سلّط المزاد الافتراضي الذي نظمته شركة شتراوس أند كو Strauss & Co، أخيرًا، الضوء على طائفة واسعة من أعمال فنانات من جنوب إفريقيا. وازدان المزاد الافتراضي، الذي اشتمل على لوحات وجواهر وقطع أثاث فاخرة، بأعمال فنانات معاصرات مثل روث إيفرارد-هادين، وماجي لاوبسر، وفريدا لوك، وإيرما ستيرن، ومود سمنر.
كما حفل المزاد بمجموعة واسعة من أعمال فنانات مؤثرات على الصعيد الفني العالمي مثل ديبورا بيل، ومارلين دوماس، وفيفيان كورلاند، وإستير مالانجو، وديان فيكتور، بالإضافة إلى فرجينيا شيوتا، وسيثيمبيل مسيزان، وثانيا بيترسن، وروبي سويني.
أما عن التشكيلة الفنية التي قُدمت في هذا الحدث الفني، فقد اشتملت على لوحة مائية للفنانة الفرنسية ماري لورينسين، التي اشتهرت بتصويرها الدقيق للفتيات الصغيرات.
MutualArt
كانت اللوحة الافتتاحية في هذا المزاد لوحة Cape Dutch House with Trees للفنانة ماجي لاوبسر، والتي يقدر ثمنها بين 10,115 إلى 13,487 دولار أمريكي، وقد رسمتها الفنانة خلال عام 1924 عقب عودتها من ألمانيا إلى جنوب إفريقيا.
يؤكد كتاب المزاد المكون من 111 قطعة على المساهمات القوية التي قدمتها الفنانات في قانون جنوب إفريقيا بين عامي 1924 و2019. ويقول جان لو كلوس ثيرون، رئيس قسم البيع بشركة Strauss & Co: "في بلد يتمتع بتقاليد قوية في السفر وتصوير المناظر الطبيعية، أكدت النساء أيضًا حقهن في التنقل بحرية من أجل العمل وممارسة الفن".
وأضاف ثيرون: "ينصب تركيزنا على الفنانات الجنوب إفريقيات اللائي استكشفن شرق إفريقيا، وثمة عملان مهمان لفريدا لوك وإيرما ستيرن، وكلاهما جرى إنتاجه في زنجبار. ومن بين الأعمال المعاصرة، ثمة صورتان ذاتيتان لكل من ثانيا بيترسون وسيثيمبيل مسيزان، تضيئان بشكل مبتكر على القضايا الاجتماعية المعاصرة".
MutualArt
ترجع لوحة "أطفال يقرؤون القرآن" لإيرما شتيرن، إلى عام 1939، وهي نتاج زيارتين احترافيتين قامت بهما الفنانة إلى زنجبار في المحيط الهندي، ويقدر ثمنها بين 561,990 إلى 618,189 دولار. أما لوحة "Hashimi" للفنانة فريدا لوك، فهي دراسة صنعتها عام 1947 لمرفأ شراعي، خلال إقامتها في زنجبار والتي امتدت إلى 18 شهرًا. وتُقدم لوحات إيرما شتيرن وفريدا لوك في أطرها الخشبية الأصلية المصنوعة في الأساس من أطر أبواب زنجبار.
فضلاً عن ذلك، تشتمل الأعمال التاريخية البارزة في هذا المزاد الافتراضي على لوحة "طائر مع الطماطم"، للفنانة ماجي لاوبسر، والتي يُقدر ثمنها بين 22,479 إلى 33,719 دولار أمريكي. وهي تعبير واضح عن انشغالات الفنانة خلال حقبة بعينها.
MutualArt
وثمة لوحة "الحياة الساكنة الوفيرة مع الزهور واليقطين"، والتي تقدر بحوالي 280,995 إلى 337,195 دولارا أمريكيا، وهي من أروع الأعمال الفنية لإيرما شتيرن. أما "رقصة سالومي"، فهي لوحة أخرى مشاركة في المزاد للفنانة ديبورا بيل، بدأتها عام 1986 خلال إقامتها في مركز الفنون في بارس، ويقدر ثمنها بحوالي 16,859 إلى 22,479 ألف دولار أمريكي.
يشكل عمل مود سومنر المسمى "3Rue Campagne Première" إحدى قطعتين لهذه الفنانة من مجموعة ستيلينبيرج، والتي أخذت اسمها من منزل كبير تأسس في أواخر القرن السابع عشر في ما يعرف اليوم باسم كينيلورث العليا. أما عملها الآخر فهو "Trees, De Vaal Drive"، وهو لوحة تغلب عليها الألوان المائية، وتقدر قيمتها بحوالي 5,057 إلى 6,743 ألف دولار.
وقد تولى مزاد Strauss & Co أيضًا عرض أعمال مجموعة Naspers، بما في ذلك لوحة Malay Quarters للفنانة إيرما شتيرن، والتي تبلغ قيمتها التقديرية الأولية 44,959 دولار، وهي إحدى اللوحات الفنية التي تعود للعصر الذهبي لإبداعات الفنانة خلال أربعينيات القرن الماضي. ففي عام 1944، أُعلن حي الملايو حيًا فقيرًا وصادرت حكومة المدينة العديد من المنازل، ما ألهم حركة فنية قوية وقتذاك.
من جانب آخر، استجابت الفنانة ديان فيكتور، هي الأخرى، بشكل متكرر ومباشر للأحداث الاجتماعية المختلفة وقدمت، على سبيل المثال، في عام 1992 ثلاثة أعمال هي: Nastagio, Degli Onesti, and the Difficult Decision والتي هي سردية تستكشف سوء معاملة النساء، وهي مشكلة مستمرة في جنوب إفريقيا.
واستنادًا إلى أحداث عام 2015 والاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت مؤسسات التعليم العالي في هذه البلاد، استخدمت الفنانة ثانيا بيترسون في لوحتها المسماة Queen Colonaaiers and her Weapons of Mass Destruction 1 الفكاهة للتعبير عن وجهة نظرها.
