كانت عودة لاند روفر ديفندر إلى صالات العرض بحلة جديدة في عام 2020 شبيهة إلى حدٍ كبير بعودة مواطنتها ميني. فكما تحولت البريطانية الشقية من سيارة اقتصادية صغيرة الحجم إلى وسيلة نقل تناسب الطبقة الميسورة المثقفة من الشباب، كذلك تحولت ديفندر من سيارة متقشفة ذات نزعة عسكرية إلى مركبة عائلية متعددة الاستعمالات، عملية وراقية في آن، وتميزها خطوط خارجية تمزج الطرافة بالجدية في توليفة حصرية لا تشاركها بها أي مركبة أخرى من الفئة نفسها يمكنك مصادفتها على الطريق.
ولكن أوجه الشبه لا تتوقف هنا. ففيما تفرعت ميني الجديدة منذ أن أطلقت في عام 2002 لتتحول إلى علامة تجارية تضم طُرزًا متعددة، حافظت ديفندر على التقليد الذي تمايزت به من حيث توافرها في طُرز تتباين في شكل هيكلها. وبعد أن طرحت لاند روفر أيقونتها في طرازي Defender 90 وDefender 110 عند إطلاقها، ها هي تقدمها اليوم في طراز ديفندر 130 (Defender 130) الذي يتفرد بمقصورة ممتدة تستوعب سائقًا و7 ركاب.

تصميم خارجي راسخ  

تجدر الإشارة هنا إلى أن سيارة ديفندر 130 الحالية ليست أول مركبة من لاند روفر تحمل هذه التسمية. ففي السابق، كان الرقم 130 يشير متى اقترن بديفندر إلى الطراز القائم على قاعدة عجلات طويلة.

على أن ديفندر 130 اليوم لا تتمتع بقاعدة عجلات أطول بل بقاعدة عجلات شقيقتها ديفندر 110 والبالغ طولها 3,022 ملليمتر، وبذلك أصبحت التسمية 130 تشير إلى الفئة الأكبر والأكثر رحابةً ضمن المجموعة بغض النظر عن حجم قاعدة العجلات.

على المستوى التصميمي، لا تختلف السيارة الجديدة اختلافًا كبيرًا عن ديفندر 110. فما الداعي إلى تغيير خطوط راقية عصرية توحي بحضور قوي؟ وفيما ستتوفر Defender 130 في نسخ بمواصفات SE، وHSE، وX-Dynamic، وX، يبقى الفارق الوحيد على صعيد التصميم هو طول السيارة الذي ازداد بمقدار 340 ملليمترًا، وتحديدًا خلف المحور الخلفي لتوفير مساحة تخزين تبلغ 398 لترًا عندما تكون المقاعد كلها مثبتة في مكانها، مقابل 1,329 لترًا عند طي الصف الثالث من المقاعد، وهذه المساحة هي الفارق الأبرز بين ديفندر 110 وديفندر 130.

محرك قادر وتجربة قيادة واثقة

بغض النظر عن حجم قاعدة العجلات، فإن المساحة الكبرى التي تتوفر لسيارة ديفندر 130 وقدرة مقصورتها على استيعاب ثلاثة ركاب إضافيين (على صف المقاعد الخلفية الذي يوفر 804 ملليمترات لأرجل الجالسين عليه) تعني أنها تستخدم المزيد من المعادن، والمزيد من المقاعد والمزيد من التوصيلات.

وبما أن لهذه العناصر الإضافية أوزانًا، فهذا يعني أن الوزن الإجمالي للسيارة بات أعلى بمقدار 340 كيلوغرامًا. في المقابل، لا تزال السيارة تحتضن المحرك نفسه ذا الأسطوانات الست، والذي يولد قوة 400 حصان.

"ابتُكرت سيارة ديفندر 130 لتوفير تجربة قيادة عملية وليس من أجل التسابق مع سيارات أخرى على الطريق. إنها مركبة لتحدي التضاريس الطبيعية وليس تسجيل أوقات قياسية".

Land Rover © Nick Dimbleby
"ابتُكرت سيارة ديفندر 130 لتوفير تجربة قيادة عملية وليس من أجل التسابق مع سيارات أخرى على الطريق. إنها مركبة لتحدي التضاريس الطبيعية وليس تسجيل أوقات قياسية".


