هذه التجربة لم تكن الأولى من نوعها، بل جاءت امتدادًا لمبادرة سابقة خلال سباق الجائزة الكبرى البريطاني في سيلفرستون، حين استخدم الفريق ثلاث شاحنات كهربائية من الطراز نفسه. 

وقد شكّلت تلك التجربة خطوة تمهيدية عززت ثقة مرسيدس في قدرة التكنولوجيا الكهربائية على تلبية المتطلبات اللوجستية الصارمة لعالم الفورمولا 1، من دون المساس بمعايير الدقة والانضباط التي تميز الفريق.

ومن الميدان اللوجستي إلى الجانب التقني، وسّع الفريق نطاق التزامه بالاستدامة ليشمل تطوير مكوّنات سياراته نفسها. ففي سباق الجائزة الكبرى في أذربيجان، كشفت علامة مرسيدس عن استخدام مادة مركبة جديدة مصنوعة من ألياف الكربون الحيوية في تصنيع دروع عجلات المكابح الخلفية. 

هذه المادة، التي طُوّرت بالتعاون مع شركة سيينسكو Syensqo، تحتوي على راتنج يضم 30% من مكونات حيوية، ما يجعلها خيارًا أكثر صداقة للبيئة من دون التأثير على الأداء.

يعكس هذا التوجه رؤية الفريق في دمج الابتكار المستدام في صميم الأداء الهندسي، إذ تقول أليس آشبِيتِل، رئيسة قسم الاستدامة في الفريق: "نحن فريق تحركه رغبة حقيقية في تشكيل مستقبل أفضل، إذ يتكامل الأداء مع الهدف في رحلتنا لنصبح أحد الفرق الرياضية الأكثر احترافًا واستدامة على مستوى العالم. 

التزامنا بالاستدامة لا يقتصر على مضمار السباق، بل يشمل أيضًا طريقة تنقلنا، واستخدام شاحنات 600 يمثل خطوة مهمة في مسارنا نحو خفض الانبعاثات".