في 11 أكتوبر من العام الجاري، تعود مدينة فيتسلار الألمانية، حيث وُلدت علامة لايكا Leica، لتتصدّر المشهد العالمي لعشّاق التصوير، مع تنظيم دار مزادات كاميرات فيتسلار Wetzlar Camera Auctions مزادًا استثنائيًا تُعرض فيه واحدة من الكاميرات الكلاسيكية الأشد ندرة: لايكا MP الأصلية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة عقود.
ورغم تصنيفها بأنها مستخدمة بكثافة، إلا أن قيمتها تصل إلى 500 ألف دولار أمريكي بسبب ندرتها وقصتها الفريدة.
قطعة ذهبية من تراث لايكا
تنتمي الكاميرا المعروضة إلى الجيل الذهبي من سلسلة لايكا إم، الذي صُمّم خصوصًا ليلبي متطلبات المصورين المحترفين. وما يجعل هذه الآلة أكثر تفرّدًا هو أن نسخة الطلاء الأسود أُنتجت في 140 نموذجًا فقط، لتغدو حلمًا صعب المنال لهواة الجمع.
وتكتمل الآلة بعدسة Summilux 50 mm f/1.4 السوداء وملحق Leicavit MP، وكلاهما ما زال محتفظًا بحالته الأصلية من دون أي تعديل، في انسجام يبرز أصالة الطراز وقيمته التاريخية.
غير أن الندرة وحدها لا تكفي لوصف مكانتها؛ فالقيمة الحقيقية تكمن في رحلتها الممتدة منذ عام 1957، حين سُلّمت لأول مرة في نيويورك، قبل أن تنتقل بين الأجيال وجامعي الكاميرات لعقود طويلة.
واليوم، تعود هذه القطعة إلى فيتسلار، المدينة التي شهدت ميلاد لايكا وتحولها إلى أيقونة عالم التصوير، وكأنها تعود إلى موطنها الطبيعي بعد سبعة عقود من الترحال.
Wetzlar Auction
كاميرا Voigtländer.. حضور استثنائي
وسط المعروضات النادرة في مزاد فيتسلار المقبل، يسطع حضور قطعة استثنائية تُعد بمثابة حجر الأساس في تاريخ التصوير: كاميرا فويتلاندر ميتال داجيروتايب Voigtländer Metal Daguerreotype، التي ظهرت عام 1840، أي بعد عام واحد فقط من إعلان لويس داجير اكتشافه للتصوير الفوتوغرافي، لتتحوّل إلى نقطة تحوّل مفصلية أعادت تعريف مفهوم العدسات والكاميرات في القرن التاسع عشر.
ويُقدَّر أن يراوح سعر هذه القطعة النادرة ما بين 220 ألف و330 ألف دولار أمريكي تقريبًا، في انعكاس لقيمتها التاريخية وندرتها الفائقة.
Wetzlar Auction
جاء هذا الابتكار ثمرة تعاون لافت بين بيتر فيلهلم فريدريش فويتلاندر والرياضي المجري جوزيف ماكسيميليان بيتسفال، ليقدّم الثنائي أول عدسة فوتوغرافية في التاريخ محسوبة بالأسس العلمية، ومنها انطلقت أول كاميرا معدنية بالكامل، لتفتح الباب أمام عهد جديد من الابتكار البصري والتقني.
وما يزيد هذه القطعة قيمة هو ندرتها القصوى؛ إذ لا يُعرف اليوم سوى ما بين عشر إلى خمس عشرة نسخة حول العالم، معظمها حُفظ في المتاحف الكبرى. لذا فإن ظهورها في هذا المزاد ليس حدثًا عاديًا، بل فرصة نادرة لهواة الجمع لاكتشاف الجوهرة الأولى التي وضعت التصوير على خارطة التاريخ.