باريس الشرق الأوسط، اسم اشتهرت العاصمة اللبنانية بيروت، خصوصاً في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما كانت المدينة مركزاً وملتقى للفنانين والأدباء من العالم العربي. واليوم تحتفي دار مزادات سوذبيز دبي بمكانة بيروت التاريخية في عالم الفن من خلال معرض لفنانين من العاصمة اللبنانية، تنظمه تحت عنوان "رسالة حب إلى بيروت" ويستمر في دبي من 26 فبراير إلى 1 مارس، ثم ينتقل إلى لندن من 19 إلى 22 إبريل، ويليه مزاد على الأعمال المشاركة في 23 من الشهر نفسه.

50 فنانًا في معرض رسالة حب إلى بيروت

يقدم المزاد نظرة على أعمال ما يقارب خمسين فناناً، بينهم نحو ثلاثين لبنانياً، إضافة إلى آخرين من العراق ومصر وسوريا وفلسطين، تشكلت إبداعاتهم من خلال تفاعلهم مع بيروت، سواء من خلال الإقامة أو الصداقة أو الدراسة أو السفر أو المعارض. وتشمل أبرز المعروضات، التي تتبع تأثير لبنان، منذ بدايات الحداثة في منتصف القرن حتى يومنا هذا، في الفن بالمنطقة والعالم ككل، أعمالًا بتوقيع إيتيل عدنان وأوغيت كالان وأيمن بعلبكي ومنى السعودي وعارف الريس وسلوى روضة شقير. 

ومن أبرز معروضات المزاد أيضًا لوحة لصليبا الدويهي بعنوان "منظر بحري" من عام 1951 ولوحة لمحمد غني حكمت بعنوان "الأم والطفل"  من عام 1994.

رسالة حب إلى بيروت.. سوذبيز تعرض أعمالاً من الستينيات لفناني باريس الشرق الأوسط

Sotheby's

الجدير بالذكر هو أن المعرض المفتوح الذي تنظمه دار سوذبيز دبي، في مركز دبي المالي العالمي سيُقام بالتزامن مع آرت دبي، وسيكشف أيضًا عن قطع من مزاد سوذبيز لـفنون العالم الإسلامي والهند، إضافة إلى أعمال فنية أخرى حديثة ومعاصرة، بينها لوحتان للفنان الإيراني الرائد بهمن محصص.

كما تشمل الأعمال البارزة التي ستزور دبي عدداً من المصاحف وأوراق القرآن النادرة والمزخرفة، التي تعود إلى ما بين القرنين التاسع والسادس عشر. يضم المعرض أيضاً مخطوطة من العصر الصفوي، وهي ورقة مضاءة من مخطوطة الشاهنامه للفردوسي، إلى جانب الصحيفة المغولية ذات الوجهين التي كانت موجودة سابقاً في مجموعة دوق لوينز العائلية، ووعاءً فضي عثمانيًا نادرًا، عليه طغراء سليمان القانوني المصنوع في منتصف القرن السادس عشر.

رسالة حب إلى بيروت.. سوذبيز تعرض أعمالاً من الستينيات لفناني باريس الشرق الأوسط

Sotheby's

باريس الشرق الأوسط

تقول ألكسندرا روي، رئيسة قسم مبيعات فنون الشرق الأوسط في القرن العشرين في دار سوذبيز: "لطالما كان لبنان موطناً لمجتمع فني له مساهمات قيّمة في المشهد الثقافي، سواء من الفنانين اللبنانيين الذين جسدوا مناظره الطبيعية الجميلة وهندسته المعمارية العريقة، أو الذين درسوا وعملوا في بيروت. لقد أردنا أن نخصّص منبراً لاختبار ثراء هذه الثقافة وهذا التاريخ، وتسليط الضوء على لبنان بوصفه واحة للسحر والإلهام. ومن خلال القيام بذلك، أردنا بناء حوارات جديدة بين الثقافات وسط الطلب العالمي المتزايد على أعمال هؤلاء الفنانين".