بعيدًا عن أضواء الحلبات وضجيج محركات الفورمولا 1، يمر لويس هاميلتون بمرحلة تحوّل شخصية لا تقل درامية عن سباق محتدم. أسطورة الفورمولا 1، والحائز سبعة ألقاب عالمية، لم يكتف هذا الموسم بتحدياته مع سيارة فيراري SF26 التي لم تمنحه أفضل أعوام مسيرته، بل قرر أيضًا قلب صفحة كاملة من حياته الخاصة، بعد أن باع كامل مجموعة سياراته فائقة الأداء لتمويل شغف مختلف تمامًا: عالم الفن.

هذا القرار يبدو لافتًا أكثر حين نتذكر أن هاميلتون واحد من أكثر السائقين الذين ارتبطت صورهم بالسيارات فائقة الأداء خارج الحلبة. ومع ذلك، فإن العلاقة بينه وبين السيارات المدنية الحديثة لم تكن في أفضل حالاتها منذ فترة، إذ سبق أن تخلص من سيارته Pagani Zonda 760 LH بعدما وصفها بأنها سيئة القيادة، وأعلن في أكثر من مناسبة أنه لم يعد يجد نفسه في السيارات الحديثة التي يراها متشابهة إلى حد كبير، مؤكّدًا أن ما يثير اهتمامه اليوم هو السيارات الكلاسيكية ذات الشخصية الواضحة والتاريخ المتمايز. وقبل جائزة أذربيجان الكبرى، كشف السائق البريطاني أنه باع مجموعته كاملة، التي قدّرت قيمتها بين 13 مليون دولار و15 مليون دولار أمريكي، لتحويل هذا المال إلى مسار مختلف تمامًا.

لويس هاميلتون يبيع مجموعة سياراته فائقة الأداء لتمويل شغفه الجديد بعالم الفن

Ferrari

فكرة أن مرآب لويس هاميلتون بات شبه خالٍ اليوم لا تبدو صادمة، إذ استعاد المتابعون تصريحًا أطلقه عام 2020 قال فيه إنه لم يعد يقود أيًا من السيارات التي يملكها، ما يعني أن تلك المجموعة الفاخرة لم تكن أكثر من قطع جامدة تغطيها طبقات الغبار لسنوات. ومع ذلك، ضمت القائمة أسماء ثقيلة في عالم السيارات فائقة الأداء، مثل Mercedes‑AMG Project One وFerrari LaFerrari Aperta وFord Mustang Shelby GT500 وShelby Cobra 427، وكلها خرجت تباعًا من حياته لتفسح المجال لشغف يراه الآن أكثر قربًا من قناعاته.

لويس هاميلتون يبيع مجموعة سياراته فائقة الأداء لتمويل شغفه الجديد بعالم الفن

Pexels

الاتجاه الجديد الذي اختاره هاميلتون ليس استثمارًا تقليديًا بقدر ما هو مشروع هوية شخصية؛ فالسائق الذي اعتاد اللعب على حدود الفيزياء بسرعات تتجاوز المنطق، بات يفضّل التعمق في لوحات وأعمال فنية تعكس قصصًا وتجارب بشرية. منذ عام 2020 بدأ في بناء محفظة فنية أوقفت أي مشتريات جديدة من السيارات، موضحًا في تصريحات سابقة أنه ينجذب بشكل خاص إلى الفنانين السود القادمين من إفريقيا ومناطق أخرى مهمشة، وأن متعته تكمن في اكتشاف أسماء جديدة ومنحها مساحة في مجموعته.