لطالما كانت دبي رمزًا لتلاقح الثقافات، لا سيّما وأنها تكرست فضاء تنسجم فيه تقاليد الشرق العريقة بسلاسة مع ابتكارات الغرب. وقد احتفت أخيرًا المدينة النابضة بالحياة، والتي يتجسد فيها المستقبل بمختلف تعقيداته المثيرة، بكونها ملتقى مثاليًا لعوالم الفن والتصميم ومشاريع التعاون، عبر إطلاق نسخة أخرى ناجحة من معرضها المميز للقوة التحويلية للفن.

والحديث هنا عن معرض "آرت دبي" Art Dubai في نسخته السابعة عشرة، التي أُقيمت بين يومي 28 فبراير و3 مارس، بمشاركة أكثر من 120 صالة عرض من أكثر من 40 دولة.

خروج ملهم عن مسار السرديات الغربية

انطلاقًا من روح "آرت دبي"، استُقدمت العروض بمعظمها من النسيج الفني للجنوب العالمي الثري للغاية، بما في ذلك أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا. ويمثّل هذا التنوع خروجًا ملهمًا عن مسار السرديات الفنية الذي يقوده الغرب إلى حد كبير. 

تتوافق آراء بابلو ديل فال Pablo del Val، المدير الفني لمعرض آرت دبي، مع محاور الحدث الفني لهذا العام، والتي تركز خصوصًا على موضوعات المجتمعات والإنسانية والشفاء. وقد ضرب هو الآخر على وتر الشمولية في تصريحات صحفية على هامش المعرض، إذ قال: "يجب أن يتحدى الفن وجهات النظر"، لافتًا إلى أن "المعرض يسلط هذا العام الضوء على أصوات متنوعة غالبًا ما يجري تجاهلها".

وأضاف: "يُعد معرض آرت دبي نقطة التقاء للمجتمعات الإبداعية من عالم فني عالمي حقًا، ونحن ندعو الزّوار لاستكشاف اتساع برنامجنا وعمقه".

لوحتان بعنوان The Nascence of Utopia، شكّلهما بويا أريانبور من الزجاج المصبوغ، وشظايا المرايا، والألياف الزجاجية والستايروفوم.

Behrouzi-Studio
لوحتان بعنوان The Nascence of Utopia، شكّلهما بويا أريانبور من الزجاج المصبوغ، وشظايا المرايا، والألياف الزجاجية والستايروفوم.

مرايا متشظية وعملات نقدية 

عند التجول بين مجموعة الأعمال الفنية التي يضمها قسم "الفن المعاصر"، أكبر أقسام المعرض، كان جناح صالة داستان غاليري التي تركز على الفن الإيراني جديرًا بزيارة مطوّلة. استخدم الفنان الإيراني بويا أريانبور المرايا في منحوتاته منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان المثال الرائع على أسلوبه في معرض آرت دبي لهذا العام العمل الفني المذهل The Nascence of Utopia (ميلاد يوتوبيا).

يتكوّن هذا العمل من لوحتين، استخدم فيهما أريانبور الزجاج المصبوغ والمعالج بتقنية الإشعال في الفرن، وشظايا المرايا، والألياف الزجاجية والستايروفوم.

على الجانب الآخر من الجدار نفسه، عُلق العمل الفني متعدد الوسائط Two Lions (أسدان) للفنان الإيراني برويز تنافولي، الذي يُحتفى به بوصفه رائد النحت الإيراني الحديث. ويسلط هذا العمل الضوء على افتتان تنافولي بالأسود، بالإضافة إلى عمق أسلوبه وتنوّعه.

يحتفي العمل الفني متعدد الوسائط Two Lions بافتتان الفنان الإيراني برويز تنافولي بالأسود.

Art Dubai
يحتفي العمل الفني متعدد الوسائط Two Lions بافتتان الفنان الإيراني برويز تنافولي بالأسود.


أما في صالة زيدون-بوسويت غاليري المجاورة، فأبهرت لوحتا Charm Anklet (الخلخال الساحر) وClaws (المخالب) للفنانة المقيمة في نيويورك سومر ويت زائري المعرض بحجمهما المهيب وظلالهما الوردية المذهلة التي تتجاور مع أسطح سوداء قاتمة. وفيما قد ينخدع الزوار ويظنون للوهلة الأولى أن اللوحتين نُفّذتا بأسلوب التطريز، يكشف تأملهما عن كثب عن استخدام الفنانة تقنية دفع الطلاء الأكريلي من خلف القماش لتحقيق هذا التأثير، بموازاة سعيها إلى استثارة الوعي بالمشكلات القديمة في المجتمع والمتعلقة بالمعاملة غير العادلة على أساس الجنس أو الطبقة الاجتماعية.

