في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتحديات الأسواق الرئيسة مثل الولايات المتحدة والصين، شهدت مجموعة أرماني تراجعًا في إيراداتها إلى 2.3 مليار يورو خلال العام المالي 2024، بانخفاض نسبته 5% مقارنة بالعام السابق.
كما انخفضت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين بنسبة 24% لتصل إلى 398 مليون يورو. رغم هذه النتائج، أظهرت المجموعة قدرة كبيرة على التكيف من خلال مضاعفة استثماراتها إلى 332 مليون يورو، مع تركيز على تجديد المتاجر وتعزيز إدارة التجارة الإلكترونية داخليًا، في خطوة تعكس تمسكها برؤية طويلة الأمد ترتكز على الابتكار والاستدامة ومواكبة استراتيجيات كبرى دور الأزياء الفاخرة.
وتأتي هذه النتائج على خلفية عرض مجموعة أرماني في أسبوع الموضة في ميلانو، الذي غاب عنه جورجيو أرماني للمرة الأولى منذ عام 1975، بسبب فترة تعافيه في المنزل إثر وعكة صحية.
وفي بيان رسمي، أكد جورجيو أرماني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، أن المجموعة، رغم تباطؤ الأسواق وتحديات السياق الدولي، استمرت في الاستثمار في مشاريع استراتيجية ذات أولوية، مع التركيز على الاستدامة والابتكار بوصفهما ركيزتين أساسيتين لضمان استمرارية الريادة. وأضاف: "النجاح المستدام ينبع من الثبات والصبر، وليس من التسرع في تحقيق الأرباح، ونفخر بالحفاظ على استقلاليتنا وسط بيئة عالمية تتسم بالتحديات المتزايدة".
Courtesy of Giorgio Armani
توزيع الإيرادات وسياسة التسعير
على صعيد التوزيع الجغرافي، استمرت أوروبا في تحقيق الحصة الكبرى من إيرادات مجموعة أرماني، إذ استحوذت على 49% من إجمالي المبيعات، ما يؤكد أهمية السوق الأوروبية في دعم أداء العلامة.
في المقابل، شكلت الأمريكتين نسبة 22% من الإيرادات مع ثبات نسبي مقارنة بالفترة السابقة. أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد شهدت تراجعًا ملحوظًا إلى نحو 19% من الإيرادات، وهو ما يعكس تباطؤًا في السوق الصيني وتأثيره على أداء المجموعة في تلك المنطقة الحيوية، إذ تواجه تحديات تتعلق بالتقلبات الاقتصادية والقيود التنظيمية.
وفي إطار مواجهة هذه التحديات، أكد جوزيبي مارسوتشي، المدير العام المساعد ورئيس القسم التجاري، أن المجموعة تبنت سياسة تسعير معتدلة مع التركيز على الجودة وتقديم تجربة فريدة للزبائن، بموازة الحفاظ على استقرار عدد المتاجر، معتبرًا أن هذا التوازن الاستراتيجي سيساعد المجموعة في دعم أدائها عند عودة النمو إلى الأسواق.