وفي السياق نفسه، حقق البورتريه المزدوج الأول لديفيد هوكني بعنوان Christopher Isherwood and Don Bachardy (كريستوفر إيشروود ودون باكاردي) مبلغًا لافتًا وصل إلى 44.33  مليون دولار، مؤكدًا مكانة هوكني بوصفه أحد أعمدة الفن البريطاني المعاصر، وأيضًا الطلب المتزايد على أعماله التي تمزج بين البورتريه والبعد السردي.

وإذا كانت أعمال مونيه وهوكني قد تصدرت نتائج أمسية القرن العشرين، فإن الرقم الأبرز في الليلة بأكملها جاء من لوحة مارك روثكو No. 31 Yellow Stripe (الرقم 31 - الشريط الأصفر)، وهي آخر قطعة من مجموعة روس فايس، وقد بيعت مقابل 62.16 مليون دولار لمزايد عبر الهاتف بعد منافسة استمرت نحو أربع دقائق. هذه الصفقة لم تقتصر على كونها الأعلى في المزاد، بل مثّلت أيضاً أكبر مبلغ يُسجَّل لمزايدة عبر الإنترنت في مزاد مباشر لدى كريستيز، ما يعكس التحول المتزايد نحو القنوات الرقمية حتى في سوق الأعمال الفنية عالية القيمة.

إلى جانب ذلك، شهدت الأمسية تسجيل بضعة أرقام قياسية لعدد من الفنانين؛ من أبرزها منحوتة Acrobats (بهلوانيون) لألكسندر كالدر التي بيعت مقابل 8 ملايين دولار، لتحقق بذلك أعلى سعر لأعماله السلكية، وهو إنجاز يبرز الاهتمام المتنامي بالنحت الحركي.

كما حققت لوحة جون سينغر سارجنت بعنوان Gondoliers' Siesta (قيلولة الغوندولييرز) مبلغ 7.39 مليون دولار، لتسجل أعلى سعر لعمل على الورق للفنان، مؤكدة استمرار الطلب على أعماله التي تجمع بين الدقة الأكاديمية والحس الانطباعي. 

هذه النتائج تعكس تنوع الاهتمام بين المدارس الفنية المختلفة، من التعبيرية التجريدية إلى الانطباعية، وتؤكد ديناميكية السوق في المزادات العالمية.