ولكن هذه القوة الحصانية ستتعامل الآن مع وزن إضافي. فهل أثر هذا الأمر على أداء السيارة على الطرقات السريعة؟  بالتأكيد نعم، إلا أنك لا تشعر بهذا التأثير كثيرًا خلال القيادة، إذ إن المحرك يكشف عن عزمه على نحو مبهر على مختلف سرعات دورانه، الأمر الذي يلغي أي شعور بعدم قدرة السيارة على التقدم إلى الأمام بيسر.

وبطبيعة الحال، وكون سيارة ديفندر 130 توفر المزيد من القدرة على تحميل الأمتعة والركاب، فهذا طبعًا سيجعلها أثقل وأثقل، ولذا سيؤثر بشكلٍ أكبر على الأداء. ولكن هذا هو المقصود.

فسيارة ديفندر 130 مصنوعة بالأساس لتوفير تجربة قيادة عملية وليس من أجل التسابق مع سيارات أخرى على الطريق. باختصار، سيارة ديفندر 130 هي مركبة لتحدي التضاريس الطبيعية وليس تسجيل أوقات قياسية.

لا بد أن نشير إلى أن الخيار الميكانيكي الذي توفر لنا في سياق اختبارنا لسيارة Defender 130 هو المحرك ذو الأسطوانات الست سعة 3.0 لترات، الذي ينتج قوة 400 حصان وقوة عزم دوران أقصى تبلغ 550 نيوتن متر. ولكن لاند روفر تتيح أيضًا طلب السيارة بخيار محرك P300 المكون من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات ولكن القادر على توليد 300 حصان فقط.

ويتكامل أداء المحرك مع ناقل حركة يوجه القوة نحو العجلات الأربع من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. أما نظام التعليق الهوائي في ديفندر 130، فيوفر للسيارة مستوى أعلى من الثبات على الطرقات المعبدة، وأداءً مريحًا فوق الكثبان الرملية.

كما أنه يعمل على التحكم بقوى التخميد تبعًا لظروف القيادة ليضمن تجربة غير شاقة، الأمر الذي يُتيح تحكمًا بمختلف عناصر أنظمة الدفع الرباعي والتعليق والمكابح والتوجيه، وبما يتلاءم مع ظروف القيادة. هذا وتضمن مكونات الهيكل الخفيفة الوزن والعالية المتانة مستويات موثوقية جيدة، لذا تعد من أقوى السيارات أداءً.

السفر على متن ديفندر 130

تتفرد السيارة بمقصورة ممتدة بثلاثة صفوف من المقاعد تستوعب السائق وسبعة ركاب.

Land Rover
تتفرد السيارة بمقصورة ممتدة بثلاثة صفوف من المقاعد تستوعب السائق وسبعة ركاب.


وبالانتقال إلى المقصورة الداخلية، فإن التصميم الداخلي في Defender 130 يتميز بجاذبية لافتة بفضل الجودة العالية التي لا تكرسها المواد الفاخرة فحسب، مثل العناصر الجلدية أو الخشبية التي يمكن أن تجدها في الشقيق الأكبر رينج روفر، ولكن أيضًا مستويات المتانة التي تشعر بها في مختلف أجزاء المقصورة، خصوصًا في لوحة القيادة.

كما توفر شاشة التحكم بنظام المعلومات والترفيه المثبتة وسط لوحة القيادة بحجمها الكبير ومستويات الوضوح العالية التي تتمتع بها، إمكانية التحكم بوظائف السيارة بسهولة بالغة، خصوصًا أنها توفر أيضًا، من خلال عرضها لعمل مجموعة من الكاميرات المثبتة على جوانب السيارة، إمكانية مشاهدة العوائق التي تحيط بك والتي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة.

وبفضل الميزة الجديدة التي تمكنك من طي مقاعد الصف الثالث لتُصبح مسطحة، يمكنك الاستفادة من رحابة مساحة تخزين الأمتعة المحسنة في الخلف.

ولعل الجميل في الموضوع هو أن صف المقاعد الثالث يمكنه أن يستوعب بشكلٍ مريح ما يصل إلى ثلاثة بالغين مع مساحة رأس رحبة. هذا ويستفيد كل صف من نظام تهوية خاص به، ونظام تحكم مناخي اختياري بأربع مناطق حصريًا لطراز ديفندر 130. الجدير بالذكر أيضًا هو أن الدخول إلى الصف الثالث أمر سهل بفضل الصف الثاني القابل للطي والمتحرك.

كما أصبح تحميل الأمتعة في صندوق السيارة أسهل بفضل الزر الموجود في منطقة التحميل، والذي يتحكم في التعليق الهوائي ويتيح خفض ارتفاع السيارة من الخلف لتسهيل عملية التحميل.