على بعد خطوات، وباعتماد نهج متفرّد، عرضت صالة سابرينا أمرياني من مدريد عملاً بعنوان Money Makes the World Go Round (المال يحرّك العالم) للفنان الإسباني كارلوس إيريس. شُكل العمل بطريقة اللصق من عملات نقدية أصلية من أغنى 30 دولة في العالم، مثبتة بدبابيس مطلية بالذهب. وقد عمل الفنان بذكاء على تشكيل كل ورقة نقدية على هيئة صورة ظلية لكوارث أو نكبات، ليواجهنا بفوضى نظامنا العالمي الحالي والمال بوصفه أصل كل شر.

يلفت الأنظار أيضًا في صالة لاوري شبيبي Lawrie Shabibi الإماراتية عمل تركيبي من الفولاذ المقاوم للصدأ صيغ في تصميم مرح يشبه قطعة أوريغامي عملاقة. يحمل العمل توقيع الفنانة والأستاذة الجامعية شيخة المزروع المعروفة بشغفها بالاتجاه المادي في الفن، والتي تنتج إبداعاتها كافة داخل ورش تصنيع بالمناطق الصناعية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لوحة Charm Anklet للفنانة المقيمة في نيويورك سومر ويت.

Summer Wheat Studios
لوحة Charm Anklet للفنانة المقيمة في نيويورك سومر ويت.

قسم الفن الحديث

في تناقض حاد مع المعروضات في قسم الفن المعاصر، ركز قسم الفن الحديث - الذي رعته فنيًا الدكتورة كريستيانا بونين، الخبيرة في ثقافات حقبة الحرب الباردة والحركات الحداثية العالمية - على إبراز مساهمات الفنانين من الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا الذين شاركوا في برامج التبادل الثقافي مع الاتحاد السوفياتي سابقًا.

أما أبرز تجليات هذا المنظور، فاحتضنها جناح صالة أفريارت غاليري من كمبالا، وقد استضاف معرضًا فرديًا للفنان التشكيلي الحداثي الأوغندي صامويل كاكير. 

تميزت مختلف الأعمال الفنية في هذا المعرض بألوانها النابضة بالحيوية، وتصويرها للنساء الإفريقيات من مختلف أنحاء القارة، وهن يمارسن مهامهن اليومية بشكل جماعي: من حلب الأبقار وطحن الحبوب إلى طهي الطعام، وربما تبادل أطراف الحديث عند البئر، لذا تجسّد لوحات كاكير روعة الحياة اليومية بجلّ بساطتها.

عمل تركيبي صاغته شيخة المزروع في تصميم مرح يشبه قطعة أوريغامي عملاقة.

Art Dubai
عمل تركيبي صاغته شيخة المزروع في تصميم مرح يشبه قطعة أوريغامي عملاقة.

الفن مساحة للتأمل والشفاء 

تناول قسم "البوابة"، أحد الأقسام المفضلة عند جمهور المعرض، موضوع الشفاء (بعد جائحة كورونا). وإذ قدم إميلانو فالديس، القيّم الفني على القسم، إيضاحات أعمق عن هذا الموضوع، صرّح قائلاً: "إن للفن برأيي قدرة متفردة على قيادة رحلتنا نحو فهم أعمق للذات والعالم من حولنا.

لوحة Warriors, Mask and Cow من عام 1997 للفنان الأوغندي صامويل كاكير.

Art Dubai
لوحة Warriors, Mask and Cow من عام 1997 للفنان الأوغندي صامويل كاكير.


ومن خلال موضوع "ساناشيون" أو الشفاء، سعينا إلى استكشاف تداخل شعور الفرد بالشفاء مع الوعي الاجتماعي والسياسي الأوسع. تهدف هذه الممارسات إلى تحويل الفن إلى مساحة للتأمل والشفاء، تربطنا جميعًا بغرض اجتماعي أسمى."

لوحة أخرى لكاكير من عام 1995 بعنوان Grain Pounding at The Mortar.

Art Dubai
لوحة أخرى لكاكير من عام 1995 بعنوان Grain Pounding at The Mortar.


