الاهتمام بدمية لابوبو Labubu، ذاك الكائن واسع العينين وذو الأسنان البارزة والفرو الكثيف بلغ ذروته في عام 2025. فلم تعد لابوبو Labubu مجرد دمية آسيوية على وسائل التواصل الاجتماعي، بل أصبحت هدفًا لعمليات سطو منظمة.
بدأت شركة بوب مارت Pop Mart في صناعة دمى لابوبو في عام 2018، إلا أنها بلغت ذروة الانتشار العالمي في مطلع هذا الصيف، بعدما التُقطت صورها بين أيدي مشاهير مثل ديفيد بيكهام وريهانا وليسا من فرقة Blackpink.
يُقبل العديد من المعجبين على تعليق هذه الدمية في الحقائب اليدوية أو حقائب الظهر كلمسة عصرية، كما أنها تحوّلت إلى إكسسوار يزيّن جواهر كارتييه ويتدلّى من حقائب بيركين.
ومع تصاعد شهرة لابوبو، بدأ يتشكّل سوق سوداء لإعادة بيعها. فبعد أن كانت متوفرة على نطاق واسع داخل علب مفاجآت بسعر لا يتجاوز 30 دولارًا، أصبحت اليوم سلعة نادرة لا تقل قيمة عن دمى Beanie Babies التي اجتاحت تسعينيات القرن الفائت. وفي يونيو 2025، بيعت نسخة عملاقة بارتفاع 1.2 متر مقابل 170 ألف دولار في أول مزاد رسمي للابوبو أُقيم في بكين.
ومع تزايد الشعبية يومًا بعد يوم، تصاعد الاهتمام إلى درجة تشكلت في موجة من الجرائم. ففي السادس من أغسطس، اقتحمت مجموعة من اللصوص متجر One Stop Sales في لوس أنجليس، وسرقوا دمى لابوبو بقيمة آلاف الدولارات.
وقد نشر المتجر عبر إنستغرام تسجيلاً مصوّرًا من كاميرات المراقبة يوثق لحظة الاقتحام، ويظهر فيه أربعة لصوص وهم يحطمون الزجاج ويلوذون بالفرار بصناديق من لابوبو.
وبحسب ما نقلته السلطات المحلية لمجلة The Cut، بلغت القيمة التقديرية للقطع المسروقة نحو 7 آلاف دولار، في حين قدّر المتجر خسائره بأكثر من ذلك بكثير، حتى أنه أطلق حملة تبرعات عبر منصة GoFundMe، مدّعيًا أن قيمة البضائع المسروقة تجاوزت 25 ألف دولار، إذ إن بعض قطع لابوبو كانت تُباع بالتجزئة بما يصل إلى 500 دولار للقطعة الواحدة.
Pop Mart
وقالت جوانا أفيندانو، الشريكة في ملكية متجر One Stop Sales، لشبكة ABC News Local 7 في كاليفورنيا:"لقد سُرق الكثير، ربما ما يقارب 30 ألف دولار أو أكثر من البضائع".
أوضحت أفيندانو أن اللصوص تجاوزوا بقية البضائع الموجودة في المتجر، وركزوا بشكل مباشر على دمى لابوبو، مؤكدةً أن عملية الاقتحام كان مُخططًا لها.
وأضافت أن شاحنة مشبوهة كانت متوقفة خارج المتجر ليلة ما قبل الحادث، وأبدت شكوكها في أن اللصوص كانوا يتابعون حسابات المتجر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ جاء الاقتحام بعد فترة قصيرة من إعلان المتجر عن إعادة تزويد المخزون من دمى لابوبو، التي تُباع بسرعة كبيرة.
وجاء في بيان للشرطة، نقلته شبكة NBC News: "سُرقت بضعة صناديق من دمى لابوبو، تُقدَّر قيمتها بحوالي سبعة آلاف دولار". ولم يتضح عدد الدمى المسروقة بدقة، إذ يمكن أن تختلف قيمتها بشكل كبير بحسب طريقة البيع أو إعادة البيع. كما أوضحت الشرطة أن اللصوص استخدموا شاحنة من طراز تويوتا تاكوما، عُثر عليها متروكة بعد وقت قصير من عملية السطو.
بعد أسبوع واحد فقط، وعلى بُعد 30 دقيقة من موقع السرقة الأولى، جرى الإبلاغ عن حادثة سطو أخرى استهدفت دمى لابوبو في منزل بمدينة أبلاند بولاية كاليفورنيا، ويبدو أنها نُفذت من خلال عصابة مختلفة، وفقًا لما ذكرته The Cut. وتمكن محققو قسم شرطة تشاينو من استعادة 14 صندوقًا من لابوبو، سُرقت من مستودعات محلية وتبلغ قيمتها نحو 30 ألف دولار.
عثرت الشرطة أيضًا على أدلة تُشير إلى أن اللصوص خططوا لإعادة بيع البضائع وشحنها عبر أنحاء الولايات المتحدة، وهو اتجاه متنامٍ وسط الاهتمام بلابوبو. ووفقًا لما ذكرته ABC News، اُعيدت الممتلكات المصادرة إلى أصحابها الأصليين.
ومع هذه الوقائع، يبدو أن لابوبو شقّت طريقها من مجرد قطعة نادرة لهواة الجمع، إلى مصافّ عالم الرفاهية. فكما تتداول ساعات باتيك فيليب أو حقائب بيركين بين المزادات والأسواق السوداء، أصبحت موجة الاهتمام العالمي حول لابوبو تتصاعد إلى حد الجريمة المنظمة.