وسط أجواء عشاء خاص داخل أروقة قصر فرساي، كشفت دار ميليريو Mellerio عن أحدث ابتكاراتها الفريدة: عقد "Jardin des Rêves" (حديقة الأحلام)، تحفة فنية مرصّعة بأربعة عشر نوعًا مختلفًا من الأحجار الكريمة، تُجسّد رؤية فنية مستوحاة من الأجنحة الخاصة للملكة ماري أنطوانيت.
أناقة ملكية من وحي فرساي
وُلدت الفكرة من زيارة قامت بها لور-إيزابيل ميليريو، رئيسة الدار ومديرتها الفنية، إلى الشقق الخاصة لماري أنطوانيت داخل قصر فرساي، عقب انتهاء ترميمها الذي استمر خمس سنوات. تقول ميليريو: "اكتشفت شقة صغيرة حميمة، مزخرفة بنقوش ناعمة وأقمشة ملوّنة تحاكي الحديقة، وفكرت أن تصميم عقد مستوحى منها سيكون تحية ملائمة لذاك الذوق الخاص".
وبوصفها الوريثة من الجيل الرابع عشر للدار، التي تأسست عام 1613، اختارت ميليريو أن تكون هذه القطعة ترجمة حُرّة لذلك الذوق الأرستقراطي المترف.
Courtesy of Mellerio
فالعقد مصنوع من الذهب عيار 18 قيراطًا، ومرصّع بأحجار تشمل التورمالين، والتنزانيت، والأكوامارين، والروبيليت، والتوباز الإمبراطوري، والياقوت، بإجمالي 172 قيراطًا. وتتدلى من مركز العقد ألماسة بقطع "ميليريو" الشهير، وزنها قيراط واحد، تنسدل منها قلادة بشكل ثمرة أناناس مرصّعة، يمكن فصلها وارتداؤها قرطًا مستقلاً.
اختيار ثمرة الأناناس لم يكن عبثيًا، إذ جاءت القلادة تحية بصرية للجدران المزينة بنقشة الأناناس داخل جناح الملكة، في استعادة لرمز الفاكهة التي كانت تُعدّ في القرن الثامن عشر رمزًا للترف والندرة.
ويشرح كريستوف ميلار، المدير العام للدار، أن "أسلوب الملكة ماري أنطوانيت كان غنيًا بالألوان، من الأقمشة إلى الزخارف الحريرية. ورغم فخامة قصر فرساي، إلا أن جناحها الخاص كان صغيرًا ومفعمًا بالدفء والحميمية، تمامًا مثل حديقة ملوّنة خاصة داخل قصر ملكي". ويضيف: "رأينا أن ترجمة هذا الذوق الشخصي إلى قطعة جواهر ستكون تجربة غنية بصريًا وعاطفيًا".
استغرق تنفيذ العقد نحو عام كامل داخل مشاغل الدار في باريس، ويُقدّر سعره بنحو مليون دولار أمريكي. ويقول فرانك إيفريت، نائب رئيس قسم الجواهر في دار سوذبيز، إن هذه التحفة تُشكّل تحية مناسبة لامرأة كانت في زمانها "أول فتاة أيقونية". وأضاف: "كانت ماري أنطوانيت رمزًا للفخامة؛ لكنها لم تكن مبالِغة، بل وازنت بين الرقة والبذخ في إطلالاتها".
بهذه القطعة، تواصل ميليريو نهجها في تكريم الإرث الملكي بروح معاصرة، وتُعيد تقديم الجواهر بوصفها مرآة للتاريخ والذوق الشخصي، وليس مجرّد زينة استعراضية.