لطالما استلهمت دار شوميه من عجائب الطبيعة جواهر راقية تفيض بالشاعرية والأناقة، وذلك منذ القِطع الأولى التي ابتكرها المؤسس ماري إتيان نيتو، الذي دَرج على توقيع رسائله بعبارة "صائغ الطبيعة". قد يُقال إن استخدامه لذلك التوقيع كان فيه نوع من المبالغة، ولكنه كان فاتحة العلاقة الوثيقة التي أقامتها شوميه مع عناصر الطبيعة، وهي العلاقة التي ازدادت ترسخًا في مجموعة الجواهر Le Jardin de Chaumet التي كشفت عنها الدار أخيرًا.

من خلال أربعة فصول متعاقبة، تستنهض قِطع هذه المجموعة الذكريات، إذ تدعو عاشقات الأناقة الفاخرة إلى التجول بين الشجيرات الكثيفة، والمشي بمحاذاة الأزهار المتفتحة، والانطلاق إلى الحقول الشاسعة، فضلاً عن استكشاف باقات الورود المنحدرة من مختلف ربوع العالم.

لامتلاك ناصية هذا التعبير شديد التعقيد، كان على علامة شوميه إذكاء جذوة الإبداع إلى أقصى الحدود. وهذا ما يظهر بجلاء في القطع الثماني والستين التي تؤلف المجموعة، والتي تتألق كلها بـأحجار نفيسة انتظمت في تصاميم مبتكرة تشهد على براعة حرفيي الدار وقدرتهم على سرد قصة الطبيعة بتنويع الأحجام والأشكال والاستخدام.

قطع تحاكي كثافة الغابات

تنطلق رحلة دار شوميه في عالم الطبيعة من الشجيرات الكثيفة التي تعمر الغابات، حيث تنمو نباتات مثل الهدال والسرخس بجانب الأشجار العظيمة والباسقة. وباستدعاء رمزية هذه النباتات ودمجها مع المنظور المتفرد الذي تُعززه الدار في كل فرصة، تَولدت ثلاثة أطقم يتمايز الواحد منها عن الآخر بعناصر مختلفة.

عقد Gui/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

أول هذه الأطقم هو طقم Gui، الذي يُجسد بدقة كبيرة الرمزية الكامنة في نبات الهدال، والذي يتألف من سبع قطع، أبرزها العقد المصمم على هيئة أشرطة متمايلة مرصعة بألماسٍ بالقطع البراق. وقد توزعت في مقدمة هذه الأشرطة حبيباتٌ من اللؤلؤ المتنوع الأحجام، ما عزز التناغم بين الوريقات المتألقة بضياء الألماس ثماني الأوجه. 

زيادة على ذلك، يستنير العقد المشغول من البلاتين والذهب الأبيض ببريق زمردة كولومبية خضراء بقطع الوسادة تبلغ زنتها 21.59 قيراط. ويمتد استخدام هذا الحجر الثمين إلى الخاتم القابل للتحويل، والسوار الذي يحمل زمردة بقطع كابوشون تساوي زنتها 10.53 قيراط، وكذلك إلى الأقراط المتدلية والمشبك.

أقراط Écorce/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

بعد نبات الهدال، جاء الدور على لحاء الأشجار، الذي استطاع حرفيو شوميه تصويره في طقم Écorce المؤلف من أربع قطع. وقد تفنن هؤلاء الحرفيون خصوصًا في تصميم العقد المشغول من الذهب الأبيض والوردي، إذ ارتسم على هيئة أخاديد مرصعة بالياقوت الأزرق وياقوت أومبا والتسافوريت والسبيسارتيت والألماس، فضلاً عن حجر أوبال أسترالي أسود تساوي زنته 50.61 قيراط.

