أبرمت المجموعة الفرنسية الكبرى في العالم للسلع الفاخرة LVMH (Moët Hennessy Louis Vuitton) اتفاقية للاستحواذ على حصة أغلبية في مجموعة تصنيع الجواهر الفرنسية Platinum Invest Group، وذلك بهدف تعزيز قدرات التصنيع والإنتاج ودعم نمو وازدهار دار الجواهر الرائدة تيفاني أند كو Tiffany & Co، المنضوية ضمن شركات مجموعة LVMH العملاقة.

وحسب بيان مشترك، فقد جرى الاتفاق مع شركتي Andera Partners  وBpifrance ومساهمين آخرين لإبرام تلك الصفقة الكبيرة التي لم يعلن عن تفاصيلها المالية بعد، لتضم LVMH بذلك Platinum Invest Group إلى محفظتها الإبداعية الفاخرة، بما يعني ضم مصنعين رائدين للجواهر هما Orest وAbysse، بالإضافة إلى شبكة مكونة من خمس ورش ذات خبرة كبيرة، وما يقرب من 800 حرفي ومتعاون، مع خبرة ممتدة في تصميم وتصنيع الجواهر منذ تأسيس Orest في عام 1963.

يذكر أن Orest أصبحت بشكل تدريجي أحد اللاعبين الرئيسين في إنتاج الجواهر في أوروبا، إذ ظلت تقوم بتزويد العلامات الفاخرة بإنتاجها، فيما أطلقت جواهرها الخاصة وأثبتت ريادتها في مجال خواتم الزفاف في فرنسا. وخلال عام 2018 شهدت الشركة فترة نمو كبير بانضمامها إلى مجموعة Platinum Invest Group، إذ جرى دعم رأس مالها من قبل Andera Partners و Bpifrance وهو ما عزز نموها بأكثر من 25٪ سنويًا.

وفي عام 2022 رسخت المجموعة مكانتها من خلال الاستحواذ على شركة تصنيع الجواهر الفرنسية الراقية Abysse التي تأسست عام 1982 لتعمل في مختلف قطاعات الجواهر فائقة الجودة.

وبالعودة للصفقة الأخيرة يبدو أنها تتماشى تمامًا مع أهداف LVMH المعلنة، إذ تأمل المجموعة تحويل تيفاني أند كو، التي اشترتها عام 2021 مقابل 16 مليار دولار، بهدف تعزيز مبيعات الجواهر لديها وضخ منتجات جديدة وتوسيع شبكة متاجرها، إلى علامة تجارية دولية تحقق مزيدًا من الأرباح، بتقديم إبداعات لا حدود لها.

تخطط مجموعة LVMH لاستمرار تشغيل ورش العمل التي قامت بضمها في تطوير المنتجات لزبائنها الحاليين، مع ضم زبائن جدد كلما أمكن، وكذلك تقديم منتجات متجددة لدور الجواهر الأخرى التابعة لها لتسريع إنتاج الجواهر الأكثر فخامة، بالإضافة الاستثمار في مدرسة التدريب التي طورتها مجموعة Platinum Invest لترتبط بمعهد LVMH Institute Des Métiers d’Excellence، ومن ثم لتحقق الاستفادة القصوى لخبرائها، ما يضيف مزيدًا من الحيوية على إبداعات الجواهر

الاستثنائية من استوديو تيفاني أند كو Tiffany & Co في نيويورك.

وحسب أنتوني ليدرو الرئيس والمدير التنفيذي لتيفاني أند كو، فإن هذا الاستحواذ يعد خطوة مهمة تسرع من قدرات العلامة، وزخم طموحاتها للتميز في سوق الجواهر الراقية، إذ يسمح بتعزيز الالتزام بأعلى مستوى من الجودة، مع توسيع القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد من عشاق العلامة حول العالم.

يأتي الاستحواذ الأخير، الذي يُتوقع أن يتم مع نهاية الصيف -إذ إنه يخضع لموافقات تنظيمية وعرفية- في أعقاب استحواذ LVMH خلال عام 2022 على مجموعة Piemonte، بما لها من وجود في قطاع الجواهر في كل من إيطاليا وفرنسا، وهو ما يبرز تطلعات المجموعة للاستثمار بشكل أوسع في هذا القطاع، بالإضافة إلى ما تمتلكه من علامات أخرى للجواهر الراقية مثل شوميه وبولغري.

وقد أعلنت الأخيرة في يناير الماضي أنها ستوسع مصنعها في فالينزا بإيطاليا، من أجل مضاعفة طاقتها الإنتاجية مع إضافة 750 موظفًا خلال الفترة الممتدة من عام 2025 إلى 2028.

قد يعزى سر التوسع في هذا المجال إلى النجاح اللافت الذي حققته المجموعة خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد انحسار جائحة كوفيد 19 ورفع الإغلاقات. فرغم أن LVMH  نادرًا ما تكشف عن النتائج المالية لعلاماتها التجارية، إلا أنها أعلنت عن إيرادات بلغت نحو 23 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من العام المالي 2023، فيما تحدث مسؤولو تيفاني أند كو عن تجاوز دخلها التشغيلي الحالي لحاجز مليار دولار للمرة الأولى في تاريخها.