من الآن فصاعدًا، يستطيع زوار قصر فرساي في فرنسا الدخول في محادثة حيّة مع تماثيل الحدائق الشهيرة؛ لكن عليهم الاستعداد لحديث يدور بالكامل حول تلك التماثيل نفسها.
في مبادرة رقمية تحمل طابعًا أسطوريًا، أعلن القصر عن تعاون مع شركة OpenAI وشركة آسك مونا Ask Mona الفرنسية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الثقافي، لتطوير تجربة محادثة تفاعلية تُنشّط عبر مسح رموز QR بجانب 12 تمثالًا موزّعة في حدائق القصر، أو من خلال المنصات الرقمية.
وبحسب ما نشره حساب القصر عبر إنستغرام، فإن هذه التماثيل "ستكشف أسرارها لكم". ويمكن للزوار الآن التحدث مباشرة مع منحوتات شهيرة مثل نافورة أبولو ونافورة نبتون، والاستماع إلى رواياتها عبر أصوات بشرية مصطنعة.
التماثيل تتكلّم.. ولكن بشروطها
عند بدء التجربة مع نافورة أبولو، يبدو واضحًا أن الصوت المُستخدم يعكس طابعًا مهيبًا، بنبرة ذكورية عميقة اختيرت بعناية لتعكس الرمزية الشخصية لإله الشمس كما صوّره النحات جان-بابتيست توبي في القرن السابع عشر. يقول الصوت: "أُمثّل الفجر، اللحظة التي يمتد فيها النور على العالم.
انعكاس للقوة والتجدد، تمامًا كما كان يرى الملك الشمس، لويس الرابع عشر، نفسه في ملامحي". أما نافورة نبتون، فتظهر شخصيتها بصوت مماثل، وتقدم معلومات دقيقة حول تاريخ النحت والخامات المُستخدمة.
يرى كثيرون أن هذه الخطوة تشكّل نقلة نوعية مقارنة بالأدلة الصوتية التقليدية. التجربة أقرب إلى نزهة بصحبة مرشد حيّ، يجيب عن الأسئلة فورًا، بدلاً من التنقّل بين أوراق المعلومات أو الجلوس للاستماع إلى تسجيلات جامدة.
الأداة الجديدة ، بحسب مستخدمين، قد تكون إضافة مثالية للمتاحف حول العالم، خصوصًا بالنسبة إلى الزوار السريعين الذين يفضّلون تفاعلات مختصرة وغنية في الوقت نفسه.
وفيما لم تُعلّق أي من OpenAI أو إدارة قصر فرساي على التجربة حتى الآن، يبدو أن مشروع "إحياء التماثيل" يفتح بابًا جديدًا لمزج الأسطورة بالتقنية، في واحدة من أعرق حدائق التاريخ الأوروبي.