيل هذه اللوحة الزيتية. وبما أن أعماله تعد مثالًا صارخًا على المدرسة الباروكية، فقد عمد إلى ابتكار لوحته على خلفية سوداء تمامًا في ما خلا هالة ضوء خافتة.
لا غرابة في أن تكون لوحة بهذه السمات من نتاج أعمال الرسام سليل المدرسة الباروكية. فقد كان مفتونًا بالعصور الكلاسيكية القديمة، وبالتحديد بعد سفره من أنتويرب إلى إيطاليا عام 1600؛ إذ انعكس تأثره بهذه العوالم القديمة على مختلف أعماله اللاحقة.
وصل هوس روبنز (1577 - 1640) إلى درجة أنه غالبًا ما كان يطلب من مساعديه قراءة النصوص الكلاسيكية له في أثناء قيامه بالرسم، ولم يكن يتردد لحظة في شراء أي قطعة أثرية من العالم الروماني القديم. بل إن الخوذة المصورة في اللوحة هي إحدى مقتنياته الشخصية أصلاً.
يظهر جليًا في لوحة Portrait of a Man as the God Mars قدرة روبنز على المزج بين معرفته العميقة بالأدب والفن الكلاسيكيين مع دقة الفن الفلمنكي والاحترام العميق لتيتيان وعصر النهضة الإيطالي؛ إذ أعاد ابتكار مشهد الرسم الفلمنكي في القرن السابع عشر بشكل أساسي.
ظلت هذه اللوحة مملوكة لعائلة روتشيلد لما يقرب من قرن من الزمان، ثم امتلكها الأمريكي صموئيل هنري كريس في حدود عام 1929، واستحوذت عليها بعد ذلك في عام 2002 مجموعة Fisch Davidson، التي باعت أخيرًا 10 لوحات منتمية إلى المدرسة الباروكية بحوالي 49.6 مليون دولار. وقد أمضت اللوحة سنوات معروضة في متحف الفن الحديث، وها هي جد طريقها إلى مزاد سوذبيز قريبًا.