تجد تلك اللوحة اللونية البديعة مثيلاً لها أيضًا في الأقراط الزاهية بالأزرق والأخضر والأحمر، الأمر الذي يُعزز وهجها وطابعها الشاعري المثير. ويسري الأمر نفسه على الخاتم الذي يتألق بحجر أوبال أسود بزنة 10.13 قيراط.

صورة من حصاد الحقول

بعد الفراغ من التجوال في الغابات، يَحل فصل الحقول الممتدة التي تتدثر بقمح ذهبي تلفحه الشمس طيلة النهار وعرائش كرمة تنتظر القطف.

كانت بداية هذا الفصل المشرق مع طقم Blé الذي تستلهم قطعه الخمس رمزًا لطالما استحضرته شوميه في ابتكاراتها على مدار القرن الحادي والعشرين. ويتمثل هذا الرمز في سنابل القمح التي رافقت الدار منذ التيجان التي استهوت الإمبراطورة جوزفين والسنابل المرصعة بالألماس التي عشقتها الإمبراطورة ماري لويز.

في مجموعة Le Jardin de Chaumet، يتخذ هذا الرمز هيئة مشبعة بالنور كان القصد منها تمثيل لحظة نضج القمح وتفجر الحقول باللون الذهبي تحت أشعة الشمس. 

أبرز قطعةٍ في طقم Blé هي العقد المشغول من البلاتين والذهب الأصفر، والذي ينتظم على هيكله الشبيه بحرف V حصاد السنابل الناضجة المرصعة بالألماس، وتتدلّى من طرفه ألماسة بالغة النقاء بقطع الزمرد تبلغ زنتها 10.25 قيراط.

بالإضافة إلى ذلك، يقترن العقد بقطعة قابلة للارتداء على هيئة عصابة للجبين، في تصميم يُضفي على من ترتديها هالةً من الأناقة الفاخرة ويُعزز في الوقت نفسه الإطلالة العصرية التي أسبغتها الدار على مختلف القطع. 

على أن هاتين القطعتين تَكتملان بأقراط فاخرة ترتفع على الأذنين وتتباهى بألماسٍ تُساوي زنته الإجمالية 2.52 قيراط، فضلاً عن خاتمٍ يحتضن ألماسة بقطع آشيرْ بزنة 5.05 قيراط.

عقد Blé/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

واصلت شوميه كذلك استحضار مشهد الحقول في طقم Feuille de Vigne، الذي ازدانت قطعه الأربع بالياقوت الموزمبيقي والإسبنيل الأسود والرمادي والألماس المختلف القطع. وقد أسبغ حرفيو الدار على هذه القطع أناقة عصرية باذخة عن طريق تشكيلها على هيئة أوراق وأغصان شديدة الواقعية.

خير مثال على هذا الأسلوب التصميمي الخاتمُ غير المتناسق الذي يستنير بوميض الذهب الأبيض والياقوت الموزمبيقي الأحمر والساعة التي يحتجب ميناؤها المرصوص بالألماس تحت ورقة كرمة بارعة التركيب.

ساعة Feuille de Vigne/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

عبير الأزهار المتفتحة

ينسدل الستار على مشهد الحقول المدهش في مجموعة Le Jardin de Chaumet، ثم يرتفع مرة أخرى كاشفًا مرأى الأزهار: بنفسج الثالوث، والتوليب، والسوسن، واللوف.

خواتم Pensée/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

في خمسينيات القرن التاسع عشر، ابتكر المصمم جان باتيست فوسان تاجًا يزدان بزهور بنفسج الثالوث، وقد حرص على تجسيدها بواقعية شديدة لإبراز مقدرة شوميه على استنطاق عوالم الطبيعة. وقد استعادت العلامة هذا التصميم وقدمته في صورة عصرية وشاعرية من خلال طقم Pensée الذي يتألق بالألماس والياقوت الأزرق والوردي وياقوت ﺑﺎﺩﺑﺎﺭﺍﺩﺷﺎ.

