في قطاع السلع الفاخرة، جاءت هيرميس لتقلب موازين القوى. فقد انتهت المعركة بين عمالقة الدور الفاخرة بنجاح دار الأزياء الفرنسية في انتزاع الصدارة من منافستها التاريخية إل في إم إتش، على الأقل في الوقت الراهن.
هيرميس تصبح العلامة التجارية الفاخرة الأعلى قيمة في العالم
بلغت القيمة السوقية لدار الأزياء الفرنسية 276.3 مليار دولار، متجاوزةً بذلك تقييم مجموعة إل في إم إتش الذي بلغ 274.5 مليار دولار.
ويضع هذا الرقم هيرميس في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكبر الشركات المدرجة في أوروبا، بعد شركة البرمجيات SAP SE ومورّد أدوية إنقاص الوزن Novo Nordisk A/S، على ما ذكرت بلومبرغ. كما أنه يجعل من هيرميس الشركة الأعلى قيمة في فرنسا وفقًا لمؤشر CAC 40 الفرنسي، فضلًا عن كونها شركة الرفاهية الأعلى قيمة في العالم، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
جاء هذا التغيّر في الترتيب عقب الأداء الضعيف لمجموعة إل في إم إتش في الربع الأول من العام، إذ سجّلت انخفاضًا بنسبة 3% في المبيعات، وهو ما جاء خاافًا لتوقّعات المحللين الذين كانوا يتوقعون نموًا بنسبة 2% للفترة نفسها، بحسب وكالة رويترز.
وقد نتج هذا التراجع عن ضعف الطلب في كل من الولايات المتحدة والصين، إضافةً إلى التهديدات المحتملة للرسوم الجمركية التي تلقي بظلالها على سوق السلع الفاخرة. ونتيجة لذلك، تراجعت أسهم المجموعة بأكثر من 8%.
قالت جيلينا سوكولوفا، المحللة في شركة مورنينغستار، لبلومبرغ: "تُعد هيرميس أكثر قدرة على الصمود في بعض البيئات، لا سيما تلك التي تتسم بعدم اليقين، وهو ما نشهده تمامًا في الوقت الراهن".
ويُعد هذا التقدير السوقي بمثابة انتصار لـدار هيرميس. ففي عام 2015، أحدث برنارد أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة إل في إم إتش، صدمة في قطاع السلع الفاخرة عندما أعلن عن استحواذه على حصة في شركة هيرميس، وفقًا لما ذكرته بلومبرغ.
وقد دفعت هذه الخطوة عائلة هيرميس إلى التكاتف من أجل استعادة السيطرة، وتمكّنت في النهاية من دفع أغنى رجل في فرنسا لبيع حصته في الدار.
أحد أبرز عوامل قوة هيرميس هو الحصرية الشديدة لمنتجاتها، وعلى رأسها حقائب بيركين وكيلي، التي يفوق الطلب عليها العرض بكثير.
وعلى الرغم من التباطؤ الذي أصاب قطاع السلع الفاخرة خلال العام الماضي، والذي أثّر على العديد من العلامات الكبرى بما في ذلك إل في إم إتش، إلا أن المجموعة التي يديرها برنارد أرنو حققت عائدات أفضل من المتوقع، بلغت 88.27 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 1% عن عام 2023.
أما بالنسبة لهيرميس، فقد خالفت الاتجاه السائد في السوق، إذ شهدت زيادة في المبيعات بنسبة 11.3% في الربع الثالث من العام الماضي، وحققت إيرادات إجمالية بلغت حوالي 15.9 مليار دولار في 2024، بزيادة نسبتها 13% مقارنة بالعام السابق.