The Capital

تُفتتح الرحلة من قلب نايتسبريدج، حيث تتجلّى ملامح الجرأة الطهوية في مطعم "ذا كابيتال" بقيادة الطاهي توم براون، أحد أبرز وجوه المطبخ البريطاني الحديث. 

هنا، تُقدَّم الأطباق لتُذهل الحواس وتعيد صياغة التوقعات. فقائمة التذوق التي يقدّمها براون في مطعمه الفاخر في نايتسبريدج تكسر النمط التقليدي بجرأة، وتمنح المكونات البسيطة أبعادًا معاصرة: من طبق "شاركوتيري" بلح البحر والبنجر، إلى حساء الحبار المتنكّر في هيئة رافيولي، وصولًا إلى حلوى الشوكولاته بالكافيار والزيتون، تتجلّى عبقرية براون في كل تفصيل.

وفيما يحرص المطعم على تقديم أطباقه وسط أجواء راقية تنضح بالسكينة والرقي، فإن تجربة الطعام في "ذا كابيتال"لا تقتصر على الابتكار فحسب، بل تمتد إلى إحساس بالدهشة المصاحبة لكل طبق. 

بفضل دمج تقنيات الطهو المعاصرة مع فلسفة احترام المكونات الأصلية، يتحوّل كل طبق إلى لوحة مذاقات نابضة بالإبداع والعمق.

 Brasserie108 x Maison Mirabeau Terrace

ومن دفء الأناقة البريطانية ننتقل إلى أجواء الريفييرا الفرنسية المنعشة، إذ تنبسط شرفة 108 Brasserie في ماريليبون محوّلة كل زيارة لهذه المساحة المفتوحة إلى استراحة مترفة. 

يعكس هذا العنوان روح الجنوب الفرنسي بشراكة ذكية مع علامة ميزون ميرابو Maison Mirabeau، تضفي لمسة فرنسية خالصة على التجربة.

في هذه الشرفة المشمسة، يحتفي المطبخ بتجليات البحر في طبق سمك البحر المشوي Sea Bass Croute، ويضيف لمسة مفعمة بالدسم في النيوكي المقلي المحشو بجبن البوراتا Fried Gnocchi with Burrata. 

ومع كل طبق، تتراقص النكهات بانسجامٍ يجعل من الجلسة دعوة مفتوحة لتذوّق اللحظة كما يجب أن تكون: هادئة، مشرقة، ومترفة.

Twenty8 

وبينما تحتفي وجهة 108 Brasserie بأناقة الريفييرا، يأخذنا مطعم Twenty8 الذي يعد من المطاعم الفاخرة في لندن إلى قلب كوفنت غاردن، حيث تتقاطع ملامح العصر الفيكتوري مع أصداء نيويورك الكلاسيكية في توليفة طهوية راقية. 

يُجسّد هذا المطعم تحية حديثة للتقاليد البريطانية، لكنه لا يتردّد في استحضار روح المطابخ العريقة العابرة للقارات.

في قلب هذه التجربة، تتلألأ الأبراج البحرية الذهبية كأعمال نحت صالحة للأكل، تُستقدم طازجة من أعماق البحر وتُقدَّم بتقنيات دقيقة تحافظ على رقتها ونكهتها الأصيلة. 

وعلى الجانب الآخر من المائدة، تُقدَّم شرائح اللحم الجاليكية التي تشتهر بثرائها الدهني ونضجها البطيء، وكأنها امتداد لثقافة الطهو المتأصلة في شمال إسبانيا، ولكن برؤية بريطانية جديدة تتّكئ على الأصالة وتتطلّع نحو الابتكار.

كل ذلك يحدث في محيط معماري أنيق تتناغم فيه الأعمدة الرخامية اللامعة مع الثريات الكريستالية المتدلّية، لتُخلق أجواء تعبق بفخامة الماضي وتكريم الضيافة كفنّ متكامل. 

الألوان الدافئة، والمفروشات المخملية، والإضاءة الموزونة بعناية، تجعل من كل تفصيل داخل المكان عنصرًا في سيمفونية بصرية مترفة.

Estiatorio Milos

ومن قلب لندن تتّجه الرحلة إلى أجواء المتوسط في سانت جيمس، حيث يحتل مطعم إستيوريوم ميلوس موقعه بوصفه عنوانًا يحتفي بنقاء البحر وفن الطهو البسيط المتقن. هنا، تتحدث المكونات عن نفسها من دون مبالغة، وتُعرض المأكولات الطازجة على الثلج كأنها درر بحرية مستخرجة لتوّها من الأعماق، ويعد من أكثر المطاعم الفاخرة في لندن.

الأخطبوط المشوي يُحاكي بساطة الطهو المتقن،  فيما يُطهى سمك البحر الأبيض بعناية تحترم نكهته الأصلية. أما الخضراوات الطازجة، فتُحضّر أمام الضيوف فوق جبن الساجاناكي والعسل البري، ما يضفي على التجربة لمسة حية من التفاعل والاحتفال بالموسمية. 

في هذا العنوان الذي يحتفي بالأصول اليونانية، لا تقتصر التجربة على الطعام فحسب: في كل تفصيل من تفاصيل الخدمة، تنعكس روح الضيافة المتوسطية الأشد تميزًا. من اختيار الأسماك الطازجة بحسب تفضيلات الضيوف، إلى الطهو البسيط المدروس الذي يبرز النكهة بدلاً من إخفائها، يتجلّى في ميلوس وعد صادق بتقديم المأكولات البحرية كما يجب أن تكون.

Chocolate Dino Co

ولأن ختام الرحلة لا يكتمل من دون حلوى تعبق بالحنين، نصل إلى تشوكليت دينو كو، الوجهة اللندنية التي تختزل سحر الطفولة في قالب عصري. في قلب كيننغتون، حيث تتوارى هذه الجوهرة الصغيرة لتفاجئ زوارها ببسكويت طري محشو بنكهات متجددة، وكأنها رسائل سرّية من زمنٍ أكثر دفئًا.

انطلقت فكرة هذه الوجهة من حلوى البراوني منزلية الصنع، وسرعان ما تحوّلت إلى مرجع لكل عشّاق الطعم الحلو الأصيل. تُقدَّم هذه القطع السميكة الطرية مع قهوة منتقاة بعناية، وقائمة فطور متأخر تنبض بالابتكار. 

على أن السر يكمن هنا في تحقيق التوازن الاستثنائي بين الحنين والحداثة، إذ تحاكي كل قضمة متعة الطفولة؛ ولكن بروح ناضجة تولي العناية القصوى للمكونات والجودة. الجدران الملوّنة، والديكور المريح، وروح الحميمية العائلية، تجعل من هذا المكان نقطة جذب لا تقتصر على سكان الحي فحسب.