لالتقاط ملامح هذه الزهرة المتفتحة، استخدم الحرفيون تقنية ترصيع دقيقة تتطلب رصف الأحجار النفيسة على تشعبات الذهب الأبيض الرفيعة، وكانت النتيجة بتلات مرنة تشبه طبقات الحرير. وقد فاضت الزهرة بالألوان خصوصًا في الخواتم التي يتناغم فيها الألماس الأصفر  مع حبيبات الياقوت المتنوعة.

قلادة Iris / مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

بعد التقاط تموجات بنفسج الثالوث، سارت شوميه في درب أزهار السوسن الرقيقة التي صوّرتها في طقم Iris بوساطة أربع قطع في غاية الإتقان.

تتمايز القلادة القابلة للتحويل بحجر إسبنيل وردي بقطع الوسادة، تُساوي زنته 24.26 قيراط. وقد أبان الحرفيون عن براعة شديدة في تشكيل هذه القطعة، إذ وصلوا الجزء المرصع بالإسبنيل الوردي وياقوت ﺑﺎﺩﺑﺎﺭﺍﺩﺷﺎ بالشريط الألماسي الذي يلتف حول العنق في انسيابية تضاهي مرونة أبرع الراقصين.

وإلى جانب هذا، تجلت دقة تصوير رهافة السوسن في الساعة والخاتم غير المتماثل وكذلك في الأقراط، إذ استطاعت كلها أن تحاكي ملمس الزهرة وشكلها.

باقات زهرية من مختلف أنحاء العالم

يتناول الفصل الأخير من مجموعة Le Jardin de Chaumet باقات مختارة من شتى الأنحاء، وفي اختيار شوميه استكشاف هذه الأقاليم غير المطروقة شهادةٌ على التزام الدار بتغذية حسها الإبداعي، مهما كان مورده.

تحضر زهرة العِشقيّة في هذا الفصل من خلال طقم Agapanthe المكوّن من خمس قطع تُصور بإتقان هذه النبتة الإفريقية البديعة.

يزدان عقد Agapanthe المشغول من الذهب الأبيض بحجر من ياقوت سيلان بقطع بيضاوي تساوي زنته 21.26 قيراط، وقد استشرى بريقه على القطعة لحد أنه غطى على ضياء الأشرطة المتناوبة المرصعة بالألماس والياقوت.

يقترن هذا العقد أيضًا بخاتمين يمكن ارتداؤهما معًا أو على نحو منفصل، وخاتم ثالث يغطي مُجمل الإصبع ويزهو بياقوتة زرقاء بقطع الزمرد تُقارب زنتها 9.35 قيراط، بالإضافة إلى زوج من الأقراط تتباهى هي الأخرى بأحجار ياقوت تزيد زنتها على 5 قراريط.

عقد Agapanthe/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

لاختتام فيلم الطبيعة الذي أخرجته شوميه في مجموعة Le Jardin de Chaumet، اختارت العلامة زهور الأقحوان التي تُوحد بين ثقافات كوريا واليابان وإيران. 

تنبعث ألوان الأقحوان من قلادة Chrysanthème على هيئة بتلات لولبية تطفح بالعقيق الوردي، وقد استخدم الحرفيون الألماس لتسليط الضوء على أطراف الزهرة، كما استخدموا ياقوت سيلان الأزرق على أحد الصفوف لاستحداث مشهد يذكر بليالي الصيف الناضحة بالزرقة.

قلادة Chrysanthème/ مجموعة الجواهر الراقية Le Jardin de Chaumet

Chaumet

تظهر هذه البتلات البديعة أيضًا على خاتمين يزهو أحدهما بياقوتة زرقاء بزنة 12.17 قيراط، في حين يُشرق الآخر بضياء ياقوتة صفراء ذهبية تتجاوز زنتها 15 قيراطًا. ويتكرر هذا التباين اللوني المبهر في الأقراط المتدلية وفي الساعة ذات الميناء المحجوب.