مطعم توتو دبي.. تصميم يستلهم سحر الشاشة الفضية

يأسر توتو دبي زواره منذ اللحظة الأولى، بتصميمٍ مستوحى من حقبة الخمسينيات والستينيات الإيطالية، إذ تمتزج لمسات الخشب الداكن بالحجر الطبيعي والإضاءة الخافتة التي تعانق الجدران المزيّنة بصور سينمائية بالأبيض والأسود وملصقات أفلام كلاسيكية خالدة.

تتناثر في الأرجاء تفاصيل أنيقة تروي قصص الجمال القديم، فيما تضيف الموسيقى الحيّة ولمسات الأداء المسرحي على المائدة، من تقديم الأطباق إلى العروض الغنائية، بعدًا دراميًا يجعل الزائر يشعر كأنه يعيش داخل فيلم إيطالي نابض بالعاطفة والفخامة.

لا يكتفي المكان بالإبهار البصري، بل يمنح إحساسًا بالدفء والحميمية، في أجواءٍ تتبدّل بانسيابية من الغداء الهادئ إلى العشاء على ضوء الشموع ووقع الأنغام.

وفوق المطعم الرئيس، تتربّع صالة La Camera! by TOTÓ، وهي مساحة راقية مستوحاة من النوادي الليلية الإيطالية في الستينيات، إذ تتراقص الظلال تحت أضواء خافتة تعكس لمعان المخمل الأحمر والكريستال. ينبض المكان بالموسيقى الحيّة والعروض الغنائية، ومع كل أمسية يتحوّل إلى ملتقى لعشّاق الفن والذوق.

فريق طهو يُعيد صياغة الكلاسيكيات الإيطالية

يقف خلف هذا المفهوم الراقي الطاهي الإيطالي أنجيلو سانتي، الذي يمتد تاريخه المهني لأكثر من خمسة وعشرين عامًا في مطابخ أوروبا المرموقة. صاغ سانتي قائمةً تحتفي بجوهر المطبخ الإيطالي الكلاسيكي بأسلوبٍ معاصر..

معتمدًا على مكوّنات موسمية مختارة بعناية ليعيد الحياة إلى وصفاتٍ تتجاوز الزمن.

ومن أبرز المحطات على القائمة: طبق رافيولي دي برازاتو Ravioli di Brasato المحشو بلحم البقر المطهو ببطء والمغمور بقشدة البارميزان، وريزوتو كارابينيروس Risotto Carabineros المنكّه بليمون أمالفي وصلصة الكورال، وLinguine all’astice (معكرونة لينغويني بالكركند) المطهوّ في مرق غنيّ يفيض بالنكهات البحرية.

أما البيتزا المشوية على الحطب، فهي توقيع خاص من بطل العالم فينشينزو باليرمو، الذي ابتكر مزيجًا من القوام الهشّ والنكهات العميقة، لتتصدّر بيتزا تارتوفو Tartufo الفاخرة قائمة الأطباق المفضلة عند عشّاق الذوق الإيطالي الأصيل.

موسم الكمأة البيضاء.. لحظة نادرة في عالم المطاقات

يحتفي مطعم توتو دبي اليوم بموسم الكمأة البيضاء في تجربة موسمية حصرية تمتد حتى يناير. تُعد هذه الكمأة البيضاء النادرة القادمة من غابات ألبا في إقليم بيدمونت الإيطالي من أثمن الكنوز في عالم الطهو، وتُقدَّم في قائمة محدودة تسمح لهذه الجوهرة الأرضية بالتألق في أطباق كلاسيكية مثل التاليوليني بالزبدة وريزوتو البارميزان وبيض الشمس مع الهليون، مع إمكانية إضافة الكمأة الطازجة.

صيغت القائمة الموسمية لتسمح للكمأة بأن تتألق في تناغم مع الأطباق الإيطالية الكلاسيكية: تبدأ التجربة بمقبلات أنيقة مثل تارتار اللحم البقري النيء بالكمأة المقدّم في قطعة خبزٍ داكنة مع رقائق البارميزان، وجبن بوراتا الطازج الذي ترافقه شرائح القرنبيط والصنوبرٍ المحمّص.

ومن بعدهما يأتي طبق أرانشيني الكمأة الذهبية..

وهي كرات أرزّ مقرمشة تغمرها صلصة كريمية بالبارميزان تعانق نكهة الكمأة البيضاء في توازنٍ مذهل بين القوام والرائحة.

أما الأطباق الرئيسة، فتبدأ مع تاليوليني يدوي الصنع بالزبدة والكمأة لتتحوّل البساطة إلى ترفٍ خالص، يليه ريزوتو البارميزان والكمأة الذي يُعدّ أمام الضيوف في قدرٍ حجري ضخم ليملأ القاعة برائحة لا تُقاوم.

وتبلغ الرحلة ذروتها مع شريحة لحم واغيو تُقدَّم مع كريمة البطاطس بالكمأة وشريحة توماهوك مشويّة بعناية تُحلق فوقها رقاقات الكمأة الطازجة كلمسة ختامية مهيبة.

وفي الختام، تُقدم حلوى "ترافل بارفيه" مكوّنة من شوكولاته بيضاء وقطع براوني دافئة وطبقات رقيقة من الكمأة في مزيج يجمع بين الحلاوة والمذاق الترابي.

تُبرز التجربة فلسفة الطاهي سانتي في جعل البساطة أداة للفخامة، إذ يتحوّل المذاق إلى احتفالٍ بالحسّ والنقاء، في لحظة تذكّر بأن الطهو فنّ زمنيّ لا يتكرّر إلا موسمًا في العام. وفي هذا السياق يقول الطاهي أنجيلو سانتي: "يُعد موسم الكمأة البيضاء من أبرز فصول السنة في عالم الطهي. ففيه تتحول أبسط الأطباق إلى تجارب استثنائية، ونحن فخورون بتقديم هذه التجربة النادرة لضيوفنا في دبي".