سجلت ذا ووتش ريجيستر The Watch Register، وهي منصة إنجليزية تساعد دور المزاد وتجار بيع الساعات الثمينة المستعملة في التأكد من أن ساعاتهم ليست مسروقة، أكثر من 80 ألف ساعة ثمينة مسروقة أو مفقودة، قيمتها مجتمعة تزيد على 1.3 مليار دولار، وذلك منذ بدء تسجيل البيانات قبل 30 عامًا.

لاحظت الشركة التي يقع مقرها في لندن أن معدل الإبلاغ عن ساعات مسروقة أو مفقودة ارتفع بنسبة 60% إلى نحو 6,815 ساعة خلال العام الماضي، وذلك نتيجة انتعاش سوق الساعات الفاخرة المستعملة خلال جائحة كورونا، ما أدى إلى ارتفاع سعرها، ومعها ارتفعت السرقات.

وفي ذلك يقول بول ألتيري، رئيس المنصة الأمريكية لبيع الساعات الفاخرة المستعملة Bob’s Watches: "خلال الجائحة، لم تكن الساعات الفاخرة متوفرة في المتاجر أو على مواقع العلامات الشهيرة، ما دفع العديد من أصحاب الثروات إلى سوق المستعمل، وهو ما رفع متوسط سعر الساعة المستعملة إلى 45 ألف دولار، لدرجة أن بعض الساعات الفاخرة بيعت بأكثر من 5 أضعاف سعرها في المتاجر". وأوضح تيم ستراكي، رئيس المنصة الألمانية لبيع الساعات المستعملة Chrono24، أن ارتفاع الأسعار لم يخرج عن 3 علامات تقريبًا، وهي روليكس وبياجيه وباتيك فيليب.

أتت رولكس في صدارة العلامات الفاخرة الأكثر استهدافًا، إذ مثلت ابتكاراتها 44% من بلاغات الساعات المسروقة، بفارق شاسع عن أوميغا (المركز الثاني: 7%) وبريتلينغ (المركز الثالث: 6%).

وفي ذلك تقول كاتيا هيلز، المديرة التنفيذية لمنصة ذا ووتش ريجيستر: "القيمة والمكانة الكبيرتان لهذه الساعات الراقية لا تزال تجذب انتباه الشبكات الإجرامية المحلية والدولية، ما يجعلها هدفًا رئيسًا للسرقة".

عمل مربح أكثر من المخدرات

يقول بول ثورب، تاجر الساعات المتقاعد بعد تعرضه للسرقة 3 مرات: "أصبحت سرقة الساعات الباهظة وبيعها في السوق السوداء أكثر ربحية من تجارة المخدرات". ويضيف أن العمل في سرقة الساعات لمدة أسبوع فقط في لندن قد يدر أموالاً أكثر مما يكسب بعض الناس طيلة حياتهم، لدرجة أن سرقة الساعات الفاخرة أصبح الخيار الأول للعصابات الإجرامية.

إن حمل المخدرات في غاية الخطورة، على عكس الساعات. على سبيل المثال، لا يمكنك ركوب طائرة وأنت تحمل كيلو من الكوكايين، ولكن يمكنك ركوب طائرة وأنت تحمل ساعات مسروقة بقيمة مليون دولار، ولن يلتفت لك أي شرطي، والعصابات الإجرامية تعرف ذلك جيدًا، وتستغله لصالحها.

سوق مستمرة في الازدهار

رغم عودة الحياة إلى طبيعتها عقب انتهاء جائحة كورونا، لم تعد سوق الساعات كما كانت، لا سيما بعد دخول الجيل زد الذي لا يرغب في سلعة فاخرة فحسب، بل يهدف كذلك إلى الاستدامة. ولهذا كانت سوق المستعمل وجهته الأولى، وهو ما رفع قيمة سوق الساعات المستعملة العالمية إلى نحو 21 مليار دولار، وقد تصل إلى 37 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لدراسة نشرتها شركة التدقيق والاستشارات ديلوات Deloitte في أكتوبر.