قدم هذا القسم عشرة عروض فردية لأعمال أبدعها فنانون من الجنوب العالمي، وأنتجوها على نحو خاص لمعرض آرت دبي أو في الأشهر الاثني عشر السابقة له. فقد قدمت صالة بارو غاليريا من بالما دي مايوركا تجربة حسية لونية متمايزة من خلال أعمال فنية زاهية الألوان، أبدعتها على ورق كرافت المموّج المجموعة الفنية البرازيلية "أَسْيُومْ فيفد أسترُو فُوكس" Assume Vivid Astro Focus.

لوحة فنية زاهية الألوان على ورق كرافت مموّج ضمن ابتكارات المجموعة الفنية البرازيلية Assume Vivid Astro Focus.

Filipe Berndt
لوحة فنية زاهية الألوان على ورق كرافت مموّج ضمن ابتكارات المجموعة الفنية البرازيلية Assume Vivid Astro Focus.


ومن المثير للاهتمام أن فناني هذه المجموعة ابتكروا نسختهم الخاصة من نظام بانتون لمطابقة الألوان. وقد ضمّت هذه النسخة 100 لون في كل لوحة، مع تركيزات مختلفة للأصباغ من كل لون، ما ضمن بالتأكيد إسعاد مشاهدي أعمالهم.

وعلى مقربة من هذا المهرجان اللوني، ضمت مساحة نسّقتها صالة بلوبرينت 12 التي تتخذ من دلهي مقرًا لها، مجموعة جديدة من أعمال الفنانة الهندية أرشي إرشاد أحمدزاي، تحمل عنوان Bagh-e-Zenana (باغ-إي زنانه)، تيمنًا بالحديقة العامة في كابول المخصصة للنساء حصريًا. وقد استخدمت الفنانة في هذه المجموعة أشكالاً من الأشجار والقلوب على قماش منجربات الهندي التقليدي للتأكيد على قوة مفاهيم الأمل والشفاء.

شكل فنانو المجموعة البرازيلية كل لوحة باستخدام 100 لون، مع تركيزات مختلفة للأصباغ من كل لون.

Filipe Berndt
شكل فنانو المجموعة البرازيلية كل لوحة باستخدام 100 لون، مع تركيزات مختلفة للأصباغ من كل لون.

فضاء رقمي 

يُحسب لمعرض آرت دبي خصوصًا تفوّقه في مد الجسور بين عالمي الفن والتكنولوجيا. وخير شاهد على ذلك قسم "آرت دبي ديجيتال" الذي يبقى المنصة الوحيدة من نوعها المخصصة للوسائط الإعلامية الجديدة والفن الرقمي ضمن المعارض الفنية الدولية الكبرى. برعاية فنية من ألفريدو كراميروتي وأوروندا سكاليرا، عرض هذا القسم أفضل إبداعات الفن الرقمي على مستوى العالم.

في جناح تايكس Taex، وهي منصة لشراء وبيع الأعمال الفنية المشفرة (كريبتو آرت). عرض الفنان أنجيلو بليساس المقيم في أثينا مزيجًا من المواقع الإلكترونية التفاعلية التي تركز على مفهوم الشفاء الروحاني TechnoShamanistic Healing، بالإضافة إلى أعمال مادية على شكل لحاف زخرفي يمنع الأشعة الكهرومغناطيسية. وفي هذا كله يوثّق بليساس اعتقاده الراسخ بضرورة تسخير الفن والتكنولوجيا والروحانية معًا لإيجاد طريقة جديدة للعيش والتواصل.

استضاف معرض آرت دبي ديجيتال مجموعة من الصالات التي تقدم برامج فنون الوسائط الجديدة والمبتكرة، والمنصات الرقمية التي تبني مساحات فنية افتراضية.

Cedric Ribero
استضاف معرض آرت دبي ديجيتال مجموعة من الصالات التي تقدم برامج فنون الوسائط الجديدة والمبتكرة، والمنصات الرقمية التي تبني مساحات فنية افتراضية.


كما شاركت للمرة الأولى في آرت دبي ديجيتال صالة ناو غاليري Now Gallery القادمة من كوريا الجنوبية، والتي ذكّرنا جناحها بمتجر حلوى مفعم بالألوان الزاهية. وكان من بين الفنانين الذين عُرضت أعمالهم في جناح هذه الصالة الفنانة الرقمية المشهورة فاكي VAKKI، المعروفة باستخدامها المنهجي للأنماط الهندسية واللونية بهدف استكشاف العلاقات والطاقة الحركية. 

