نسخة نادرة من بوغاتي بوليد.. هندسة ديناميكية مستوحاة من السباقات

عند الحديث عن الأرقام، يصعب ألا يتوقف المتابع أمام ما تحمله بوليد من طموحات هندسية. فهي تستمدّ طاقتها من محرّك W16 سعة 8.0 لترات معزز بأربعة شواحن توربينية، ليولّد قوة تبلغ 1,578 حصانًا، ما يمنح السيارة تسارعًا يُضاهي سيارات الفورمولا 1. 

ولأن التصميم كان موجهًا بالكامل للمضمار، فقد جرى ضبط الوزن على نحو مذهل ليصل إلى 1,450 كيلوغرامًا، ما يخلق نسبة قوة إلى وزن تقارب 1:1، تُعد من بين الأفضل في العالم.

جاء تصميم الهيكل ومزايا الديناميكية الهوائية لسيارة بوليد ليُجسّد خلاصة ما تعلّمته بوغاتي في ميادين السرعة والتسارع. فقد جرى تطوير السيارة مع تركيز مطلق على الانسيابية، واستُوحي تصميمها من سيارات سباقات التحمل والفورمولا1، على ما تشهد الخطوط الحادّة، والزوائد الهوائية النشطة، والهيكل المنخفض بوضوح، وهيكل السيارة المصنوع بالكامل من الألياف الكربونية المتطورة، بما في ذلك نظام التعليق وأنظمة المكابح المصنوعة من السيراميك الكربوني فائق التحمل.

هذه النسخة الأولى، رغم جاهزيتها الكاملة، لم تُسجَّل للاستخدام على الطرق العامة، إذ إنها خُصصت للاختبار على الحلبات المغلقة فحسب، ولم تقطع سوى 389 ميلاً، منذ تسليمها الرسمي في عام 2023، لتبقى في حالة شبه جديدة. ويعني ذلك أنها لم تدخل فعليًا في الاستخدام الكامل، ما يزيد من جاذبيتها في أعين المقتنين الباحثين عن حالة قوية لـسيارة نادرة.

تشكل بوغاتي بوليد الصفحة الأخيرة في تاريخ المحرك W16 الذي ميّز العلامة الفرنسية طيلة العقدين الماضيين. وقد أرادت بوغاتي لهذا الطراز أن يكون وداعًا مهيبًا لهذا القلب النابض، الذي رافق أساطير مثل فايرون وشيرون. ومع اقتراب الشركة من عصر جديد يعتمد على المحركات الهجينة والكهربائية، تُجسّد بوليد لحظة فاصلة تودّع فيها بوغاتي إرث الأداء الحر.