مشهد طفولي نابض بالحياة

تتميّز هذه المزهرية الزرقاء والبيضاء، التي تحمل توقيعًا بستة أحرف من فترة جياجينغ، ببنيتها المنتفخة المغزلية الشكل، وقد ازدانت بتدرجات لونية كحلية داكنة مائلة إلى البنفسجي باستخدام أكسيد الكوبالت تحت الطلاء الزجاجي، ما منحها عمقًا بصريًا فريدًا.

في وسط الهيكل، يظهر مشهد متصل لحديقة مُدرجة، يلهو فيها ستة عشر طفلاً وسط أشجار الموز والنخيل والصنوبر التي تعلوها سحب ناعمة تتخللها قمم جبلية بعيدة، في توليفة بصرية تُجسّد روح الطفولة في سياق طبيعي شاعري.

عند قاعدة المزهرية، يظهر شريط زخرفي على شكل بتلات زهرة اللوتس، فيما يعلو الكتف المستدير شريط هندسي تتخلله أربعة أشكال بيضاوية تُصوّر رموزًا تُعد من علامات الحظ في الثقافة الصينية، منها سبيكة ذهبية، وقطعة نقدية، وقرون وحيد القرن، وفرع مرجان، وكلها موزعة بتناغم بين الزهور والفواكه.

تفاصيل قياسية تعكس دقة الصناعة

تتوّج الرقبة القصيرة المائلة بحافة مستديرة يحيط بها خطّان دائريان، فيما يغطي المزهرية غطاء مقبّب نادر، يعلوه رأس برعم يزدان برموز نقدية وزخارف نباتية، وتنبثق منه ثماني بتلات لوتس تُشكّل قاعدة الغطاء. 

وقد زُيّن هذا الأخير برشات من الخوخ وفطر اللينغزي، تتخللها سحب زخرفية على الجوانب المستقيمة، في مشهد يوازن بين الرمزية الروحية والزخارف الطبيعية. أما الداخل، فيجمع بين حافة خزفية غير مطلية ومركز داخلي مكسو بالطلاء الأبيض، بما يعكس دقة الصنعة الإمبراطورية.

ويُعزّز هذا التكوين الفريد بأبعاد متناسقة تُبرز فخامة القطعة؛ إذ يبلغ الارتفاع الإجمالي للمزهرية مع الغطاء 47 سنتيمترًا، فيما يصل ارتفاع الهيكل وحده إلى 34 سنتيمترًا، بقطر أقصى يبلغ 39.3 سنتيمتر. 

أما الفوهة، فقُدّر قطرها بنحو 24 سنتيمترًا، مقابل 26 سنتيمترًا لقاعدة المزهرية، في حين يصل قطر الغطاء إلى 27.4 سنتيمتر.

وقد لا يكون بيع هذه القطعة بهذا السعر الباهظ مفاجئًا، إذ إنها تجمع بين تمايز الحرفة الإمبراطورية وروعة الرمزية التي خلّدت فنون أسرة مينغ عبر القرون.