في جناح لوتي Looty، انغمس زوار آرت دبي في عملية سطو رقمي جريئة بعنوان Return Rashid (إعادة حجر رشيد). فمن خلال تقنيات متطورة، أُعيد حجر رشيد الأثري رقميًا إلى مسقط رأسه في مدينة رشيد المصرية، بعد عقود من الاحتفاظ به في المتحف البريطاني، وكأن هذا العرض المبتكر يُمهّد الطريق أمام الأجيال المقبلة للاتصال بإرثهم الشرعي.

وفي مساحة عصرية أخرى، تلتقي فيها الفنون والتصاميم والوسائط الجديدة، قدمت صالة هوفا Hofa عملًا فنيًا متفردًا بعنوان Jumeirah Tide (المد والجزر في جميرا). فباستخدام تقنية الأقراص المرنة، يُترجم هذا العمل الفني الحركي، الذي أبدعه استوديو بريكفاست Studio Breakfast في بروكلين، بيانات بصرية للمد والجزر في الوقت الحقيقي على شاطئ جميرا بدبي، ويتفاعل مع تغيّر الأمواج وعمق المد والجزر، ما يخلق تجربة فنية تفاعلية وديناميكية.

أحد أعمال الفنان أنجيلو بليساس التي تركز على مفهوم الشفاء الروحاني.

Art Dubai
أحد أعمال الفنان أنجيلو بليساس التي تركز على مفهوم الشفاء الروحاني.

إبداعات نسائية ملهمة

كان من الصعوبة بمكان تجاهل التزام المعرض العميق في دورة هذا العام بإعادة تشكيل السرديات المحيطة بالمرأة والفن، عبر تقديم نماذج مبدعة تدعو إلى الاستكشاف. على سبيل المثال، عرض جناح Gallery Exhibit320 أعمالاً فنية لخمس فنانات هنديات يستخدمن تقنيات تقليدية مثل الخيوط والموسلين والأصباغ الطبيعية والطباعة المحلية "أجرخ" لإحياء حكايات تراثهن من خلال إبداعات قائمة على النسيج.

عمل بتوقيع تورييا ماغادليلا، مكوّن من جوارب سوداء مشدودة على إطارات خشبية، ويهدف إلى إعلاء صوت العمل النسائي في إفريقيا.

Art Dubai
عمل بتوقيع تورييا ماغادليلا، مكوّن من جوارب سوداء مشدودة على إطارات خشبية، ويهدف إلى إعلاء صوت العمل النسائي في إفريقيا.


كما استحوذ جناح أكا بروجيكت Akka Project على انتباه الزائرين في هذا العام من خلال عرض بديع للفنانة الجنوب إفريقية تورييا ماغادليلا. وقد سعت ماغادليلا، من خلال عرضها المكوّن من جوارب سوداء اللون مشدودة على إطارات خشبية، إلى إعلاء صوت العمل النسائي في إفريقيا، والذي غالبًا ما يجري تجاهله أو التقليل من شأنه.

أما الفنانة المغربية خديجة الجاي، فقدمت أعمالاً مبهرة مصنوعة من الورق المحروق والبلاستيك، وناتجة عن مقاربة رمزية لأشكال الحرق وآثاره، في ما يشبه دعوة إلى التأمل في الصراعات بين التقاليد والحداثة.

وفي جناح Yeo Workshop Singapore، تمايز عمل بعنوان Realm of Nothingness (عالم العدم)، أبدعته الفنانة البالينية سيترا ساسميتا بالتعاون مع مجتمع جمبارانا الأصلي. يستند العمل، المتجذر في التفكير الأسطوري، إلى الثقافة والأدب الباليني القديم، ويصوّر، بأسلوب التطريز، شخصيات نسائية ونيرانًا وعناصر طبيعية مختلفة، فيما يطرح تساؤلات عن مكانة المرأة في التسلسل الهرمي الاجتماعي.

عمل تركيبي للفنانة الرقمية المشهورة فاكي المعروفة باستخدامها للأنماط الهندسية واللونية بهدف استكشاف العلاقات والطاقة الحركية.

Cedric Ribero
عمل تركيبي للفنانة الرقمية المشهورة فاكي المعروفة باستخدامها للأنماط الهندسية واللونية بهدف استكشاف العلاقات والطاقة الحركية.

