وأنت تزور مطعم برودواي، الذي افتُتح في شهر أكتوبر الفائت في قصر الإمارات ماندارين أورينتال في العاصمة الإماراتية، يخالجك شعور بأنك في حيّ المسارح بنيويورك. وإذا كان اسم المطعم، أو موقعه المحاذي لمسرح القصر، لا يخلوان من إيحاء جلي إلى ذاك العالم، فإن ما يكرّسه عبر المساحات الداخلية لهذه الواحة، التي تتبنّى أسلوب المطاعم الفرنسية الفاخرة بغير تكلف، هو التأثيرات الأمريكية التي تحضر في التصميم وفي قائمة الطعام على حدّ سواء. 

مطعم برودواي أبوظبي

في المطعم الذي يتّسع عبر واحاته المتعددة، وضمنًا شرفته الخارجية الفسيحة، لما مجموعه 270 شخصًا (استُحدثت لكبار الشخصيات منهم مجالس معزولة توفّر قدرًا أكبر من الخصوصية)، تعيدك عناصر التصميم إلى حقبة الآرت ديكو في سياق يغلب عليه طابع صناعي مميّز. تشهد على ذلك خصوصًا تفاصيل من الفولاذ المكشوف وقطع الآجر، وتراكيب إنارة تتلألأ بالضياء، ومقصورات لمجالس أكثر حميمية تتدثر بكسوة من الجلد الأحمر فيما تقابلها في مركز المطعم طاولات لمجالس مشتركة. 

تكتمل التجرية بعرض ترفيهي مبهر غني بألعاب الخفة والاستقراء الفكري.

Broadway
تكتمل التجرية بعرض ترفيهي مبهر غني بألعاب الخفة والاستقراء الفكري.


قد يصح القول إن مطعم برودواي في قصر الإمارات يهزّ قواعد المألوف التي تحكم عادة تجارب الطعام في وجهات الضيافة الفاخرة. فالمفهوم المبتكر لهذه الواحة التي تكتمل بها أمسية مسرحية يقوم على الجمع بين عروض فنية ترفيهية تستحضر ألق عشرينيات القرن الفائت، وطابع تصميمي أنيق، ومستوى خدمي رفيع من جهة، وقائمة طعام تنأى عن أي تكلف أو تعقيد فيما تزخر بخيارات متنوعة من أطباق بريطانية بتأثير أمريكي من جهة أخرى.

سلطة القرنبيط المشوي مع شرائح من اللوز وحبوب الغرانولا.

Broadway © Chirag Satikuwar
سلطة القرنبيط المشوي مع شرائح من اللوز وحبوب الغرانولا.


 قد تختارون لتجربة الطعام هنا بداية كلاسيكية تتيحها أصناف مثل طبق المحار التقليدي أو ترتار اللحم البقري الذي يوازن طعم الكافيار ومُح البيض المذاق الحمضي فيه، أو حتى حساء البصل الفرنسي الغني بمذاق جبن غرويير. أما إذا كنتم تؤثرون تجربة أكثر تفردًا، فلا تفوّتوا الفرصة لاختبار أطباق مثل الكركند بالبيض المقدم مع صلصة هولانديز الفرنسية، أو سلطة القرنبيط المشوي الذي تكمّله شرائح من اللوز وحبوب الغرانولا.

طبق الكركند المقدّم مع صلصة قشدية.

Broadway © Chirag Satikuwar
طبق الكركند المقدّم مع صلصة قشدية.


وعلى ما هو عليه حال المقبّلات، تغلب البساطة أيضًا على الأطباق الرئيسة التي تشمل سمك موسى المشوي أو المغلّف بالدقيق والمقلي بالزبدة، وسمك القاروص الذي يكمّله حساء المحار وقطع من البطاطس المنكّهة بالزبدة والثوم والبصل، فضلاً عن طبق الكركند المعزز بصلصة قشدية، والذي لا يسعكم إلا الثناء على مذاق لحمه الطري.

رغيف ويلينغتون المحشو باللحم البقري.

Broadway © Chirag Satikuwar
رغيف ويلينغتون المحشو باللحم البقري.


أما إذا كنتم تميلون إلى اللحوم الحمراء، فإن قائمة الطعام تتيح لكم الاختيار بين شطيرة البرغر الخاصة ببرودواي والتي يزيد جبن غرويير ومربى البصل مذاقها تميزًا، وبين شرائح اللحوم التي تُشوى في فرن جوسبر. ولتجربة إنكليزية أصيلة تقوم على المشاركة، نوصيكم باختيار رغيف ويلينغتون المحشو باللحم البقري. وعلى ما يليق بتجربة مبهجة برفقة الأقارب والأصدقاء، احرصوا على أن تكون الخاتمة لأصناف من الحلوى تتربع على عرشها حلوى التشيز كيك بطعم توت العليق، وحلوى البودينغ بنكهة التوفي. 

حلوى التشيز كيك بطعم توت العليق.

Broadway © Chirag Satikuwar
حلوى التشيز كيك بطعم توت العليق.


لكن الطعام ليس وحده ما يضفي بهجة على زيارتكم لمطعم برودواي. يكفي أن تقصدوا هذه الوجهة لفطور متأخر أيام السبت للانغماس في صخب ماتع ينضبط على أنغام العزف الحيّ للفرقة الموسيقية. أما في أمسيات نهاية عطلة الأسبوع (من الجمعة إلى الأحد)، فلا شيء يعلو على تجربة Impossible السحرية التي تستأثر بالعقول والأفئدة إذ يستدرجكم الساحر دروموند موني – كوتز، الشهير باسم DMC إلى عرض ترفيهي مبهر غني بألعاب الخفة والاستقراء الفكري.