أقدم الملياردير كين غريفين، مدير صندوق التحوط سيتاديل Citadel، على شراء نسختين نادرتين وموقّعتين من الرئيس أبراهام لينكولن شخصيًا، وهما من أكثر الوثائق تأثيرًا في التاريخ الأمريكي، مقابل مبلغ إجمالي قياسي بلغ 18.1 مليون دولار، خلال مزاد أقيم لدار سوذبيز للمخطوطات والكتب النادرة في مدينة نيويورك.

المخطوطة الأولى هي النسخة الموقعة من التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي، والذي أقر في عام 1865، ويُعد علامة مفصلية في التاريخ الأمريكي، إذ ألغى العبودية رسميًا، وحرّر ما يُقدّر بأربعة ملايين شخص بعد أكثر من قرن من الاستعباد. 

وقد حققت النسخة مبلغًا قدره 13.7 مليون دولار، متجاوزة الرقم القياسي السابق لأحد المزادات بأكثر من خمسة أضعاف. وتُعد هذه النسخة واحدة من 15 نسخة فقط معروفة موقعة من الرئيس أبراهام لينكولن، ومن بين تسع نسخ فقط موقعة أيضًا من أعضاء في الكونغرس آنذاك.

كما اقتني غريفين في المزاد نفسه نسخة من إعلان تحرير العبيد، موقعة أيضًا من لنكولن، مقابل 4.4 مليون دولار، في صفقة قياسية أخرى. 

وقد سجلت عملية بيع هاتين الوثيقتين النادرتين رقمًا تاريخيًا جديدًا، لتصبح الأعلى في تاريخ مزادات الكتب والمخطوطات من مجموعات متعددة لدى دار سوذبيز، ضمن نطاق التقديرات الذي تراوح بين 3 ملايين و5 ملايين دولار. 

ويُعد هذا الإعلان أمرًا تنفيذيًا أصدره الرئيس الأمريكي السادس عشر خلال الحرب الأهلية، أعلن فيه تحرير العبيد في الولايات الكونفدرالية. والنسخة المبيعة هي واحدة من 27 نسخة فقط لا تزال موجودة حتى اليوم.

وقال غريفين في بيان: "مع اقتراب الذكرى 250 لتأسيس الولايات المتحدة، فإن لكل منا دورًا في تعزيز وتجديد وعد الأمة. يجب على كل جيل أن يطّلع على الوثائق المقدسة لديمقراطيتنا، ليتعلّم منها ويستمدّ الإلهام للمضيّ قدمًا ببلادنا. أنا مهتم بعمق بمستقبل أمتنا، وآمل أن أُلهم الأمريكيين كافة للحفاظ على الرؤية التي أرساها دستورنا والتعديل الثالث عشر".

ولا تُعد هذه المقتنيات الأولى من نوعها بالنسبة لغريفين، الذي يحتل حاليًا المرتبة 32 على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات بثروة تبلغ 48.3 مليار دولار. فقد سبق أن ظهر شغفه العميق بالتاريخ الأمريكي، حين أنفق 43.2 مليون دولار في عام 2021 على نسخة أولى نادرة من دستور الولايات المتحدة، وهي معارة حاليًا للمركز الوطني للدستور في فيلادلفيا،  إلى جانب نسخة نادرة أخرى من وثيقة حقوق الإنسان Bill of Rights.

وبحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس، فإن غريفين يخطّط لإعارة نسختي التعديل الثالث عشر وإعلان تحرير العبيد إلى مؤسسة أمريكية، ما يتيح للجمهور مشاهدة هذه الكنوز التاريخية النادرة في المستقبل القريب.