في مشهد أعاد تسليط الضوء على واحدة من أجرأ التجارب الهندسية، شهد مزاد ميكوم Mecum في 20 سبتمبر الماضي بيع سيارة Sea Lion Amphibious Prototype البرمائية مقابل 55 ألف دولار أمريكي. وبذلك، غادرت هذه المركبة الفريدة رفوف العرض المتحفي لتدخل فصلاً جديدًا قد يعيد إحياء حلم وُلد قبل أكثر من عقد.

القصة بدأت عام 2012، حين انطلق المهندس الأمريكي مارك ويت في مغامرة هندسية غير مسبوقة، واضعًا نصب عينيه هدفًا طموحًا: تصميم سيارة برمائية قادرة على اجتياز اليابسة والماء بكفاءة وسرعة. وبعد ست سنوات من العمل المتواصل، نجح في إتاحة نموذج أولي يجمع بين الأداء الفذ والتقنيات المتقدمة، ليُحدث بذلك نقلة نوعية في عالم المركبات متعددة الوسائط.

اعتمد ويت في بناء السيارة على محرك دوّار من علامة مازدا Mazda بسعة 1.3 لتر، ينتج قوة 175 حصانًا، ما جعلها آنذاك الأسرع نظريًا ضمن فئتها من السيارات البرمائية. لكن الابتكار لم يتوقف عند المحرك، بل امتد ليشمل آليات هندسية متطورة تُظهر براعة التصميم.

مزاد ميكوم يُعيد سيارة Sea Lion البرمائية إلى الواجهة بعد عقد من الغياب

Mecum

عند الانتقال إلى وضع الإبحار، تنسحب العجلات الأمامية إلى داخل الهيكل بوساطة نظام هيدروليكي ذكي، فيما يتولّى ذراع تحكم مستوحى من الطائرات الحربية توجيه السيارة في المياه. 

أما الدفع البحري، فيعتمد على مضخة نفاثة معدلة تمنح المركبة سرعة تصل إلى 45 ميلاً في الساعة على الماء، مقابل 180 ميلاً في الساعة على اليابسة، ما يعكس توازنًا مثاليًا بين الأداء البري والبحري.

لم يكن مشروع مارك ويت مجرد تجربة هندسية، بل رؤية متكاملة لإعادة تعريف مفهوم التنقل. فبفضل الدمج الذكي بين تقنيات السيارات الرياضية وآليات الملاحة البحرية، أصبحت هذه السيارة البرمائية نموذجًا يُحتذى به في مجال الابتكار المستقبلي.

ولأنها النسخة الوحيدة في العالم، فقد حظيت سيارة Sea Lion Amphibious Prototype بمكان دائم في مجموعة لاري كليرمونت، وعُرضت بوصفها سيارة نادرة مهيأة للعرض الطويل أكثر من كونها جاهزة للاستخدام اليومي. واليوم، ومع انتقالها إلى مالك جديد، تتجدد التساؤلات حول مستقبلها: هل ستعود السيارة إلى المياه والطرقات لتُثبت جدارتها من جديد، أم ستظل حبيسة صالات العرض، لتثير خيال عشّاق السيارات الخارقة؟