ولد لورينزو كوين في قلب العاصمة الإيطالية روما عام 1966، وورث من والده، الممثل الأسطوري أنتوني كوين، إرثاً فنياً غنياً دفعه نحو مسيرة فنية مبهرة في عالم النحت المعاصر. 

بعد دراسته في الأكاديمية الأمريكية للفنون الجميلة بمدينة نيويورك، كرّس كوين حياته لفن النحت، ليصبح من أبرز الأصوات الفنية المعاصرة التي تخاطب الإنسان بروح عميقة وحساسية متناهية. 

تجسد أعماله، التي تتنوع بين التجريد والواقعية التعبيرية، مفاهيم إنسانية عميقة مثل التوازن، والاتحاد، وغالباً ما تظهر هذه المعاني من خلال الأيدي، رمز كوين الفني الذي بات توقيعه المميز، إذ تمثل الأيدي في منحوتاته جسور الترابط والتواصل الإنساني.

تشتهر منحوتات كوين بقوتها التعبيرية وباستحضارها لمشاعر إنسانية خالصة، فتتحدث عن الوحدة، والتقارب بين الناس بلغة بصرية تخاطب الروح قبل العين. 

الأيدي، في أعماله، تظهر جريئة ورقيقة في آن معاً، متشابكة بقوة ونعومة، ما يجعل منها سرداً بصرياً حيّاً يدهش ويُلهم الجمهور في مختلف أنحاء العالم. واليوم، يضيف هذا المعرض أبعاداً جديدة إلى الأجواء الفاخرة لفندق فورسيزونز مضيق البوسفور، مانحاً المكان روحاً فنية أصيلة تلامس كل من يزور الفندق.

يتوزع المعرض على امتداد أرجاء الفندق، من الردهة الكبرى إلى الشرفة المطلة على البوسفور، ثم إلى المساحات العامة حيث تتوزع المنحوتات في حوار مستمر مع الإضاءة والأجواء البحرية. 

هنا، يتحول الفندق إلى معرض فني مفتوح، حيث يمكن للزائر أن يخوض رحلة استكشافية غامرة بين قطع فنية تترك أثراً لا يمحى في النفس، وتدعو إلى لحظات تأمل صامتة أو نقاشات متبادلة، تتجاوز حدود الكلمات وتلامس جوهر الإحساس الإنساني.

كل عمل من أعمال كوين المعروضة يحكي قصة فريدة، ويقدم منظوراً جديداً لجمال العاطفة الإنسانية، وقوة الفن في إحداث التغيير وإلهام الأمل. سواء كان الزائر يتمشى في هدوء عبر الممرات أو يقف أمام منحوتة تطل على مياه البوسفور الصافية، فإن تجربة اللقاء مع عالم لورينزو كوين الإبداعي تبقى تجربة ثرية تفتح آفاقاً جديدة على فهم الفن وحياة الإنسان.

ليس هذا المعرض مجرد حدث فني عابر، بل هو تعاون متكامل يعزز من مكانة فندق فورسيزونز إسطنبول مضيق البوسفور بوصفه معلمًا ثقافيًا وفنيًا بارزًا في المدينة، حيث تتلاقى الفخامة مع الإبداع والتعبير الفني العالمي في تناغم استثنائي. 

فهو فضاء يفتح أبوابه للنخبة من عشاق الفن والنزلاء والزوار على حد سواء، ليكتشفوا من خلاله جمال أعمال لورينزو كوين، ويتيح لهم فرصة فريدة ليبوح الفن بما يعجز عنه الكلام، ويعزز من تجربة الإقامة في قلب إسطنبول بأبعاد ثقافية وفنية غنية ومتجددة.

في عالم الفن المعاصر، حيث تعبر الأعمال عن عمق التجارب الإنسانية وأسرار الروح، يصبح معرض لورينزو كوين في فورسيزونز مضيق البوسفور نقطة التقاء فريدة بين الفن والحياة، تقدم نموذجاً حياً على تحول الفن إلى تجربة متكاملة تحمل في طياتها رسائل الترابط والسلام في عالم متغير.