فنانو الإمارات 

بالإضافة إلى الإبداعات العالمية، فتح معرض آرت دبي نافذة على توثيق تطور المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال معرض خاص حمل عنوان "لقاءات". بإشراف فني من علياء زعل لوتاه، ضمّ المعرض 26 عملاً من "مقتنيات دبي"، المجموعة الفنية المؤسسية الأولى من نوعها للفن الحديث والمعاصر لمدينة دبي.

أبدع هذه الأعمال عدد من أبرز فناني الإمارات، مثل حسن شريف، ومحمد كاظم، ومحمد أحمد إبراهيم، وعبد القادر الريس، وشيخة المزروع، وعفراء الظاهري، وميثاء عبد الله، وهاشل اللمكي، وسارة المهيري.

واحد من 26 عملاً فنيًا ضمن مجموعة "مقتنيات دبي" في معرض "لقاءات".

Art Dubai
واحد من 26 عملاً فنيًا ضمن مجموعة "مقتنيات دبي" في معرض "لقاءات".

مساحة القلب: تجربة فنية تفاعلية

وبما أن الفن في القرن الحادي والعشرين بات لوحة تتجاوز الوسائط التقليدية، فإن زيارة آرت دبي لهذا العام لم تكتمل إلا باستكشاف "مساحة القلب"، وهو عمل فني رقمي جديد ومُـبْهر للفنانة الكندية الكورية متعددة المواهب كريستا كيم. وقد أبدعت كيم هذا العمل بتكليف من مبادرة نكست NEXT التابعة لمجموعة إدارة الثروات السويسرية جوليوس باير، الشريك الرئيس في معرض آرت دبي.

أتاح العمل لزوار المعرض خوض تجربة غامرة، من خلال التواصل بعضهم مع بعض عبر لغة يستخدمها الجميع، وهي نبضات القلب. وفي هذا قالت كيم لمجلة Robb Report العربية: "نحن نصنع التاريخ هنا؛ فهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي نعرض فيها مساحة القلب". 

قدمّت مجموعة جوليوس باير هذا العام عملاً رقميًا مبهرًا بعنوان "مساحة قلب" للفنانة كريستا كيم.

Christopher Edralin
قدمّت مجموعة جوليوس باير هذا العام عملاً رقميًا مبهرًا بعنوان "مساحة قلب" للفنانة كريستا كيم.


داخل غرفة مظلمة، ثُبّتت أجهزة استشعار تتيح للضيوف إدخال إيقاعات نبض قلوبهم، فيما تقوم أربعة مدخلات بيانات فردية لخوارزميات ضربات القلب بتحويل هذه الإيقاعات إلى أشكال موجية تظهر على شاشة LED ديناميكية، ما يسمح للضيوف بإعادة استكشاف مدى تشابه أصوات ضربات قلوبهم عند سماعها. وقد علّقت كيم على هذه التجربة قائلة: "سيخلق مستقبل الفن التوليدي بالذكاء الاصطناعي البيومتري المزيد من الوحدة في ثقافتنا لأنه سيسمح لنا بالتعاون بطرق لم يسبق لها مثيل". وتابعت: "أخيرًا، تمكنت البشرية من الشعور برؤية النبض الجماعي للإنسانية. فمرة أخرى، كان الفن حاضرًا لإنقاذ الموقف".

في "بيت الذهب"، حيث استعرضت بياجيه قطعًا تراثية ومجموعات خاصة من الجواهر والساعات الراقية.

Sami Khatib
في "بيت الذهب"، حيث استعرضت بياجيه قطعًا تراثية ومجموعات خاصة من الجواهر والساعات الراقية.

بياجيه تجدد التزامها بالفن

عبر معرض "بيت الذهب"، دخلت دار بياجيه للجواهر والساعات الفاخرة مرحلة جديدة على طريق التزامها بالفن والابتكار من خلال تجديد ارتباطها بمعرض آرت دبي. شهد "بيت الذهب" عرضًا مبهرًا لقطع تراثية ومجموعات خاصة من الجواهر والساعات، منها إبداعان لفنانتين من منطقة الخليج، يكرم كل منهما مقاربة بياجيه للذهب بوصفه عنصرًا ماديًا وشكلاً فنيًا.

تمثّل العمل الأول بساعة محدودة الإصدار من طراز Limelight Gala أعادت المصممة الإماراتية شمسة العبار تصوّر تصميمها برؤية تكرم الخط العربي والمشربية الأيقونية. أما العمل الثاني، فتمثّل بتركيب من القماش المطرّز لمصممة الأزياء والفنانة السعودية رزان العزوني، مستوحى من إصدار آخر للساعة نفسها.